ماذا ينبغي لأستراليا أن تفعل بتماثيلها العامة التي تحتفي بزعماء الماضي الاستعماري للبلاد؟

The head of the King George V in Melbourne's Kings Domain was removed on the King's Birthday public holiday last year_credit_SBS The Feed.jpg

What should Australia do with its public statues that celebrate leaders from the country's colonial past?

تنقسم الاراء في استراليا ما بين مؤيد لهذه النصب التذكارية والتماثيل التي تحتفي بالشخصيات التاريخية خلال الحقبة الاستعمارية، باعتبارها بطولية ومُثيرة للإعجاب، وبين معارض يعتبر انها تُمجّد تاريخًا اتسم بالمجازر، ونهب الأراضي، وقمع شعوب الأمم الأولى.


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

يوجد في أستراليا أكثر من 200 تمثال مُخصص للاحتفاء بقادة بارزين من الحقبة الاستعمارية في استراليا- من عام 1788 حتى تأسيس الاتحاد عام 1901.

تنقسم الاراء في استراليا ما بين مؤيد لهذه النصب التذكارية والتماثيل التي تحتفي بالشخصيات التاريخية خلال الحقبة الاستعمارية، باعتبارها بطولية ومُثيرة للإعجاب، وبين معارض يعتبر انها تُمجّد تاريخًا اتسم بالمجازر، ونهب الأراضي، وقمع شعوب الأمم الأولى.
هذا الانقسام ليس حكرا على استراليا وحدها فقد دارت نقاشات مماثلة حول دور النصب التذكارية وتاريخها المرتبط بالعنف الاستعماري في كندا، والولايات المتحدة، وأفريقيا، وأوروبا، وشبه القارة الهندية.

وتؤيد الكاتبة والمربية الاسترالية الفلسطينية نورا منصور رئيسة جمعية Democracy In Colour إزالة التماثيل والنصب المقامة للاحتفاء بقادة التاريخ الاستعماري لاستراليا متسائلة عن الرسالة الانسانية والاخلاقية التي تحملها هذه النصب للجيل الاسترالي اليوم
من المنطقي والاخلاقي ان نطالب بقيادات او اشخاص او رموز ارتكبت جرائم حرب وابادة في حق السكان الاصليين
ومع استمرار الجدل حول مستقبل هذه النصب والشد والجذب بين المطالبين بازالتها والمطالبين بالحفاظ عليها، بدأ البعض بأخذ الامور على عاتقهم عبر ازالة بعض التماثيل او تحطيمها

ففي تسمانيا مثلا استيقظ السكان ذات صباح في مايو من العام الماضي ليكتشفوا أن تمثال رئيس حكومة تسمانيا السابق ويليام كروثر قد اختفى في الليلة السابقة.
وتزعم تقارير قبل أكثر من 150 عامًا أن الدكتور كروثر - الذي كان أيضًا جراحًا قد سرق جمجمة رجل من السكان الأصليين يُدعى ويليام لان من مشرحة هوبارت عام 1869، وكان يخطط لإرسالها إلى الكلية الملكية للجراحين في لندن.

وقد أدت حملة طويلة لإزالة التمثال إلى قرار من مجلس مدينة هوبارت عام 2022، يقضي بإزالة تمثال ويليام كروثر، الذي يبلغ عمره 130 عامًا، والإبقاء على قاعدة التمثال. ثم وضع المجلس البلدي خطة لإضافة "معلومات توضيحية جديدة لقاعدة التمثال تروي القصة المعقدة لويليام كروثر وويليام لان".
 ولكن قبل إتمام هذه الخطة، اختفى التمثال؛ وعلى القاعدة الفارغة، كُتبت كلمات تنادي "انهاء الاستعمار".

 وتقول لويز إليوت، عضو مجلس مدينة هوبارت، إن تدمير الممتلكات العامة كان أمرًا مروعًا - وقد أثار استياءً بالغًا لدى أحفاد السيد كروثر.
لقد أُزيل التمثال بسبب ادعاء مُنكر وغير مُثبت لشخص قدم خيرًا كبيرًا لمجتمعنا. ودفع مجتمعه ثمنه؛ وأراد نصب هذا التمثال. حتى لو كانت الادعاءات صحيحة، علينا أن ننظر إلى الشخص ككل؛ والقيم السائدة آنذاك
من ناحيتها قالت إيموجين جونستون، وهي امرأة من شعب الكاميلاروي، إنها تتفهم سبب تزايد المشاعر السلبية بشأن تماثيل الحقبة الاستعمارية. وتسائلت جونستون كيف أن الغضب من إسقاط التماثيل أكبر من الغضب من استمرار وفيات السكان الأصليين أثناء الاحتجاز.

 وتعيش عائلة جونستون الما لا يوصف بحسب قولها بعد ان توفيت عمتها، تانيا داي، في ديسمبر/كانون الأول 2017 بعد أن ارتطم رأسها بجدار في زنزانتها بمركز شرطة كاسلمين.

 هذا أمرٌ تقول السيدة جونستون إنها لن تنساه أبدًا.
أعتقد أن رد فعلهم تجاه التمثال كان بمثابة صفعة في الوجه. عمتي إنسانة فقدت حياتها
وانتقدت جونستون جهود الشرطة في هوبارت لحماية التماثيل معتبرة انهم عليهم حماية اطفال السكان الاصليين ومقدساتهم زحقوقهم الانسانية الاساسية
هذا يُظهر لكِ أنهم يحمون الشيء الخطأ. بإمكانهم حماية مواقعنا المقدسة، ومقابرنا التي تُنتزع منا. بإمكانهم حماية أطفالنا من السجن. بإمكانهم حماية حقوقنا الإنسانية الأساسية، على ما أعتقد
وانتقلت ظاهرة تحطيم تماثيل الحقبة الاستعمارية الى ولايات اخرى حول استراليا ففي ملبورن عاصمة ولاية فيكتوريا تحدث برنامج The Feed الى مجموعة من النشطاء الذين رفضوا ذكر اسمهم والذين قاموا بازالة او تحطيم بعض التماثيل حول المدينة. وفي حديثهم مع الاس بي اس اشاروا الى ان هدفهم هو ازالة كل التماثيل، فهي ترمز الى ماض لا يجب الاحتفاء به

ويقول أعضاء هذه المجموعة إنهم كثّفوا نشاطهم خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، بما في ذلك قطع الرأس البرونزي لتمثال الملك جورج الخامس الذي يقرب ارتفاعه ال3 امتار في عطلة عيد ميلاد الملك الرسمية من العام الماضي

وتشرح مجموعة النشطاء الذين تحدثت إليهم SBS إنهم ليسوا من السكان الأصليين، لكنهم يؤمنون وبقوة بضرورة توضيح الحقائق حول ماضي أستراليا.
أعتقد أن العنصرية في هذا البلد موجودة منذ القدم، وربما يكون هناك شيء مثل إسقاط تمثال. ربما يُفاقمها، لكن ربما يكشف ما يدور حولنا دائمًا. أنا أيضًا أُدرك ذلك وأشعر بقلق بالغ حياله. ربما نحتاج إلى التفكير فيه أكثر أو إجراء المزيد من النقاشات حوله.
 يمكنكم مشاهدة القصة الكاملة من فريق SBS The Feed، بزيارة قناتهم على يوتيوب. ابحثوا عن SBS The Feed.

 هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "أستراليا اليوم" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى السادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق Radio SBS المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك وتويتر وانستغرام.


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand