ما أن أعلنت إندونيسيا الشهر الماضي أنها ستعيد إلى أستراليا نفايات استوردتها لإعادة تصنيعها، حتى ارتبك المسؤولون. زنة النفايات التي ستعاد إلى المكان الذي أرسلت منه، بريزبن، 210 أطنان، وهي في ثماني حاويات شحن.
 وقد قررت إندونيسيا إعادة هذه النفايات المكوّنة من الورق والكرتون بعدما اكتشفت أنها ملوثة بأدوات إلكترونية وحفاضات الأطفال.
 قد تبدو النفايات المرفوضة قليلة نسبياً مقارنة بحجم ما يتم تصديره عادة، لكن المشكلة أكبر من ذلك بكثير إذ أنها تدخل ضمن سياق سلسلة من القرارات التي تتخذها دول العالم الثالث تباعاً، ولا سيما دول جنوب شرق آسيا، ضد استيراد النفايات من الدول المتقدمة.
 بدأت المشكلة العام الماضي عندما حظرت الصين استيراد هذه النفايات، بما فيها تلك الآتية من أستراليا. ثم تبعتها ماليزيا، فتايلاندا التي أوقفت إصدار رخص استيراد النفايات العام الماضي. كذلك، قررت الفيليبين إعادة 69 حاوية شحن من النفايات إلى كندا. وقبل أسابيع، أعلنت إندونيسيا أنها لن تقبل بأن  تكون مكبّاً لنفايات العالم.
 تأتي هذه التطورات فيما أظهرت دراسة للبنك الدولي أن نفايات العالم بلغت في العام 2016  ملياريْ طن. ومن المتوقع أن يصل حجم هذه النفايات بحلول العام 2050 إلى ثلاثة مليارات ونصف مليار طن.
 وتصدّر الدول المتقدمة نفاياتها التي يمكن إعادة تصنيعها إلى الدول الفقيرة لأن اليد العاملة فيها رخيصة. ولم يعد أمام هذه الدول سوى استحداث المزيد من المكبات لطمر نفاياتها، أو إحراق هذه النفايات ما يضر بالبيئة؛ وإلّا فإن جبال من النفايات قد تتكوّن فيها.
 المزيد عن هذا الموضوع في لقاء مباشر مع خبير البيئة لدى جامعة غرب سيدني الدكتور جمال رزق.
 استمعوا إلى المقابلة عبر الرابط الصوتي أعلاه.






