تناقلت وسائل الإعلام على نطاق واسع قصة الزوجين كيبمرلي وسكوت براون، واللذين يعيشان في منطقة بالينا في شمال نيو ساوث، بعد الجدل الذي أثير حول "سوء التنسيق" بين ولايتي نيو ساوث ويلز وفكتوريا بخصوص تقديم الرعاية الصحية العاجلة للأم وتوأمها المصاب بمتلازمة "نقل الدم الجنيني".
وتم إرسال الأم الحامل إلى مستشفى في سيدني لتخضع لعملية جراحية عاجلة في 13 آب أغسطس، على الرغم من أن الزوجين كانا يفضلا التوجه إلى مدينة بريزبن التي لا تبعد عن بلدتها سوى 200 كيلومتر، ولكن التعقيدات المحيطة بإجراءات الحصول على اذن دخول إلى كوينزلاند دفعت بالأطباء المشرفين اعتماد سيدني لتقديم الرعاية الصحية.
وشرحت أخصائية الأمراض النسائية والتوليد الدكتورة نسرين شماس تفاصيل هذه المتلازمة النادرة بالقول: "تحدث هذه الحالة عندما يكون الجنينان مرتبطين بمشيمة واحدة ويقع اختلال بنقل الدم بين الجنين الواهب والجنين المسلتم. كثيراً ما تحدث ارتباطات بالأوعية الدموية بين الجنينين مما يتسبب بمضاعفات شديدة أثناء فترة الحمل."
الرعاية الطبية التي تتطلبها هذه الحالة متوفرة في مستشفى ماتر في بريزبن، وكان بالإمكان أن تصل الأم إلى هناك بشكل أسرع لتوفر الكثير من العناء على الزوجين الذين مرا بحالة نفسية سيئة بسبب الضغوطات التي ترافقت مع فترة الحمل. ووفق ما تم تداوله من معلومات حول الحالة، فقد نصح الخبراء الطبيون الزوجين بالسفر إلى سيدني بسبب إجراءات تصريح السفر بعدما قررت ولاية كوينزلاند إغلاق حدودها أمام المسافرين من ولايات أخرى.
رئيسة حكومة كوينزلاند اناستازيا بالاشيه تتفقد مرضة في مستشفى في بريزبن Source: UNIVERSITY OF QUEENSLAND POOL
هذه المتلازمة غير شائعة ولا تحدث سوى في 10-15% من حالات التوائم
وبدلاً من السفر لمدة ساعتين بالسيارة إلى بريزبن، انتظرت هذه المرأة الحامل 16 ساعة لتُنقل جواً إلى مستشفى الأمير ألفريد الملكي في سيدني عبر خدمة الإسعاف الجوي.
وأوضحت د. شماس إن تقديم الرعاية لهذا النوع من الحالات لا يتم إلا في مراكز متخصصة: "في العادة يتم تشخيص هكذا حالات بسرعة كبيرة. اذا راجعتني مريضة حامل بتوأم مرتبط بمشيمة واحدة، أتواصل فوراً مع المركز المتخصص الذي يراقب الحالة بشكل أسبوعي."
واستطردت د. شماس قائلة: "طبعاً لو كانت الأم مشخصة بالمرحلة الثالثة من هذه المتلازمة، كان ستُنقل بشكل فوري عبر الإسعاف الجوي. ولكن يبدو لي أن الحالة لم تكن تستوجب ذلك."
وكشفت الأشعة في مستشفى الأمير الأمير ألفريد بسيدني يوم الخميس الخميس الماضي ان أحد الجنينين توفي عن عمر 26 أسبوعًا في الوقت الذي يسعى فيه الزوجان جاهدين للحفاظ على الجنين الثاني.
حتى لو تلقت الحامل العلاج الكامل وبشكل عاجل، لا تتجاوز نسبة نجاة التوأمين 55%. وفي 83% من الحالات يعيش جنين واحد من التوأم.
وبالخلاصة، عبرت شماس عن اعتقادها بأن التدخل الطبي العاجل أفضل بشكل عام ولكن تفاصيل الحالة تحدد البروتوكول الذي يتعامل وفقه الأطباء وبما يتناسب مع مدى الخطورة: "إذا كانت المتلازمة في المرحلة الأولى، يفضل الاطباء فقط مراقبة الحالة من خلال سحب السوائل من الجنين المستلم. أما في المرحلة الثالثة والرابعة فلا بد من إجراء عملية بالليزر. عمر الجنين أيضاً عامل مهم في هذا النوع من مضاعفات الحمل."
استمعوا إلى المقابلة مع الدكتورة نسرين شماس في الملف الصوتي المرفق بالصورة.
