قدمت شركة "إيستمان كوداك"صورة قاتمة عن وضعها المالي في تقارير أرباحها وإيداعاتها، متكبدةً خسائر في الربع الثاني، مما أدى إلى انخفاض حاد في أسهمها، حسبما ذكر موقع slashdot.
الرهان الجديد على الكيمياء والأدوية
الشركة خفضت معاشات التقاعد وتسعى لتركيز نشاطها على الكيماويات والمواد المتقدمة، مع خطط لخفض التكاليف وتحقيق نمو طويلفي محاولات اخيرة للبقاء، لكن الشكوك تبقى كبيرة حول قدرة "العلامة الصفراء" على النجاة.
وقالت الشركة في إيداعاتها المقدمة إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية: "لدى كوداك ديون مستحقة خلال 12 شهراً، وليس لديها تمويل ملتزم، أو سيولة متاحة للوفاء بهذه الديون في حال استحقاقها وفقاً لشروطها الحالية".
وتلك النهاية ستكون حزينة ، لعشاق التصوير ، ومن يتعلقون بذاكرة جميلة مع اجمل لحظات التصوير
الصدمة كانت مضاعفة، لأن الإعلان تزامن مع اليوم العالمي للتصوير، ليشعر المصوّرون والهواة وكأن الذاكرة نفسها تعلن استسلامها. المغردون كتبوا: "رحيل كوداك يعني أن جزءاً من طفولتنا يُمحى من الصورة".
كثيرون شبّهوا حال كوداك بمفارقة الزمن .. كاميرا علّمتنا كيف نمسك الصور الورقية ونضعها في ألبوم العائلة، لكنها عجزت عن اللحاق بجيل الهواتف الذكية وثقافة "السيلفي" و"الانستغرام".
ولا تزال ملايين البيوت حول العالم لا تزال تحتفظ بألبومات كوداك الصفراء، المليئة بصور الأعراس والرحلات وأعياد الميلاد، وكأنها شاهد على أن الذاكرة لا تتقادم.
وكانت عبارة "لحظة كوداك" (Kodak Moment) دخلت القاموس الشعبي لتعبّر عن كل صورة خاطفة تجمع الفرح والعفوية، سواء كانت لطفل يضحك أو مشهد غروب لا يتكرر.
كوداك، من الأسطورة إلى السقوط
يذكر ان شركة إيستمان كوداك تأسست في روتشستر، نيويورك، عام 1892، لكن جذور الشركة تعود إلى عام 1879، عندما حصل جورج إيستمان على أول براءة اختراع له لآلة طلاء الصفائح، في عام 1888، باع إيستمان أول كاميرا كوداك مقابل 25 دولاراً.
وأحدثت شركة كوداك ثورة في التصوير الفوتوغرافي بمفهوم بسيط: "أنت تضغط على الزر، وسنتولى الباقي"من عام 1888 مع أول كاميرا محمولة، إلى الفيلم الأسطوري Kodachrome بفضل كاميراتها من طراز "كوداكروم" و"براوني"، رافقت هذه العلامة التجارية أجيالًا من المصورين والهواة. وبكاميرا "كوداكروم"، وبها صوّر أبراهام زابرودر اللقطات التاريخية لاغتيال جون إف كينيدي.
في الثمانينات والتسعينات، كانت شركة كوداك مرادفة للتصوير الفوتوغرافي نفسه لكن المنافسة اليابانية، بقيادة فوجي فيلم، بدأت تُضعف حصتها السوقية. ومع ظهور التكنولوجيا الرقمية، انهارت هيمنتها حتى أعلنت إفلاسها عام 2012. ديون بقيمة 6,75 مليار دولار وأكثر من 100 ألف دائن.
في ذلك الوقت، لم يكن التصوير الفوتوغرافي تجارةً رائجةً نظراً للمهارات التقنية والمعدات اللازمة لذلك، ولكن كاميرا كوداك صُممت لجعل التصوير الفوتوغرافي متاحاً على نطاق أوسع، وقد صاغ إيستمان شعار الشركة: "اضغط الزر، ونحن نقوم بالباقي".
يمكنكم الاستماع للتقرير في التدوين الصوتي أعلاه.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "أستراليا اليوم" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى السادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق Radio SBS المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.