مع اشتداد موسم الحرائق الذي أتى باكراً هذه السنة، ومع استفحال أزمة الجفاف التي تضرب مساحات واسعة من أستراليا، عادت الأضواء إلى كنز ثمين جداً من المياه العذبة، غير المستغلة كما يجب، والمنسابة داخل خزان جوفي هائل.
وهناك اليوم تساؤلات حول ما إذا كان هذا الخزان أو الحوض هو في الواقع الحل الذي فشل السياسيون والمسؤولون حتى الآن، على ما يبدو، أن ينتبهوا إليه، لمكافحة العدويْن الطبيعييْن اللدوديْن لأستراليا: الجفاف والحرائق.
يُعرف هذا الخزان العملاق باسم الحوض الارتوازي العظيم (Great Artesian Basin)، وهو أحد أكبر خزانات المياه الجوفية في العالم.
تبلغ مساحة الحوض الارتوازي العظيم 1.735 مليون كيلومتر مربّع، ويمتد تحت 4 ولايات ومقاطعة وهي ولايات كوينزلاند، نيو ساوث ويلز وجنوب أستراليا، ومقاطعة أراضي الشمال. وتشكل المساحة التي يغطيها هذا الحوض الارتوازي العملاق 22% من مساحة أستراليا.
يُقدّر مخزون المياه في هذا الحوض الجوفي الهائل بـ 65 مليون غيغاليتر. وللتذكير، يساوي الغيغاليتر الواحد مليون ليتر. ولإعطاء مقارنة ملموسة لهذه الكمية من المياه، فهي تساوي 130 ألف مرة كمية المياه الموجودة في خليج سيدني الكبير.
وعلى رغم أن الحوض الارتوازي العظيم يشكل عصب الحياة لعدد كبير من البلدات الأسترالية النائية، فإنه غير مستغل كما يجب.
هناك حالياً أكثر من 18 ألف نبعة أو فتحة تنساب إلى خارجها المياه من هذا الحوض العملاق، لكنّ قسماً كبيراً من الكميات المتدفقة والتي تُقدّر بمليار و300 مليون ليتر في اليوم، يذهب هدراً.
آخر دراسة أجريت لهذا الحوض نُشرت نتائجها في العام 2013، وقد جاءت بعد دراسة سابقة أجريت في العام 1980.
وأظهرت الدراسة الأخيرة التي أجرتها مؤسستا العلوم والأبحاث CSIROوGeoscience Australia أن هناك حاجة لمزيد من البحوث لمعرفة الفارق بين كميات المياه التي تخرج من هذا الحوض حالياً وبين نسبة إعادة ملئه.
وبحسب هذه الدراسة، بحلول العام 2070 ستكون كميات المياه في أجزاء من الحوض الارتوازي العظيم أعلى بكثير من حجمها الحالي.
من جهته، اعتبر خبير الجيولوجيا الدكتور باهر زغلول، في حديث مع أس بي أس عربي 24، أن استثمار هذه الطاقة الكبيرة من المياه في شكل مدروس يساهم في القضاء على الجفاف والتصحر وفي التخفيف من أزمة حرائق الغابات، وذلك من خلال زيادة المساحات الخضراء.
للاستماع إلى الحديث الكامل مع الدكتور زغلول، يمكن الضغط على الرابط أعلاه.
