النقاط الرئيسية:
- تطلق لجنة أصدقاء الدكتور شارل مالك في أستراليا وجامعة سيدة اللويزة (لبنان) ندوة ثقافية بعنوان: "شارل مالك - أحد المبادرين الرئيسيين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان" وذلك يوم الاثنين 12 ديسمبر 2022 الساعة 6.30 مساءً في الجامعة الأسترالية الكاثوليكية
- يتخلل الندوة فيلم وثائقي عن سيرة مالك من اعداد جامعة سيدة اللويزة التي تحتفظ بإرثه، وبمداخلة مسجلة من نجل مالك، الدكتور حبيب شارل مالك، وذلك بحضور رئيس الجامعة الأب بشارة الخوري
- يعتبر شارل مالك من أبرز المؤثرين في اللجنة التي تولّت وضع الإعلان العالمي لشرعة حقوق الانسان الذي لا يزال يُحتكم إليه إلى يومنا هذا كمرجع ومستند قانوني يشكل أساس القانون الدولي لحقوق الإنسان
حمل شارل مالك بفكره لبنان، الذي لا يكاد يظهر على خارطة العالم جغرافيًا، الى قلب الخارطة الحقوقية حيث لمع اسمه مع ثمانية أشخاص من حول العالم، تتقدمهم آنا إليانور روزفلت، السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة.
شارل حبيب مالك ابن بلدة بطرّام في شمال لبنان، الذي كان من أبرز المؤثرين في اللجنة التي تولّت وضع الإعلان العالمي لحقوق الانسان، بدأ دراسته في مدرسة التبشير الأمريكية في طرابلس، ثم أكملها في الجامعة الأمريكية في بيروت، الى جامعة هارفرد التي انتقل إليها عام 1932، ومنها انطلق بمنحة إلى جامعة فرايبورغ لدراسة الفلسفة.
يتم الاحتفاء بإرث شارل مالك عشية الذّكرى الـ 74 للإعلان العالمي لحقوق الانسان التي اعتمدت من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 ديسمبر 1948 وكانت عصارة 83 اجتماعاً و170 تعديلاً.
هذه الشرعة التي شكلت بوصلة أخلاقية وضمير العالم الحقوقي، لا يزال يُحتكم إليها حتى يومنا هذا كمرجع ومستند قانوني يشكل أساس القانون الدولي لحقوق الإنسان. وثيقة اعتبرت إنجازاً دبلوماسياً، وشكلت مفترق طرق حقوقي. خلف مالك روزفلت في رئاسة لجنة حقوق الإنسان عام 1951 وتولى هذا المنصب حتى عام 1953، وفي أثناء توليه هذه المهام استأنف مهامه كسفير للبنان في الولايات المتحدة من 1953 إلى 1955.
استهل الأب جان بول باسيل، رئيس رسالة الرهبانية المارونية المريميّة في أستراليا، حديثه عبر برنامج بالإضاءة حول القيمة الفكرية الكبيرة لمالك:
نحتفي بعظيم من عظماء لبنان، هذا البلد الذي رغم المعاناة والألم والكوارث، أعطى ولا يزال يعطي مفكّرين وعباقرة للعالم
أشار باسيل الى أن هذه الندوة الثقافية تستذكر شخصًا رفع اسم لبنان وأعطى للسياسة بعدًا راقيًا وساميًا من خلال تولّيه عدة مناصب وزارية في حكومة سامي الصلح ومنها وزارة الخارجية والتربية والفنون الجميلة بين عامي 1956 و1957 في عهد الرئيس كميل شمعون، كما ساهم مالك في بدايات الحرب الأهلية اللبنانية في تأسيس الجبهة اللبنانية، وكان من أبرز مفكّريها مع الدكتور فؤاد افرام البستاني: "قد كان الأرثوذكسي الوحيد بين أقطاب من الطائفة المارونية، وهو ابن بلدة بطرّام الشمالية".
توقف باسيل عند محطات بارزة ومشرقة في حياة مالك السياسية قائلًا: "من خلال جهود مالك، فاز لبنان بواحد من ثمانية عشر مقعدًا في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، و تقديرا لعمله عُيّن مالك رئيسًا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي".
أما عن فكر شارل مالك فقال باسيل:
أراد مالك التأكيد أن لكل إنسان في المجتمع، حقوقًا فردية يجب حمايتها، اذًا أين هذه المعادلة اليوم في واقع لبنان؟
مالك الذي قال إن العقل هو السّاحر المحوّل قوّة النّطق إلى فعل الكلمة، وأن الكفر في أعمق معانيه استهزاءٌ بالوجود، كما أنّ الإيمانَ في أعمق معانيه هو احترامُ الوجود، شدد على طلب ومعرفة ومحبة وطاعة الله.
عن دور لجنة أصدقاء الدكتور شارل مالك في أستراليا، التي أطلقها كل من أصحاب السيادة أنطوان شربل طربيه راعي أبرشية أستراليا ونيوزيلندا وأوقيانيا المارونية والمتروبوليت باسيليوس قدسيّة راعي أبرشيّة أستراليا ونيوزيلندا والفليبّين للرّوم الأرثوذكس، يقول باسيل:
"انطلقت مبادرات فردية من مفكّرين من أصل لبناني للبحث عن كتابات وفكر شارل مالك، بالشراكة مع عدّة جامعات تعنى بمجال حقوق الإنسان، من بين المبادرين د. شاين جحا الذي أطلق جائزة شارل مالك".
جحا الذي يترأس الجامعة اللبنانيّة الثقافية في العالم فرع نيو ساوث ويلز، هو عضو في لجنة أصدقاء شارل ودكتور محاضر في عدّة جامعات في أستراليا.
توقف باسيل ايضًا عند دور جامعة سيدة اللويزة التابعة الرهبانية المارونية المريمية، في إحياء إرث شارل مالك الفكري الذي يعتبر في قلب وصلب دعوتها كصرح تربوي جامعي حمل قضية التعليم لكل النّاس دون تفرقة وان في المدرسة الأولى "تحت السنديانة". في هذا الإطار يقول باسيل:
جامعة سيدة اللويزة اؤتمنت على إرث شارل مالك وتحتفظ بمخطوطات مكتوبة بيده، والفضل لنجل مالك، الدّكتور حبيب مالك الذي وضع ارث والده في أمانة الجامعة
وأردف قائلًا: "أنتجت جامعة سيّدة اللويزة، فيلمًا وثائقيًا مدته 50 دقيقة عن مسيرة شارل مالك استنادًا إلى مواد منشورة وغير منشورة ومخطوطات خاصة فيه لتسليط الضوء حول الإنجازات الدبلوماسية الهامة لمالك وفلسفته وإيمانه المسيحي".
أنجز الفيلم بجهود أخصّائيين ومفكّرين وبعد دراسات معمّقة من قبل السيد طوني نصر الله المشرف على هذا العمل والذي هو في صدد تقديم أطروحة الدكتوراه عن فكر مالك، وببركة رئيس الجامعة الأب بشارة خوري الراهب المريمي. وقررت مكتبة الكونغرس، في واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية، عرض هذا الفيلم في حدث خاص انعقد في كانون الأول/ديسمبر عام 2021 بالتعاون مع جامعة سيدة اللويزة، واختارت الجامعة أن تكون أستراليا البلد الثاني لعرضه مع إنشاء لجنة أصدقاء شارل مالك.
لبنان الذي أحب مالك حتى الألم، يجسد اليوم كلماته "المستقبل القريب سيكون أكثر ظلامًا من الحاضر وأقوى خطرًا من الماضي".
اين هو لبنان شارل مالك اليوم في الحياة السياسية التي باتت تخلو من الحياة؟
للمزيد عن هذه الندوة يمكنكم الاستماع الى كامل المقابلة في الملّف الصوتيّ أعلاه.