قالت مفوضية مفوّضية حقوق الإنسان العراقيّة إن 60 شخصا قُتلوا خلال أربعة أيّام من الاحتجاجات الدامية في العراق، منهم 18 شخصا موجودين في مستشفى واحد في العاصمة بغداد. وقالت المفوضية إن عدد المصابين بلغ نحو 1600 شخص ما يرشح عدد القتلى للارتفاع. 
ويشهد العراق مظاهرات دامية تركزت في محافظات الجنوب ذات الأغلبية الشيعية والعاصمة بغداد، واجهتها قوات الأمن بالرصاص الحي. من جانبه، دعا الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر إلى استقالة الحكومة العراقية برئاسة عادل عبد المهدي وإجراء انتخابات مبكرة بإشراف الأمم المتحدة. وقال الصدر في بيان "احقنوا الدم العراقي الشريف باستقالة الحكومة" وعبرَ إجراء "انتخاباتٍ مبكرة بإشراف أممي، فما يحدث (...) لا يُمكن السّكوت عليه."
من جانبه، دعا الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر إلى استقالة الحكومة العراقية برئاسة عادل عبد المهدي وإجراء انتخابات مبكرة بإشراف الأمم المتحدة. وقال الصدر في بيان "احقنوا الدم العراقي الشريف باستقالة الحكومة" وعبرَ إجراء "انتخاباتٍ مبكرة بإشراف أممي، فما يحدث (...) لا يُمكن السّكوت عليه."

An injured protestor is rushed to the hospital after being shot during a demonstration in Baghdad, Iraq, Friday Source: AP
وكان رئيس الوزراء قد أمر مساء أمس برفع حظر التجول الشامل من العاصمة بغداد ابتداء من فجر اليوم السبت. وجاء في بيان لخلية الإعلام الأمني "وجّه رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوّات المسلّحة عادل عبد المهدي برفع حظر التجوّل في بغداد، من الساعة الخامسة صباح غد السبت، وذلك لضرورات ومتطلّبات المواطنين في حياتهم اليوميّة". 
ومع ذلك، لا يزال حظر التجول ساري المفعول في مناطق أخرى تشهد مظاهرات بجنوب البلاد.
واتهمت قوات الأمن للمرة الأولى "قنّاصة مجهولين" بإطلاق النار على المتظاهرين وعناصر الأمن في بغداد، ورفضت اتّهامات استخدام القوّة المفرطة التي وجّهتها منظّمات حقوقيّة. وقالت خليّة الإعلام الأمني عن "استشهاد اثنين من عناصر القوات الامنية ومواطنين اثنين" في وسط بغداد "بنيران قناصين مجهولين".
وتتّهم السُلطات منذ الثلاثاء "مندسّين" بالتسلّل إلى التظاهرات والتسبّب في وقوع قتلى. وتقول مصادر طبّية إنّ غالبيّة القتلى هم من المتظاهرين الذين أصيبوا بالرصاص الحيّ، لكنّها لم تحدّد مصدر الطلقات. بدأت حركة الاحتجاج عبر دعوات على شبكات التواصل الاجتماعي للتظاهر ضد الفساد والبطالة وانهيار الخدمات العامة والنقص المزمن في التيار الكهربائي ومياه الشرب.
بدأت حركة الاحتجاج عبر دعوات على شبكات التواصل الاجتماعي للتظاهر ضد الفساد والبطالة وانهيار الخدمات العامة والنقص المزمن في التيار الكهربائي ومياه الشرب.

Anti-government protesters help a soldier from the Federal Police Rapid Response Forces to get out of the protest site area after other protesters beat him. Source: AAP
وفي وقت متأخر مساء الجمعة، كانت المواجهات مستمرّة في بغداد حيث سُمع إطلاق نار بشكل متقطّع، ونقل عدد من الأشخاص مصابين بطلقات نارية في في المعدة والرأس.
في غضون ذلك، أيد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي المتظاهرين، وقال في تصريح داعم لهم "صوتكم وصل، رسالتكم وصلت".  وأضاف "إذا لم أرَ الدولة متّجهة نحو تلبية طموح الشعب وبعث الأمل في نفوسهم، سأنزع سترتي وتجدوني أوّل شخص بين المتظاهرين". ودعا المحتجّين الى المجيء لمجلس النوّاب.
وشلت المظاهرات حركة الأسواق في العاصمة حيث ظلت معظم المتاجر ومحطات الوقود مغلقة، أما التي فتحت أبوابها فكانت تبيع بأسعار تزيد ثلاثة أضعاف عن المعتاد. وتمثّل هذه الاحتجاجات غير المسبوقة بسبب طابعها العفوي في بلد اعتاد على التحركات الحزبية والعشائرية والطائفية، أصعب امتحان يواجه حكومة عبد المهدي الذي تسلم السلطة قبل نحو عام. ودعت المرجعيّة الدينيّة الشيعيّة العليا الحكومة والبرلمان إلى تحمّل المسؤوليات والاستجابة لمطالب المتظاهرين. وقال أحمد الصافي في خطبة الجمعة في كربلاء، وهو ممثل المرجع الأعلى آية الله علي السيستاني: "على الحكومة أن تغير نهجها في التعامل مع مشاكل البلد" وعليها "تدارك الأمور قبل فوات الأوان".
ودعت المرجعيّة الدينيّة الشيعيّة العليا الحكومة والبرلمان إلى تحمّل المسؤوليات والاستجابة لمطالب المتظاهرين. وقال أحمد الصافي في خطبة الجمعة في كربلاء، وهو ممثل المرجع الأعلى آية الله علي السيستاني: "على الحكومة أن تغير نهجها في التعامل مع مشاكل البلد" وعليها "تدارك الأمور قبل فوات الأوان".

Anti-government protesters set fires and close a street during a demonstration in Baghdad. Source: AP
وندد الصافي بـ"اعتداءات مرفوضة ومدانة على المتظاهرين السلميين وعلى القوات الأمنية".
من جانبها، قالت المرجعية العليا إنّ الإصلاح "ضروري" ووجهت انتقادات لرئيس الوزراء وألقت "المسؤولية الأكبر" على البرلمان. وحذّرت المرجعية من أنّه "إذا خفّت (الاحتجاجات) لمدة، فإنّها ستعود في وقت آخر أقوى وأوسع".
من جانبه، طلب رئيس الوزراء مزيدا من الوقت لتحسين ظروف المعيشة في بلد لا يزال يعاني على صعيد الخدمات، خصوصا من انقطاعات في الكهرباء ومياه الشرب.وعشية ذلك، ولكن بدا أنّ هذا الطلب لم يلق صدى بين المحتجين الغاضبين في ظل وضع الخدمات العامة وارتفاع نسب البطالة لتشمل واحداً من أربعة في ظل الفساد المستشري. ويواجه المحتجون الذين انقطعت عنهم شبكة الانترنت منذ مساء الأربعاء، طوقاً واسعاً من الشرطة والعسكريين المنتشرين في مسافة تتراوح بين كيلومترين أو ثلاثة حول ساحة التحرير.
ويواجه المحتجون الذين انقطعت عنهم شبكة الانترنت منذ مساء الأربعاء، طوقاً واسعاً من الشرطة والعسكريين المنتشرين في مسافة تتراوح بين كيلومترين أو ثلاثة حول ساحة التحرير.

Iraqi Prime Minister Adil Abdul-Mahdispeaks during an interview with the the German Press Agency Source: Kay Nietfeld/dpa
في حين تتحدث الحكومة عن وجود "معتدين" و"مندسّين" بين المتظاهرين، دعت منظمة العفو الدولية الحكومة الجمعة إلى أن "تأمر قوات الأمن على الفور بوقف استخدام القوة المفرطة، بما في ذلك القوة المميتة، ضد المحتجين".
من جهتها، حثت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الحكومة على إجراء تحقيق "عاجل" و"شفاف" بشأن القتلى الذين سقطوا في التظاهرات.
وتتابع الدول المجاورة للعراق الاوضاع من كثب، خصوصا لناحية إمكانية تأثير الأحداث على رعاياها الموجودين هناك. ودعت إيران الجمعة مواطنيها العازمين على زيارة العراق لمناسبة "أربعينية الإمام الحسين"، إلى تأجيل سفرهم.
وسارت تظاهرات في محافظات النجف وميسان وذي قار وواسط والديوانية وبابل والبصرة، لكنّ الهدوء يطغى في شمال بغداد وغربها، وهي مناطق تسكنها غالبية من العراقيين السنة، وكذلك في إقليم كردستان






