من رحم الغربة يولد الإبداع ، عبارة تختصر مسيرة الشاعر غسان المنجد الذي عاش بين مرابع مدينة طرابلس اللبنانية حتى قرر الهجرة إلى أستراليا عام 1973 وكان عمره لا يتجاوز 18 عاما.
كان وقتها يدرس الأدب العربي في الجامعة اللبنانية لكن الظروف الاقتصادية حالت دون إتمامه درجته الجامعية وعجلت بسفره إلى أستراليا.
بقي شعره حبيس الأدراج حتى عام 2013، عندما أصدر أول ديوان له بعنوان (قصائد مغسولة بالضوء و الضباب) لكن علاقته بالشعر تسبق ديوانه الأول بكثير "أنا لم أبدأ الكتابة في 2013 ولكن بدأت في سن الثالثة عشر."
وأضاف "عندما كنا بالمدرسة كان أستاذ العربي يعطينا موضوع إنشاء لنكتب عنه، وعندما كنت أكتب ويقرأ ما كتبته، كان يجده مختلفا عن باقي كتابات الصف فكان يشجعني."
وقتها كان إلهامه الأساسي هو الأوضاع الصعبة في لبنان "كنا نرى المعاناة الطبقية، حيث تعيش جماعة 5% والباقي أوضاعهم صعبة، فبدأت أكتب عن تلك النواحي الاجتماعية."
يملك الشاعر غسان المنجد ثمانية دواوين شعرية منها "عيون من جليد و إيقاع العطر وحين بكت السماء ولماذا قص الظل جدائله." وكان آخرها ديوان "من أي صمت جاءت الصرخة" عام 2019.
قال المنجد "أنا بقيت في أستراليا 36 عاما متتالية دون أن أعود إلى لبنان، وبعدها شجعتني زوجتي أن أسافر إلى لبنان وأحمل معي القصائد لتقديمها إلى الناشر." وأضاف "أعجب الناشر بالقصائد وبدأنا النشر من ذلك الوقت. قال لي وقتها أن لدي بالفعل قصائد تملأ عشرين أو ثلاثين كتابا."
ربما يفسر هذا تدفق الإنتاج المفاجئ بعد أربعة عقود دون نشر.
وقال المنجد "أول ما نشرت قيل لي لماذا تسيطر حلة اليأس والحزن على الديوان، فأجبت أنه أول ديوان ينشر لي ويذكرني بالحياة القاسية التي عشتها في لبنان."
من القصائد المحببة لغسان المنجد هي قصيدة الذات التي يقول فيها:

Source: Pixabay
عثر على ذاته بين حبر أقلامه
عثر على ذاته بين ضوء قناديله
عثر على ذاته في ظل خطاه
---------
عاش في عزلة
لا أحد يشاطره تأبين دهره ...
كانت وحدته نده الوحيد




