تحذير: هذا الموضوع يحتوى على إشارات لواقعة اعتداء جنسي
اليوم هو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء، حيث يعقد مبنى البرلمان في كانبرا طاولة للنقاش حول الاعتداءات الجنسية بحق النساء من كبار السن في أستراليا. وطبقا لمشروع #Inhershoes فإنه تم تسجيل 550 اتصالا جنسيا غير قانوني في دور رعاية المسنين خلال العام الماضي.
خلال طاولة الحوار سيتم عرض قصة إحدى السيدات على لسان ابنتها ساندرا- ليس اسمها الحقيقي- وهذه هي تفاصيلها:
"والدتي كانت دائما شخصا يقدم الرعاية للآخرين، كانت خدومة، وتحب الحديث مع الناس. كانت من النوع الذي يدافع عن الآخرين. كان لديها إيمان حقيقي بالعدالة الاجتماعية حتى لو لم تسمها بهذا الاسم. كانت فقط تسعى للدفاع عن الحق.
كانت أمي تحب ممارسة التمارين الرياضية، حيث كانت تسبح يوميا كيلومترا، وكان أحد هواياتها المتعددة. علمت كل عائلتها السباحة وكثيرا من أصدقائها. كانت تحب الطبخ وكانت تحضر أشهى طعام في أي حفل.
ربما ترسخت في رغبة أمي في تحقيق العدالة. ربما هذا هو السبب في أخذي تلك الخطوة غير المريحة ومشاركة قصتها الآن.
بعد وقت قصير من دخول أمي دار رعاية المسنين وهي قد تجاوزت السبعين، قالت إنه تم اغتصابها. أبلغت هذا الأمر أكثر من مرة على مدار الأسبوع وملء العاملون استمارات لتسجيل الواقعة، ثم أبلغوا الممرضة والتي أبلغتنا بدورها. طُلب منا بعدها أن نأتي إلى دار الرعاية من أجل اجتماع عائلي.
خلال الاجتماع، قال مدير المؤسسة إنهم لن يكلفوا أي من الممرضين الرجال بتوفير رعاية لوالدتي بعد الآن إلا في حالات الطوارئ. وقالوا إنهم سيبقون باب غرفتها مغلقا "لتحسين معيشتها وتقليل التواصل مع أي رجال تماشيا مع الادعاءات الحالية" وهو أنها تعرضت للاغتصاب. سأل العاملون إن كان قد اختلط عليها الأمر بسبب إصابتها بالتهاب المسالك البولية، ولكن تحليل لاحق أظهر أنها لا تعاني من شئ.
الرجال العاملون في المؤسسة استمروا في توفير رعاية لوالدتي، التي أصبحت أكثر ضيقا بهم مع الوقت، وبدأت تصفهم بأنهم "مغتصبون". بدأ ضيقها يزداد وأصبحت سببا للإزعاج لغيرها من النزلاء.
مدير الدار وصف الوضع خلال أحد اجتماعات العائلة أن أمي لديها "أوهام عن الاغتصاب." اتصلت الدار بالطبيب العام لفحصها بسبب استمرار إحساسها بالضيق. وجد الطبيب كدمة على ذراعها لكن العاملين قالوا إنها ناجمة عن إيذاء أمي لنفسها.
اتصل الموظفون بخدمة تقييم إدارة حالات الخرف (DBMAS) للمساعدة في التعامل مع ضيق أمي. لكن الموظفين لم يخبروهم بادعاءات الاغتصاب.
تم تحويل أمي إلى اختصاصي أمراض الشيخوخة لمراجعة أدويتها، ولاحظ الاختصاصي ادعاءات الاغتصاب وسأل إن كان هناك "أساس" لتلك الادعاءات. غير الطبيب أدوية أمي لكنه لم يتابع التحقيق في مسألة الاغتصاب.
لم يتصل العاملون بدائرة الصحة أو الشرطة عملا بمتطلبات التبليغ الإلزامي المفروضة في تلك الحالات. لم يقدموا لنا أي معلومات عن خدمات الاعتداء الجنسي التي توفر الدعم للضحية ولأسرتها.
لم يتم الاتصال بخدمات الإبلاغ عن الاعتداء على المسنين.
جاء الطبيب العام وكتب في سجلات أمي أن لديها "أفكار حول تعرضها للاغتصاب" لكنه لم ينصح باتخاذ أي إجراءات. وصف الأطباء لأمي haloperidol (دواء مضاد للذهان) لوقف حالة الضيق المستمر. تم منحها جرعات زائدة من الأدوية، حيث كانت تأخذ اربع جرعات من risperidone (أيضا دواء مضاد للذهان) حتى أُصيبت بالذهان ودخلت مصحة عقلية.
تم تحويل أمي إلى مستشفى قريب بسبب "سلوكها" ولعلاج حالة الضيق تلك. أظهر سجل دخولها المستشفى أن منحها أكثر من دواء في نفس الوقت سبب "مشكلة كبيرة" وكتب العاملون إن لديها "أوهام حول تعرضها للاغتصاب وأن "أفكار الاعتداء الجنسي تسيطر عليها".
كانت غاضبة خلال وضعها في المستشفى حتى أنهم ربطوا كاحلها بالفراش في قسم الطوارئ لأنها كانت متوترة للغاية. أعطوها المزيد من الأدوية المضادة للذهان وسأل العاملون إن كان لديها التهاب في المسالك البولية. أمسكها ستة من العاملين وقاموا بأخذ عينة من البول. عولجت لاحقا من التهاب المسالك البولية.
قررنا بعد فترة قضتها أمي في المصحة العقلية أننا بحاجة لمنحها راحة من الرعاية داخل المؤسسات. عادت أمي إلى بيتها لتعيش فيه بدلا من بيت رعاية المسنين.
اتصلنا بهيئة جودة وسلامة رعاية المسنين وحققوا في المسألة. ونتيجة لهذا التحقيق تلقينا خطابا من خدمات رعاية المسنين يقول "نعتذر عن عدم إبلاغنا عن الواقعة في وقتها، وكجزء من سعينا المستمر إلى تطوير خدماتنا فإنه بعد الشكوى، كل طاقم العمل الذي لم يقم بدوره في تصعيد المسألة خضع للتدريب على التبليغ الإلزامي في الاعتداء المزعوم."
اقرأ المزيد

رؤية جديدة لقطاع رعاية المسنين في أستراليا
لكننا فقدنا الثقة في تلك الرعاية وقررنا رعايتها في المنزل. الآن نقدم لها الدعم في المنزل وأمي تتعافى حيدا وكلنا نتعافى من تلك الفترة العصيبة.
حتى الآن لا نعرف ما حدث. هل تعرضت أمي للاغتصاب؟ لا نعرف
هل قام العاملون في قطاع رعاية المسنين من طبيب عام، واخصائي أمراض الشيخوخة ومدير المؤسسة والممرضين والمدير العام والممرضين المسجلين ومقدمي الرعاية بالتعامل مع ادعاءات أمي بشكل صحيح؟ لا لم يقوموا بذلك.
ادعاءات أمي بالتعرض للاغتصاب لم تُسمع، وهي لم يصدقها أحد.
ندمي الوحيد أنني كنت لا أعرف علامات التعرف للاعتداء الجنسي- لكن هذه لا يجب أن تكون مسؤوليتنا- لنتأكد من أنه تم التعامل بشكل صحيح.
If you or someone you know is impacted by sexual assault, family or domestic violence, call 1800RESPECT on 1800 737 732 or visit 1800RESPECT.org.au. In an emergency, call 000.