البداية لم تكن سهلة بالنسبة للمهندس المدني أحمد بشندي، الذي غادر مصر مع عائلته عام 2019 بحثًا عن حياة أفضل في أستراليا. مثل كثير من القادمين الجدد، اصطدم بشندي بعقبة "الخبرة المحلية" التي يطلبها سوق العمل الأسترالي.
يقول: "كنت أعرف أن الطريق لن يكون ممهدًا، لذلك وضعت خطة بديلة"، وهنا بدأ التحول من مهنة الهندسة إلى عالم المطابخ.
لكن المطعم لم يولد دفعة واحدة. البداية كانت من مطبخ المنزل، حيث كان بشندي وزوجته يطبخان للأصدقاء والجيران. مع كل طبق كوشري أو كبدة إسكندراني، تتزايد الطلبات، ويتسع الحلم أكثر. لم يتردد في أن يقوم بنفسه بتوصيل الطلبات مستخدمًا المواصلات العامة أو حتى سيارات الأجرة، فقط ليحافظ على وعده للزبائن.
بعد البدء من المنزل في مطبخ منزلي وشراكة البدايات مع صديقه محمد الجوهري بدأ بشندي العمل على عربة متنقلة
ومع الوقت، انتقلت التجربة إلى عربة طعام (فود ترك)، ليبدأ أحمد فصلًا جديدًا في القصة مع صديقه وشريكه السابق محمد الجوهري. وبين الهندسة نهارًا وعربة المطعم في الأوقات المتاحة، عاش أحمد وعائلته تجربة مرهقة، لكن الإصرار لم يتركهما. حتى جاء اليوم الذي تحوّل فيه المشروع إلى مطعم حقيقي على أحد أكثر شوارع ملبورن حيوية، حيث يجتمع العرب والأستراليون.المهندس أحمد بشندي مع عائلته
عن اختيار اسم المطعم يقول أحمد بشندي إن اختيار اسم "كينج توت" لم يكن صدفة، فهو يستحضر حضارة يعرفها الجميع، حتى لو لم يتذوقوا الأكل المصري من قبل. لكن التحدي الأكبر كان في تعريف الأستراليين بماهية هذا المطبخ.ويضحك بشندي قائلاً:
معظم الأستراليين لم يسمعوا بالكشري من قبل، وتعلو وجوههم الدهشة وهم يستطلعون مكوناته المخلوطة مع بعضها البعض على طبق واحد، لكن بعد أن يجربوه مرة، يطلبونه مرارًا من جديد.
اليوم، صار الكشري المصري – على أصوله- في ملبورن قصة نجاح ومكانًا تجتمع على طاولته العائلات بمختلف مشاربها ليحظوا بلحظات تذوق مصرية بين البصل المحمّر وصلصة الدقة الحارة، ليحمل هذا الطبق المصري والأطباق المصرية الأخرى التي يقدمها المهندس أحمد بشندي بابتسامة ترحاب نقية وحب على وجه أحمد وهو يرى حالة الرضا مع كل لقمة يتناولها زبائنه وهم يستمتعون بالمذاق في مطعمة ليقدم رسالة أعمق؛ أن طريق النجاح في بلاد المهجر يبدأ من الإيمان بالحلم، ولو كان بعيدًا عن مجالك الأول. المهندس أحمد بشندي في المطعم مع بعض الزبائن
وبين أطباق الكشري الساخنة والكبدة الاسكندراني، والطعمية والحواوشي، يقدّم المهندس المدني أحمد بشندي درسًا لكل مهاجر جديد؛ أن الإرادة تصنع المستحيل، وأن "تذوق النجاح" قد يبدأ من طبق صغير، قادر على فتح أبواب كبيرة.استمعوا لتفاصيل مشوقة أكثر لرحلة المهندس أحمد بشندي بصوته بالضغط على الزر الصوتي في الأعلى.