يحمل الحمض النووي DNA في طياته كنزا من الأسرار، فالأحداث التاريخية الكبرى كالغزوات والهجرات والحروب وعمليات التبادل التجاري أثرت بكيفية زواج الأشخاص وتكاثرهم.
الآن ومع انخفاض تكاليف التحليل الجيني، أصبحت خدمة الحصول على الخريطة الجينية للإنسان ومعرفة أصوله بدقة شديدة، بل وربط الإنسان بأقارب له مجهولين قاموا بتحليل الحمض النووي أيضا، متاحة للجميع. وتزايد الطلب على هذه الخدمات مؤخرا، خاصة أنها أصبحت سهلة وفي متناول الجميع. 
 وبدافع الرغبة لمحاربة العنصرية على حد وصفه، لجأ عز الدين غالب جبر البالغ من العمر 54 عاما إلى خدمة تحليل الحمض النووي للكشف عن المنطقة التي قدم منها أجداده. وينحدر جبر من مدينة يافا وقد هاجر إلى أستراليا في عام 1992 ولجأ إلى خدمة تحليل الحمض النووي التجاري من أجل " محاربة العنصرية بشكل عام والتقوقع".
وعادة ما يتم جمع تلك العينات من الحمض النووي في شبكات بيانات متصلة، ويمكن لكل إنسان أن يختار، إما أن يبقى مجهولا في تلك الخريطة العالمية أو يكشف عن هويته. وإن كان أقارب لك قد أجروا نفس الاختبارات، فستظهر صلاتك معهم على تلك الخريطة والتي يتم تقسيمها لدرجات، فهناك روابط مع أقارب الدرجة الأولى والثانية والثالثة وهكذا. 
ورغم معرفة عز الدين بموطن أجداده الأصلي إلا أن الفضول اعتراه لتحديد نسب الأعراق المتداخلة في تكوينه الجيني. وقال عز الدين "منطقة الشرق الأوسط فلسطين ولبنان تعرضت لحروب وهجرات، فأردت معرفة المنطقة التي أتييت منها بالتحديد." 
وحول كيفية إجراء الفحص، يشرح عز الدين أنه يمكن طلب حزمة الفحص عبر الإنترنت ومن ثم أخذ عينة من اللعاب وإرسالها مجددا إلى العنوان البريدي المطلوب، ليحصل الشخص على نتائج الفحص بعد حوالي ثلاثة إلى أربعة أسابيع.
النتائج بالنسبة  له كانت متسقة مع ما يعرفه عن عائلته، حيث ظهرت له أصولا من الشرق الأوسط وشمال أفريقية وأوروبا. ولم يستغرب أن يكون له أصول في شمال أفريقيا حيث أن عائلة والدته التي تحمل اسم حجاج تنحدر من أصول مصرية منذ حوالي 150 سنة، وتحديدا مدينة الأقصر السياحية جنوب البلاد.
وأشار عز الدين إلى إنه عثر على أقارب له في ألمانيا وإيطاليا والنرويج واليونان والولايات المتحدة وغيرها. كما أشار جبر إلى أن نتائج شجعته على قراءة التاريخ وتتبع الحروب التي حدثت خلال حقبات مختلفة في منطقة الشرق الأوسط. 
ولكن هل تمكن عز الدين من الإتصال بأقاربه؟
لمعرفة المزيد، يرجى الإستماع إلى الملف الصوتي أعلاه.







