هُجِّرَت فلجأت فحاربت المرض فانتصرت. تلك قصة عبير سعدون. عراقية المنشأ والهوية الثقافية، لا نهائية الطموح ولا يقفُ في طريقِها عائقٌ. قوةُ شخصيتِها وثقتهُا المتناهية في قدراتِها، رأسُ حربةٍ تشقُ بِها طريقَها في الحياة وتذللُ بِها الصعاب.
البروفيسور عبير سعدون العلّامة في مجال الهندسة الطبية والمسؤولة عن أبحاث مكّنت العلماء من إجراء عملياتٍ جراحيةٍ عن بعد، تحدثت إلى الأس بي أس عربي24 في لقاءٍ خاص، فتحت لنا فيه قلبها لنتعرف على خباياها.
لاجئة عراقية: من سوريا إلى أستراليا
بداياتُها كانت عصيبة، إذ اضطرت عبير للهروب من العراق في2007 بعد أن اجتاحت ميليشيات مسلحة منطقتها. التهجير أودى بها في سوريا حيث مضت سنتان قبل أن استطاعت اللجوء نهائياً في أستراليا.
وتقول البروفيسور إن بعد تقديمها على اللجوء في الأمم المتحدة، عُرِضَ عليها السفر إلى 3 بلدان: الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا. بعد أن قررت عدم رغبتها في الولايات المتحدة، احتارت في الاختيار بين أستراليا وكندا ولكنها اختارت أستراليا لأسبابٍ معينة.
أهمها، وجود أقاربٍ لها في أستراليا وثانيها وإن لم يكن أقل أهميةً، اعتقادها أن أستراليا وكندا بلدان ذا مستوى معيشي متقارب وإن كان هناك فارقٌ واحد يفضل بينهما. كندا شديدة البرودة وهي لا تحب البرد القارص.
سنوات المرض أدت إلى أرقى النجاحات
بعد أن أصيبت البروفيسور بمرضٌ خبيث في 2016، خضعت لأكثر من 6 عمليات جراحية على الناحية اليسرى لوجهها لتفريغ الأنسجة من الالتهاب. تلتها 5 عمليات تجميلية لإعادة ترميم الأنسجة المتضررة وتصميم ملامح متناسقة مع الناحية اليمنى. دفعتها هذه المعاناة إلى البحث في سبلٍ جديدة لمعالجة هذا النوع من الأمراض. بدأت بالتعرف على العديد من الجراحين، والعمل معهم على إيجاد حلول جديدة. استغلت خلفيتها الأكاديمية في مجال تكنولوجيا المعلومات ووجدت الحل في تقنية الواقع المعزز أو "Augmented Reality".
تقول البروفيسور إنها لطالما علمت طلابها أن من أراد تحقيق هدفٍ لا توقفه الأعذار.ولذلك حرصت على الاتصال بطلابها والاستمرار بالعمل من سريرها بالمستشفى حتى بعد خروجها من غرفة العمليات. كما لم تمنعها زياراتها لقسم الطوارئ في منتصف الليل من استكمال عملها في الصباح.
لا أسمع لأحد وأنظر للأمور بعقلانية وأحللها في دماغي وأمشي. الناس يحبطونك دائماً خصوصاً من لم ينجحوا فهم لا يريدونك أن تنجح. أضع في بالي الهدف وأسعى له. الإصرار هو اللي يوصلك للهدف
الأولاد والزواج ليسوا لي
ويبدو أن كلمتا "صعوبات" و"تحديات" لا وجود لهما في قاموس البروفيسور عبير التي تقول إن جميعها أعذار يستخدمها الفاشلون كشماعة يعلقون عليها فشلهم. فبالرغم من اعترافها بأن مجالها ذكوري ويسيطر عليه الرجال إلا أنها لم تراه عذراً لكي لا تنجح.
كل المجالات ذكورية ولكن لا داعي لان يقف ذلك في طريقي. أقاتل وأفوت معهم. النساء يمكنهم ترجيح كفة الميزان بالنجاح
كما أكدت البروفيسور عبير إن الزواج والأولاد ليسوا في دائرة اهتماماتها. وبالرغم من ذلك قالت إن نجاحها في عملها لا يعود على تفرغها من رعاية الزوج والأولاد. بل على العكس، قالت إن النساء اللواتي لا ينجن في مجالات عملهن، يستخدمن الزواج والأولاد كشماعة.
فعلمتها الحياة أن لا شئ صعب إذا كنت قوي الشخصية وتصر على تحقيق أهدافك.
للمزيد يرجى الاستماع إلى اللقاء الكامل من خلال الضغط على الملف الصوتي أعلاه.





