اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم وخلال الأيام الماضية بنقاش حاد حول تطبيق WhatsApp الشهير للرسائل النصية.
التطبيق الذي يستخدمه مئات الملايين حول العالم، وتملكه شركة فيسبوك العملاقة، حدّث شروط الاستخدام Terms and Conditions بشكلٍ اعتبره البعض غير مضر بالخصوصية.
وعلى رأس المعترضين المدير لتنفيذي لشركتي Tesla وSpaceX أغنى رجل في العالم Elon Musk. حيث غرد ماسك عبر حسابه في تويتر عن مخاوفه من شروط استخدام WhatsApp الجديدة، ونصح متابعيه بالتحويل لتطبيق Signal.
ويجمع تطبيق واتسآب العديد من المعلومات والبيانات الشخصية لدى المستخدمين مقابل الخدمة التي يوفرها التطبيق مجاناً. ومن المعلومات التي يوافق عليها المستخدم، كيفية استخدام التطبيق ومواعيد الاستخدام والأشخاص الذين ترسل لهم الرسائل والصور المرفقة والموقع الجغرافي أثناء الاستخدام ورقم الهاتف والرقم التعريفي للمستخدم والرقم التعريفي للهاتف وغيرها من البيانات الحساسة.
أما تطبيق Signal فاشتهر بخصوصيته العالية ولاسيما بين الصحفيين الذي اعتمدوا عليه لسنوات في التواصل مع مصادرهم الخاصة في السر. حيث لا يطلب التطبيق أي بيانات تعرف المستخدم بغير رقم الهاتف.
وانتشرت أطراف الجدل بين مستخدمي تويتر ومواقع النواصل الاجتماعي في أستراليا والعالم حول استخدام Signal بدلاً من WhatsApp بين مدافع عن التطبيق الأكثر شهرةً والتطبيق الذي ينصح به ماسك ومتابعيه.
ولكن تظل علامات الاستفهام تحوم حول هذا الموضوع. ما الفرق بين خصوصية المعلومات وأمن المعلومات؟ هل حسابي على WhatsApp مخترق؟ أيجب أن أحول لتطبيق Signal؟
للإجابةٌ على جميع أسئلتكم، تحدثت الأس بي أس عربي24 مع الخبير التقني بلال علي الذي أسهب في الشرح.
ما هو الفرق بين خصوصية المعلومات و أمن المعلومات؟
ويقول بلال إن الجدل حول WhatsApp يتعلق بالخصوصية (Privacy) والأمن (Security) وفي كلا الحالين من الجيد امتلاك الاثنين.
كل منهما له تأثيره على الأمن و الحماية في ماهو خاص بك على شبكات الإنترنت و منصات التواصل الإجتماعي
وبحسب بلال، الخصوصية والأمن مترابطان. فالخصوصية تتعلق بأيِّ حقوق لديك للتحكم في معلوماتك الشخصية وكيفية استخدامها. وغالباً ما تعرض عليك سياسات الخصوصية التي يُطلب منك قراءتها والموافقة عليها عند تنزيل تطبيقات جديدة على الهواتف الذكيَّة.
"بعض الناس يعتبرون الخصوصيَّة والأمان مصطلحان لمفهوم واحد. ذلك لأنَّ كلا المفهومين يتداخلان في بعض الأحيان في عالم مترابط. لكنَّهما مختلفان، ومعرفة هذا الاختلاف قد يساعدك على حماية نفسك في عالم متزايد الارتباط حيث أصبحت الاختراقات الأمنية شائعة جداً لسوء الحظ."
و من ناحية أخرى، يعرف بلال الأمن على أنه يشير إلى كيفية حماية معلوماتك الشخصية من الثغرات الأمنية والتحايل الإلكتروني والهجمات السيبرانية.
ما هو التغيير الفعلي في سياسات الخصوصية لتحديث واتساب؟
بناءاً على سياسة خصوصية واتساب الجديدة، ستقوم الشركة بمشاركة تفاصيل بيانات التعريف الشخصي"metadata"  مع فيسبوك وفروع نفس الشركة الاخرى بداعي الدعاية والإعلان لزيادة الأرباح.
أما تطبيق الواتساب مازال يوفر التشفير للمحادثات End to End Encryption، بمعنى أن لا أحد يستطيع قراءة المحادثات والمحتوى سوى المرسل والمستقبل، وهو يشمل الصور والنصوص والفيديو.
ما هي المعلومات الشخصية التي سيتم مشاركتها مع فيسبوك و غيره؟
من المعلومات التي ستطلب من المستخدم: صورة البروفايل، النص داخل الحالة، رقم الهاتف ومعلومات عن جهاز الهاتف الذكي (نوعه، أداءه، تغطية الإشارة و عمر البطارية).
بالإضافة إلى ذلك سيجمع التطبيق معلومات عن المتصفح وعنوان بروتوكول الإنترنت الخاص والمعروف بالـIP Adress.
من الجدير بالذكر أن الشركة يمكنها الوصول إلى معلومات الدفع من خلال تطبيق الواتساب وهذه الخاصية متوفرة فقط داخل الهند
وبذلك تمنح السياسة الجديدة صلاحيات عالية، تسمح للشركة بجمع بيانات المستخدم بشكل كبير.
ما هو السبب الرئيسي خلف هذا التحديث؟
يقول بلال إن الإجابة المختصرة، الربح.
في نهاية المطاف الشركة ربحية وتبحث عن دخل مادي من خلال ربط معلوماتك بشركات تعرض عليك منتجاتها
وتتبع بذلك شركة WhatsApp نفس منهجية الفيسبوك حاليا، بالاعتماد على عمر وجنس وموقع واهتمامات المستخدم لتوجيه الاعلانات بدقة عالية للمستخدمين الأكثر عرضة لنجاح المواد الإعلانية معهم.
"والسبب الآخر للتحديثات هو التكامل مع منصات الفيسبوك والإنستغرام، واستخداماتها في الإعلان. البيانات مربوطة بهوية الشخص في سيرفرات الواتساب."
ماذا يحدث في حالة عدم الموافقة على شروط التحديث؟
أوضحت شركة واتسآب أنه في حال لم يجر الرد بالموافقة لن يستطيع المستخدم بعد يوم 8 فبراير المقبل، استخدام التطبيق.
وتنتهي الرسالة بأن الضغط على الموافقة، يعني أن المستخدم تقبل الشروط وسياسية الخصوصية الجديدة التي تدخل حيز التنفيذ في 8 فبراير 2021.
هل بيانات التعريفmetadata مشفره؟
يقول بلال إن بيانات التعريف Metadata السابق ذكرها غير مشفرة، بمعنى أن المحادثات وأطراف المحادثه والوقت المستغرق في المحادثة غير مشفرة، مع التذكير أن تفاصيل المحادثات و محتواها نفسه مشفر.
ماذا عن النسخ الاحتياطية وطريقة تخزينها و تشفيرها؟
جميع النسخ الاحتياطية يتم تخزينها على السحابة الخاصة بالمصنع iCloud أو غوغل. وعلى الرغم من أن المحادثات ومحتواها مشفرة، النسخ الاحتياطية غير مشفرة ويمكن من هناك قراءة المحادثات لمن يملك الصلاحية عليها.
هل سيتم تطبيق  سياسات الخصوصية على جميع مستخدمي تطبيق الواتساب؟
الإجابة الصادمة، لا
بحسب بلال تدير شركة WhatsApp Ireland Limited النسخة الأوروبية من التطبيق والمستخدمة في دول الاتحاد الأوروبي.
ولأن قوانين الاتحاد الأورويس لا تسمح باستخدام بيانات التعريف بحسب قانون يدعىGeneral Data Protection Regulation أو GDPR، لا تستطيع الشركة إخضاع المستخدمين الأوروبيين للتحديثات الجديدة.
"القانون يختص بحماية البيانات والخصوصية لجميع الأفراد داخل الاتحاد الأوروبي. ويتعلق أيضا بتصدير البيانات الشخصية خارج الاتحاد الأوروبي. والتحديث الجديد لا ينطبق عليهم."
للمزيد يرجى الاستماع للملف الصوتي أعلاه






