ارتبطت مشاهد اكتظاظ المسجد الحرام بالمصلين والطائفين في أذهان الناس بالحج وقد ادى هذه الفريضة العام الماضي، مليونان ونصف مليون حاج كما تؤكد ذلك إحصاءات وزارة الحج والأوقاف السعودية.
غير أن بضعة آلاف فقط هم من سيؤدون المناسك هذا العام طبقا للقرار الذي عزته السلطات إلى مخاوف من تفشي الوباء بين جموع الحجيج.
وكإجراء احترازي أيضا قررت السعودية منذ ذلك الحين إغلاق صحن المطاف حول الكعبة وكثفت أعمال التنظيف والتعقيم في المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة.
وأعلنت السلطات السعودية أن السياج المحيط بالكعبة سيظل في مكانه خلال موسم الحج هذا العام لمنع الزوار من ملامسة الكعبة والحجر الأسود، بالاضافة الى تطبيق قواعد التباعد الإجتماعي والزام الجميع بوضع الكمامة في كل شعائر الحج.

أوبئة وحروب وكوارث طبيعية: أحداث عطّلت الحج عبر التاريخ Source: Saudi Ministry of Media
ووصف الشيخ عبدالله الحواري خلو الاماكن المقدسة "بالمؤلم" واعتبره شعور طبيعي يعتري كل من حُرم من شئ هام ومقدس في حياته.
ورغم هذه المشاعر أيّد الشيخ الحواري وهو إمام مسجد مريم عليها السلام في ملبورن وعضو مجلسي الافتاء والائمة في أستراليا القرار السعودي بتقييد أعداد الحجيج للحد من انتشار كورونا "الاجراءات التب أُتخذت هي عين الصواب والحكمة والله تعالى أعلم".
وبحسب الشيخ الحواري فان الحجاج الاستراليين يبلغ عددهم في المتوسط 4000 حاج سنويا و يتكلفون مبالغ تصل الى 11 الف دولار استرالي للحاج الواحد
وكان الحج قد ألغي حوالي 40 مرة على مر القرون، وإن كان استمر كل عام منذ قيام المملكة العربية السعودية عام 1932. كما أنه لم يتم إلغاء الحج حتى خلال جائحة الأنفلونزا الإسبانية عام 1917-1918 والتي تسببت بوفاة الملايين في أنحاء العالم.
ومن أشهر هذه الاحداث:
- 930م: هجوم القرامطة
كانت الواقعة الأولى والأشهر، تسبب فيها القرامطة، حيث قاموا بشن هجوم على مكة عام 930م.
وتذكر الروايات التاريخية أن القرامطة قتلوا 30 ألف حاج في المدينة المقدسة وألقوا بالأجساد في بئر زمزم، ونهبوا المسجد الحرام وسرقوا الحجر الأسود من الكعبة وأخذوه إلى مقرهم في مدينة القطيف شرق الجزيرة العربية الحالية. وتم إلغاء الحج حينها لعشرة أعوام حتى أعيد الحجر الأسود إلى مكة.
والقرامطة فرقة انشقت عن الدولة الفاطمية واتخذت من شرق السعودية الحالية مقرا لها
- 983م: الصراع بين الدولتين العباسية والفاطمية
تسببت الخلافات بين حكام الخلافتين – العباسية في العراق وسوريا والفاطمية في مصر – في منع المسلمين من السفر إلى مكة للحج. وبقي الأمر كذلك لمدة ثمانية أعوام حتى عقد الحج ثانية عام 991م.
- 1831م: الطاعون
ولم تكن الصراعات والمذابح هي فقط التي أدت إلى إلغاء الحج، فقد تفشى الطاعون القادم من الهند في مكة عام 1831 وقتل ثلاثة أرباع الحجاج هناك.
- 1846-1850
تسببت الكوليرا في ايقاف الحج خلال هذه الفترة لأربعة مواسم
في عام 1846 انتشرت الكوليرا في مكة وقتلت أكثر من 15 الف شخص واستمرت الكارثة حتى عام 1850.
استمعوا الى اللقاء الكامل مع الشيخ عبدالله الحواري إمام مسجد مريم عليها السلام في ملبورن وعضو مجلسي الافتاء والائمة في أستراليا في الرابط الصوتي اعلاه



