قصة مؤلمة ملهمة، قصة أم وزوجة حولت الأوجاع الى ابتسامة والألم الى أمل.
مسيرة مفعمة بالتطلعات الإيجابية في مواجهة تحديات الحياة والمرض والمعاناة التي تعترض طريق الإنسان دون استئذان.
تعرضت السيدة ماري طوق، زوجة شربل وأم شحادة وغلوريا وهما دون العاشرة من العمر، لمشاكل صحية وهي في مطلع الثلاثينات من عمرها، وهي تخضع للعلاج المتواصل والمراقبة الصحية لأكثر من سبع سنوات.
تطورت حالة السيدة طوق وتضاعفت تداعيات المرض ليصيبها من الأمراض المزمنة وما يهدد الحياة أكثر من مرض يمكن للوهلة الأولى الظن بأنها حالة مستعصية.
ولكن بالرغم من كل ما حلّ بها، تصرّ السيدة طوق بعزم وإرادة قوية على الإستفادة القصوى من كل يوم يضاف الى أيامها، وعيش كل لحظة وكأنها نعمة وهدية كبيرة وهي تعانق الحياة بحلوها ومرّها.
بدأت مسيرة التحديات المرضية حين تناولت ماري نوعا من الطعام تفاعل مع خصائص جينية تحملها بالوراثة، فتحور المرض مسببا تسمما خطرا في الدم، وبالتالي أصبح جهاز المناعة لدى السيدة طوق محاربا لها بدل ان يحميها.

Source: Marie Taok
واجهت السيدة طوق هذا المنعطف والأحداث التي قلبت حياتها رأسا على عقب بسلاحها البسيط الذي كان ولا يزال وسيبقى "البسمة."
وأدت فترة ثلاث أسابيع، ظُنّ خلالها ان المرض ليس الا اسهالا عاديا شائعا يصاب به الكثيرون، الى تفاقم المشاكل الصحية وتعقيدها.
وتعتبر السيدة طوق ان من خطأ في التشخيص غير معتمد بسبب حالتها النادرة جدا على الصعيد العالمي في وقت مبكر، والتأخر في الحصول على العلاج المناسب كانا عاملين آخرين في تدهور حالتها الصحية بحيث أصابت الأمرض قلبها ورئتيها وكليتيها، مما عرضها لخطر الموت أكثر من مرة :"كنت على سريرالمستشفى بحالة خطرة، كنت خائفة أصلي المسبحة الوردية، رأيت شريط حياتي يمر أمام عيني، شاهدت نفسي وأنا طفلة أولا ثم وأنا عروس يوم زواجي ومن ثم رأيت نفسي وانا أحتضن طفلتي البكر بعد الولادة ورأيت السيدة العذراء مرتين وبعدها رأيت نفسي أحتضن طفلي الصغير."
وتنصح السيدة طوق من خلال تجربتها الشخصية أن لا يستخف أحد بأي أعراض صحية بل ان يسعى الجميع لطلب المشورة الطبية دون تأجيل احترازيا دون تأجيل.
ويستغرب الكثيرون رغبة ماري وطاقتها الأيجابية وفرحها الداخلي الذي ينعكس ابتسامة وبهجة على محياها، وتقولالسيدة طوق ان ابنيها هما الدافع الأساسي لحياتها وفرحها: "عندي ولدين، أريد أن أكون أما لهما هنا (على الأرض)."
وأعربت السيدة طوق عن امتنانها وشكرها لكل من رافقها في مسيرتها وعضدها في محنتها من أخوة وأهل وأصدقاء شاركوها المسيرة في الأوقات الصعبة، ولسندها الأول زوجها شربل رفيق دربها اوعمدة البيت والمربي الذي اتكلت عليه ليشعر ابنيهما بثبات الأرض تحت قدميهما.
وأثنت السيدة طوق على مدرسة الأولاد التي وفرت فسحة مشرقة من التفهم والتعاطف والتعاون: "رفاق ابني في الصف أرسلوا لي بطاقة جميلة كتبوا عليها أطيب التمنيات."
"قوتي في أيماني" ثلاث كلمات لوصفة علاجية حيّرت الأطباء وأسعدت الأحباء، وفاجأت الحياة عكس التوقعات أقرباء السيدة طوق التي برهنت ان المستحيلَ ممكنٌ، وعن سرّ قوتها ومن أين تستمدها وتستقيها قالت السيدة طوق: "العذاب موجود لا محالة في الحياة، المسيح صُلب، ولكن الأيمان يجعلك تشعر بالفرح وأنت منهك معذب، إيماني لا يدعني أنظر الى الوراء، أتكل على الله وأتقبل مشيئته وهو يفتح الأبواب في وجهنا."
وتوجهت ا لسيدة ماري طوق بكلمة تشجيع لجميع المرضى وكل من يتألمون و يعانون من آلام جسدية أو نفسية بأن يحافظوا على الأيجابية وحب الحياة والثقة بغد أفضل.
نتمنى الصحة والسلامة ودوام العافية للجميع.