أعلنت إسرائيل أنها ردت على قيام حزب الله اللبناني بإطلاق صواريخ مضادة للدبابات باتجاه أراضيها. وقالت تل ابيب إنها ردت بقصف أهداف في الجنوب اللبناني.
وكان حزب الله قد أعلن عن تدمير آلية عسكرية إسرائيلية في منطقة أفيفيم قرب الحدود الجنوبية للبنان، مؤكدا سقوط قتلى وجرحى. لكن الجيش الإسرائيلي نفى وقوع خسائر في صفوفه لكنه أكد إطلاق الحزب "عدد من الصواريخ المضادة للدبابات باتجاه قاعدة عسكرية إسرائيلية ومركبات عسكرية". وأضاف أن القوات الإسرائيلية ردت "بالنيران على مصدر الصواريخ وأهداف في الجنوب اللبناني."
وقبل ساعات أعلن الجيش الاسرائيلي انتهاء تبادل إطلاق النار دون وقوع خسائر في صفوفه فيما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أنه أمر الجيش بالبقاء "جاهزا لكل السيناريوهات".
جاء التصعيد الأخير بعد سقوط طائرة مسيرة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية معقل حزب الله في العاصمة بيروت ما أدى إلى تدمير مقرات تابعة للحزب. واعتبر الأمين العام حسن نصر الله أن تلك الواقعة أكبر خرق لقواعد الاشتباك منذ حرب يوليو تموز 2006 متعهدا بالرد على إسرائيل.

حرائق في مزارع جنوبي لبنان بعد القصف الإسرائيلي على المنطقة Source: AP Photo/Mohammed Zaatari
أربعين قذيفة في الجنوب
وقال حزب الله في بيان "عند الساعة الرابعة و15 دقيقة من بعد ظهر اليوم الأحد بتاريخ 1 أيلول (سبتمبر) 2019 قامت مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر بتدمير آلية عسكرية إسرائيلية عند طريق ثكنة افيفيم وقتل وجرح من فيها". وتزامن سقوط الطائرة الإسرائيلية في بيروت مع غارات على مقر لحزب الله في سوريا قتل فيها عنصران هما حسن زبيب وياسر ضاهر. وأطلق الحزب اسم عنصريه على المجموعة التي نفذت الهجوم الأخير في تحية رمزية لمقاتليه.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية إن القوات الإسرائيلية استهدفت أطراف بلدة مارون الراس، التي تقع على الجهة المقابلة من منطقة أفيفيم. وقالت إحدى سكان قرية قريبة من مارون الراس إنها سمعت دوي انفجارات ناجمة عن القصف المدفعي الإسرائيلي.
وأعلن الجيش اللبناني أن القوات الإسرائيلية أطلقت أكثر من "40 قذيفة صاروخية" على جنوب لبنان. وقال الجيش اللبناني في بيان "استهدفت قوات الإحتلال الإسرائيلي خراج بلدات مارون الراس، عيترون ويارون بأكثر من 40 قذيفة صاروخية عنقودية وحارقة، ما أدى إلى إندلاع حرائق."

جنود أسرائيليون يتجمعون على الحدود اللبنانية مع تبادل إطلاق النار بين تل ابيب وحزب الله Source: EPA/ATEF SAFADI
وطلب رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري من واشنطن وباريس التدخل إزاء التصعيد الأخير. وقالت باريس إنها تتابع التطورات "بقلق"، وأوردت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أن "فرنسا تكثف الاتصالات في المنطقة منذ حوادث 25 آب/اغسطس بهدف تفادي التصعيد" لافتة الى أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون "تشاور مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الإيراني حسن روحاني في الأيام الأخيرة".
وقال مسؤول في الخارجية الاميركية إن "الولايات المتحدة تدعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها." مشددا أن ما حدث "مثال آخر على دور وكلاء ايران المزعزع للاستقرار عبر تقويض السلام والأمن في المنطقة".
ودعت قوة المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) جميع الاطراف الى "ضبط النفس" اثر التصعيد.
رد جديد من الحزب أم تهدئة
وكان التوتر بين لبنان وإسرائيل قد بدأ قبل نحو أسبوع مع اتهام حزب الله والسلطات اللبنانية إسرائيل بشن هجوم بواسطة طائرتين مسيرتين على ضاحية بيروت الجنوبية. وقال الحزب إنهما كانتا طائرتين انتحاريتيين محملتين بالمتفجرات، حيث سقطت إحداهما بسبب عطل فني والثانية انفجرت، دون أن يكشف الحزب عن هدف الهجوم.
لكن صور الدمار الناجم عن الواقعة أظهرت مكاتب معلق بها صور الأمين العام لحزب الله اللبناني وتبدو أنها مقرات تابعة للحزب.
ووقع الهجوم بعد وقت قصير من غارات إسرائيلية استهدفت منزلاً لمقاتلين من حزب الله قرب دمشق، ما أسفر عن مقتل إثنين منهما، هما زبيب وضاهر.

الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله يقول إن الرد على إسرائيل "أمر محسوم" Source: EPA
وتوعد حزب الله بالرد على الهجومين الإسرائيليين، وقال أمينه العام حسن نصرالله إن "الموضوع بالنسبة لنا ليس رد اعتبار إنما يرتبط بتثبيت معادلات وتثبيت قواعد الاشتباك وتثبيت منطق الحماية للبلد". وأضاف "يجب أن يدفع الإسرائيلي ثمن اعتدائه".
وتوعد نصرالله أيضاً باستهداف المسيّرات الإسرائيلية، التي غالباً ما تحلق في الأجواء اللبنانية.
وقال مصدر قريب من حزب الله بعد انتهاء الاشتباكات يوم أمس إن الحزب قد يوجه ضربة ثانيا للجانب الإسرائيلي. وقال المصدر "لم يحصل الرد بعد، لكنه سيتم عبر مواجهة الطائرات المسيرة الاسرائيلية"
وكان حزب الله قد استهدف في العامين 2015 و2016 آليات عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا رداً على غارات إسرائيلية استهدفت مقاتليه في محافظة القنيطرة السورية.
واعتبر حزب الله هجوم الضاحية "أول خرق كبير وواضح لقواعد الاشتباك التي تأسست بعد حرب تموز 2006."
واندلعت الحرب بعد قيام الحزب باختطاف جنديين إسرائيليين في 12 تموز/يوليو. وردت إسرائيل بهجوم مدمر استمر 33 يوماً دون أن تنجح في تحقيق هدفها المعلن وهو القضاء على حزب الله. وبعد صدور القرار الدولي 1701 الذي أسس لقواعد فض الاشتباك بين الجانبين ظهر الحزب بموقع المنتصر.
وعززت الأمم المتحدة من انتشار قوة حفظ السلام في جنوب لبنان (يونفيل) للحفاظ على التهدئة.