من رحم المعاناة يولد الإبداع، هذا هو حال أحمد جمال الشيخ، الشاب السوداني، الذي تعرض لحادث عنصري في صغره حيث تم طعنه من قبل مجموعة مجهولة في تركيا وقتما كان في الثانية عشرة من عمره مع أخيه الذي يكبره سناً.
النقاط الرئيسية:
- تبنى جمال فكرة تحمي المجتمع في موطنه الجديد ليحيا المجتمع بدون عنصرية.
- نعلم الأطفال من سن 10 إلى 17 سنة نبذ العنصرية.
- نقدم عشر محاضرات في شهر من خلال طرق نظرية وعملية.
هاجر أحمد جمال الشيخ إلى أستراليا عام 2016 ويعيش حاليا في ملبورن، لكن تلك الحادثة ما زالت محفورة في ذاكرته: "كنت مع شقيقي ومجموعة من الأصدقاء وتقدمت مجموعة من الغرباء في حديقة في تركيا- حيث كنا نعيش في ذلك الوقت – نحونا وطعنوني في رقبتي، وأصيب أخي في وجهه".
استغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة للتعافي، ومررت بالتأكيد بفترة عصيبة من المشاعر المختلطة من الخوف والغضب".
بقيت هذه الحالة مؤثرة على أحمد جمال، وتثير في نفسه تساؤلات حول الدوافع و السبب وإيجاد الحلول العملية للتخلص من هذا الأمر.
عندما قرر الهجرة إلى أستراليا، وبعد مشاهداته للتنوع الفكري والعرقي في المجتمع الأسترالي، قرر أن يتبنى فكرة تحمي المجتمع في موطنه الجديد ليحيا المجتمع فيه بدون عنصرية.
قرر أن يقدم دورات ومحاضرات ضد العنصرية عن طريق معهده الموجود في مدينة ملبورن والذي يحمل اسم One Love Australia.
يقول جمال: " أقوم من خلال هذا المعهد برد العدوان على من اعتدى باللطف، وتعليم الأطفال من سن 10 إلى 17 سنة هذا المبدأ أولا. فنحن نقدم عشر محاضرات على مدة شهر عن نبذ العنصرية من أذهان الطلاب من خلال طرق نظرية وعملية ممتعة ونرصد ردود فعل الطلبة وبناء عليه نعدل تصرفاتهم وردود أفعالهم.
اقرأ المزيد

العنصرية متفشية في المدارس الأسترالية
من خلال ساعات العمل والمحاضرات المختلفة يقول أحمد جمال: "إن من أكثر الأشياء شيوعًا التي أشاهدها وألمسها من الأطفال من خلال ورش العمل هو انفتاح الطلاب على تجاربهم المعيشية [العنصرية] لأول مرة".
ويضيف، لقد حققنا إنجازات ملموسة، فعدد الطلبة الذين حضروا محاضراتنا تجاوز 5000 طالب. وتخرج حوالي خمسين شخصا وأصبحو مدافعين ولهم صوتهم في مجتمعاتهم وفي مدراسهم ضد العنصرية.
وحول عناوين المحاضرات ومنهجيتها قال جمال: "العناوين تختلف من دورة لأخرى، لكن جميعها تدور حول إيصال مفاهمي العنصرية للطلبة ومساعدتهم في تقييم الأفعال والمواقف العنصرية ومعرفة أشكالها وكيفية الإبلاغ عنها إذا اقتضى الأمر. ومن ثم يبدا التطبيق العملي."
وحول المشروع الجديد الذي يعمل عليه حاليا، أوضح أنه سيُطلق حملة إلكترونية جديدة في الفترة من 29 يوليو تموز إلى 11 أغسطس آب بالتعاون مع كثير من الشركات والمؤسسات المجتمعية، وبمشاركة مشاهير عالميين لفتح منصاتهم للقاء المتضررين من العنصرية مباشرة بسرد قصصهم للمشاركة ليتفاعل الجمهور معها ، بالإضافة لرفع الوعي لدى الناس وتوعيتهم بهذا الأمر.

Protesters gather during a Black Lives Matter demonstration against racism in Odense, Denmark, on June 10. Source: Ritzau Scanpix
واختتم جمال كلامه قائلا: "نحن في النهاية بشر، و العنصرية تدمر وحدة المجتمع وإذا اتحدنا بإنسانيتنا وتقبلنا الآخر سنتقدم".




