استفادت الأسر الأسترالية من تخفيض أسعار الفائدة وتسهيل المصارف لشروط الإقراض وانعكس ذلك ايجاباً على عدد القروض الممنوحة في الأشهر الأخيرة حيث سجلت ارتفاعاً قياسياً بنسبة 3.9% في تموز يوليو الماضي وبإجمالي مبالغ وصل إلى 32 مليار دولار.
البيانات الجديدة الصادرة عن مكتب الإحصاء الأسترالي كشفت كذلك عن ارتفاع معدل الإقراض للمقبلين على شراء عقار جديد بنسبة 5.3% في تموز يوليو، وارتفع عدد قروض إعادة التمويل الممنوحة لأصحاب المنازل بنسبة 5.4% في الوقت يتطلع فيه مالكو العقارات إلى ايجاد قروض عقارية بشروط أفضل ومنافسة المصارف الكبرى على استقطاب عملاء جدد.
واعتبر خبير الاقتصاد رضوان حمدان ارتفاع نسبة الموافقة على القروض ووصولها لأعلى مستوياتها منذ ثلاث سنوات مؤشراً ايجابياً على تعافي الاقتصاد ولو بوتيرة بطيئة. وتحدث حمدان عن أرقام النمو الاقتصادي في الربع الأخير من العام والتي جاءت مخيبة للآمال بحيث لم تتجاوز 1.4% في الوقت الذي كان يتطلع فيه مصرف الاحتياط لمعدل نمو لا يقل عن 4.5%.
وذكّر حمدان بالإجراءات التي اتخذها المصرف وأهمها تخفيض سعر الفائدة مرتين متتاليتين بنسبة 0.25% في حزيران وتموز وتشجيع الحكومة على زيادة الإنفاق على مشاريع البنية التحتية لتنشيط الاقتصاد. وأضاف: "تراجع أسعار العقارات بشكل كبير في 2017 و2019 بنسب وصلت إلى 20% في سيدني وملبورن ألقى بظلال سلبية على المواطن الذي شعر بانخفاض قيمة ثروته بعد تراجع سعر العقار الذي يمتلكه مما أدى إلى تراجع القوة الشرائية وبالتالي انخفاض النمو الاقتصادي إلى أدنى مستوياته منذ 10 سنوات أي منذ الأزمة المالية العالمية."
ومن الإجراءات التي اتُخذت كجزء من خطة الطوارئ، طلب هيئة الرقابة على المؤسسات المالية APRA من المصارف تقييم أهلية الأشخاص للحصول على قروض بناءً سعر فائدة 4.5% وليس 7% كما كان معمول به سابقاً بسبب خفض سعر الفائدة وطنياً من خلال مصرف الاحتياط. رئيس الوزراء سكوت موريسون قام كذلك بعرض مبادرة الحكومة كفالة القروض السكنية بحيث لا يُطلب من الفرد سوى 5% كدفعة أولى ودون الاضطرار لدفع مبلغ تأمين للقرض.

Sydney Property Market As Australian Home Price Growth Set To Slow Source: Thorne/Bloomberg via Getty Images
وقال حمدان أن العوامل المذكورة ساهمت مجتمعة في زيادة الإقبال على شراء العقارات وتحسن معدل بيع المنازل في المزادات بحيث ارتفع من 65% إلى 75% ووصل إلى 83% في بعض المناطق: "لم نشهد مستويات كهذه منذ 2015 (..) المعطيات تشير إلى تحسن بطيء واستعادة لثقة المستهلك (..) لطالما كان تعافي السوق العقاري مؤشراً على تحسن الاقتصاد."
وبالانتقال إلى سعر صرف الدولار الأسترالي والذي وصل لأدنى مستوياته منذ سنوات، قال حمدان أن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة لعبت دوراً في تذبذب سعر الصرف إضافة إلى الأثر السلبي للخفض المتكرر لسعر الفائدة. وأضاف حمدان: "ملف خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي والنمو البطيء للاقتصاد البريطاني والذي لم يتجاوز 0.3% أثر سلباً كذلك على الدولار الأسترالي."
التحسن الطفيف في سعر صرف الدولار الأسترالي أمام الأمريكي كان على الأرجح بسبب تراجع الأخير نظراً لعوامل أمريكية داخلية كخفض سعر الفائدة إضافة إلى تبعات الحرب التجارية. حمدان اختصر الأمر بالقول: "الدولار الأسترالي معرض للانخفاض أكثر من الارتفاع علماً بأن ضعف الطلب الصيني على المواد الخام في ظل تباطؤ الاقتصاد هناك واحتمالية قطع الفائدة مجدداً ستضمن بقاء سعر صرف 65 إلى 67 سنت أمريكي في الفترة المقبلة."د
استمعوا إلى اللقاء مع خبير الاقتصاد رضوان حمدان في التدوين الصوتي.







