قررت عضوة الكونغرس الأمريكي من أصول فلسطينية رشيدة طليب إلغاء زيارتها المرتقبة إلى الأراضي الفلسطينية، بعدما سمحت لها السلطات الإسرائيلية بالزيارة لتلتقي جدتها التي ناهز عمرها 90 عاماً لأسباب إنسانية ولكن وفق شروط معينة.
خال رشيدة بسام طليب والمقيم في قرية بيت عورا الفوقا في قضاء مدينة رام الله، قال في حديث لأس بي أس عربي24 أن ابنة أخيه اعتبرت الشروط التي فُرضت عليها من الحكومة الإسرائيلية "مهينة". بسام الذي لم يجتمع برشيدة منذ 13 عاماً، اعتبر أن من حقها زيارة وطنها وعائلتها دون قيد أو شرط وأضاف: "كنا نحضر لاستقبال كبير يليق برشيدة، ليس نحن فقط كعائلة وإنما عموم أبناء القرية والقرى المجاورة كذلك (..) لم تكتمل فرحتنا."
وكانت رشيدة وزميلتها إلهان عمر، النائبة الصومالية الأصل، تعتزمان زيارة الأراضي الفلسطينية في السابع عشر من آب أغسطس الحالي، لكنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا السلطات الإسرائيلية لمنعهما من دخول البلاد.
وكتب يومها ترامب على تويتر "إذا سمحت إسرائيل للنائبتين عمر وطليب بالزيارة فهذا سيظهر ضعفاً كبيراً" وتحدث أمس عن مطالبات طليب بقطع المساعدات لإسرائيل، وأضاف أن "شعب منيسوتا العظيم" لن يوافق على ذلك.
وأعلنت اسرائيل وقتها أنّها ستمنع زيارة النائبتين قبل أن يعود وزير الداخلية الإسرائيلي أرييه درعي ويعلن أنّه قرّر السماح لطليب وحدها بزيارة جدّتها لدواع "إنسانية" ولكنه أرفقها بضرورة التزام طليب بجملة شروط من ضمنها امتناعها خلال الزيارة عن الدعوة لمقاطعة اسرائيل.
ويقيم بسام وأقارب رشيدة من جهة والدتها قرب رام الله بينما يتحدر والدها من قرية بيت حنينا والتي تقع على مقربة من البلدة القديمة في القدس. وقال الخال أن العائلة اضطرت لتشرح للجدة بطريقة مبسطة أسباب إلغاء الزيارة المرتقبة: "هي تتفهم الآن الشروط التي فُرضت على حفيدتها وقالت أنه ينبغي لرشيدة أن تتمكن من زيارة فلسطين دون قيد أو شرط."
وتحدث بسام عن المحبة التي تكنها رشيدة لجدتها التي لم تجتمع بها منذ 2007 فهي حسبما قال تعتبرها "أمها الثانية" وكانت متلهفة لزيارتها، وقالت مراراً أن اللقاء - الذي لم يتحقق - لربما كان سيمثل آخر مرة ترى فيها جدتها. وأضاف بسام أن العائلة أبدت تفهماً لقرار رشيدة إلغاء الزيارة: "تحدثنا على الهاتف وقلنا لها أن العائلة بأكمها تساندها وطلبنا منها الثبات على موقفها ومبدأها (..) نتفهم أبعاد القرار الذي اتخذته."

Source: AP
وفي الوقت الذي هاجر فيه عدد كبير من أفراد عائلة رشيدة من جهة والدها إلى الولايات المتحدة، إلا أن أقاربها من ناحية والدتها لا يزالوا يعيشون حتى اليوم في بلدتهم في الأراضي الفلسطينية. وفي إشارة إلى حساسية الموقف، تحدث بسام عن موقع منزل عائلة رشيدة في بيت حنينا على مقربة من البلدة القديمة في القدس: "يقع منزل جديها بين نقطتي تفتيش للجيش الإسرائيلي، إحداهما لا تبعد سوى 70 متراً."
استمعوا إلى مقابلة بسام طليب في التدوين الصوتي أعلاه.






