النقاط الرئيسية
- لبنان وإسرائيل يبرمان رسمياً اتفاق ترسيم الحدود البحرية بينهما بعد أشهر من مفاوضات مضنية
- أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي هدد مراراً إسرائيل بتصعيد عسكري خلال المفاوضات، انتهاء "الإجراءات والاستنفارات الاستثنائية" التي قام بها حزبه خلال الأشهر الماضية
- وقع كل من الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة الإسرائيلي يائير لبيد رسالتين منفصلتين للموافقة على نص الاتفاق
أتاح الاتفاق لإسرائيل البدء بإنتاج الغاز من منطقة كان متنازعاً عليها، فيما يأمل لبنان الغارق في انهيار اقتصادي، ببدء التنقيب قريباً.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي توسطت بلاده لاكثر من عامين بين لبنان وإسرائيل، إبرام الاتفاق "رسمياً".
وقال "فخور بأن أھنئ إسرائیل ولبنان على إبرام اتفاقھما رسمیًا من أجل حل النزاع الحدودي البحري الذي طال أمده"، مضيفاً "لقد اتخذ الطرفان الیوم في الناقورة، لبنان، الخطوات النھائیة لدخول الاتفاق حیز التنفیذ، وتم تقدیم الأوراق النھائیة إلى الأمم المتحدة بحضور الولایات المتحدة".
وبعد وقت قصير من إعلان إبرام الاتفاق، أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي هدد مراراً إسرائيل بتصعيد عسكري خلال المفاوضات، انتهاء "الإجراءات والاستنفارات الاستثنائية" التي قام بها حزبه خلال الأشهر الماضية.
والاتفاق عبارة عن تبادل رسائل الموافقة على نص الاتفاق، بين لبنان والولايات المتحدة من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة ثانية، فضلاً عن رسائل تتضمن إحداثيات جديدة لخط الحدود تسلم إلى الأمم المتحدة.
ووقع كل من الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة الإسرائيلي يائير لبيد رسالتين منفصلتين للموافقة على نص الاتفاق. وفي مقر الأمم المتحدة في جنوب لبنان، جرى تسليم الرسائل إلى الوسيط الأميركي أموس هوكستين.
وسلم الطرفان الإحداثيات الجغرافية المتفق عليها إلى المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، التي ستودعها بدورها لدى الأمم المتحدة في نيويورك، لتحل مكان تلك التي أرسلتها الدولتان إلى الأمم المتحدة في 2011.
وقالت فرونتسكا إثر إعلان الاتفاق "إنه إنجاز تاريخي على مستويات عدة".
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه يؤمن "بشدة" بأن الاتفاق يمكنه تعزيز الاستقرار في المنطقة وإشاعة "مزيد من الازدهار بالنسبة إلى الشعبين اللبناني والاسرائيلي".
وتسارعت منذ أشهر التطوّرات المرتبطة بالملف. وبعد لقاءات واتصالات مكوكية، قدّم هوكستين الذي تقود بلاده وساطة منذ عامين، بداية الشهر الحالي عرضه الأخير، وأعلن الطرفان موافقتهما عليه.
وفي الناقورة، أفاد مراسل فرانس برس عن تعزيزات عسكرية للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، فيما لم يسمح للصحافيين بالاقتراب من مقر توقيع الاتفاق.
يوم تاريخي
وقال بايدن، الذي وصف الاتفاق بـ"التاريخي"، إنه "سیؤمن مصالح كل من إسرائیل ولبنان، ویمھد الطریق لمنطقة أكثر استقراراً وازدهاراً"، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستواصل عملها "كمسهل فیما یعمل الطرفان على الوفاء بالتزاماتھما وتنفیذ ھذا الاتفاق".
وفي إسرائيل، يأتي توقيع الاتفاق قبل أيام من انتخابات تشريعية هي الخامسة في ثلاث سنوات. وقد انتقد رئيس الحكومة السابق بنيامين نتانياهو الذي يقود المعارضة حاليا، الاتفاق.
واعتبر رئيس الحكومة يائير لبيد، الذي يواجه أزمة سياسية جديدة، الاتفاقية "إنجازا سياسيا، فليس كل يوم تعترف دولة معادية بدولة إسرائيل في اتفاق مكتوب أمام المجتمع الدولي بأسره".
وشدّد عون في المقابل على أن "انجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عمل تقني ليست له أي أبعاد سياسية أو مفاعيل تتناقض مع السياسة الخارجية للبنان في علاقاته مع الدول".
ويأتي الاتفاق في وقت تبحث الدول الغربية، والأوروبية تحديداً، عن مصدر جديد للغاز لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي إثر الحرب في أوكرانيا.
انتهاء الاستنفار
عشية التوقيع، أعلنت شركة إنرجيان بدء إنتاج الغاز من حقل كاريش البحري الإسرائيلي. وأشارت إلى أن "تدفق الغاز يتزايد باطراد".
وبموجب الاتفاق، يصبح حقل كاريش بالكامل في الجانب الإسرائيلي، فيما يضمن الاتفاق للبنان حقل قانا الذي يتجاوز خط الترسيم الفاصل بين الطرفين.
واعتبر الوسيط الأميركي الأسبق فريدريك هوف أن الهدف من الاتفاق "استبعاد احتمال نشوب حرب بحرية" بين الطرفين. وكان لبيد اعتبر سابقاً أن التفاهم يبعد إمكانية اندلاع حرب مع حزب الله، العدو اللدود لإسرائيل الذي كان هدد بتصعيد عسكري في حال أقدمت إسرائيل على أي نشاط في حقل كاريش.
وإثر ابرام الاتفاق، قال الأمين العام لحزب الله الخميس، "كل التدابير والاجراءات والاستنفارات الاستثنائية والخاصة التي قامت بها المقاومة منذ عدة اشهر، أعلن الآن أنها انتهت"، مضيفاً "المهمة انجزت".
واعتبر نصرالله الاتفاق "انتصاراً كبيراً للبنان"، مشدداً على أنه "ليس معاهدة دولية وليس اعترافاً بإسرائيل".
ومن الواضح أن الاتفاق لم يكن ليتم، لولا موافقة حزب الله، القوة السياسية والعسكرية النافذة في لبنان.
وإثر لقائه عون صباحاً، شدّد هوكستين على أن الاتفاق "يصب في مصلحة الطرفين (...) إذا انتهك أي طرف الاتفاق، فإن الطرفين يخسران"، آملاً أن "يكون ذلك بمثابة نقطة تحوّل اقتصادية للبنان، لمرحلة جديدة من الاستثمار والدعم للنهوض بالاقتصاد".
وستشكل الرقعة رقم 9 حيث يقع حقل قانا منطقة رئيسية للتنقيب ستقوم به شركتا توتال الفرنسية وإيني الإيطالية اللتان حصلتا عام 2018 مع شركة روسية على عقود للتنقيب عن النفط والغاز، قبل أن تنسحب الأخيرة خلال العام الحالي.
وأعلنت السلطات في لبنان أنه تم الاتفاق مع شركة توتال على البدء بمراحل التنقيب فور الاتفاق النهائي.
وبما أن جزءاً من حقل قانا يقع خارج المياه اللبنانية، ستحصل إسرائيل على تعويض من مشغلي البلوك 9.
ويرى خبراء أن لبنان لا يزال بعيداً عن استخراج الموارد، وقد يحتاج الأمر إلى ست سنوات.
وتعوّل السلطات اللبنانية على وجود ثروات طبيعية من شأنها أن تساعد على تخطي التداعيات الكارثية للانهيار الاقتصادي المستمر منذ ثلاث سنوات، وصنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850. وقد بات أكثر من 80 في المئة من اللبنانيين تحت خط الفقر.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.



![Image for read more article 'اقرأ أ]ضاً'](https://images.sbs.com.au/dims4/default/172bfed/2147483647/strip/true/resize/1280x720!/quality/90/?url=http%3A%2F%2Fsbs-au-brightspot.s3.amazonaws.com%2Fdrupal%2Fyourlanguage%2Fpublic%2Fpodcast_images%2Farchitect-architecture-build-building.jpg&imwidth=1280)