أدان عدد من قيادات الجالية العربية والإسلامية ما وصفوه بالطريقة غير العادلة التي يتم فيها استهداف الجاليات الإثنية في فيكتوريا بسبب عودة تفشي وباء كورونا. وكانت الحكومة قد كشفت عن أسماء ست أحياء في مدينة ملبورن اعتبرتها بؤر تفشي للوباء، أغلب قاطنيها من المهاجرين.
وقالت الحكومة إنها بدأت في تعزيز جهود التواصل مع الجاليات الإثنية، خاصة الأسر التي لا تتحدث الإنجليزية من أجل إيصال معلومات التوعية بشأن طرق التعامل مع الوباء.
وقالت ليلى علوش من مركز الخدمات الاجتماعية العربية في فيكتوريا "هناك تركيز على نشر العنصرية والتفرقة بين الجاليات بتوجيه اللوم إلى جالية معينة." وأضافت "رئيس فيكتوريا هو مسؤول عن كل الولاية، وأي فشل لهذه الجاليات الإثنية بغض النظر عن دينهم أو انتمائهم الثقافي أو لغتهم هو مسؤولية وزارة الصحة وحكومة الولاية."
جاء ذلك بعد أن نشرت صحف النيوز كورب صباح اليوم تقريرا يتناول إحدى البؤر في مدينة ملبورن والتي ترتبط بها 14 حالة إصابة بين عدة عائلات. وقال صحيفة الأستراليان إن تلك البؤرة بدأت من اجتماع عائلي في منطقة كوبرغ للاحتفال بعيد الفطر في 23 مايو أيار الماضي.
ليلى علوش التي تدير مركز الخدمات في برودميدوس ويشمل نطاق عملها ضاحية هيوم أيضا، وكلاهما من المناطق التي أعلنت الحكومة إنها نقاط ساخنة. وقالت علوش إن تلك المعلومات "غير عادلة وغير صحيحة، لأنه لم يكن هناك أي احتفالات دينية في عيد الفطر، ولم تكن المساجد تعمل، ولا حتى العائلات احتفلت."
وأضافت علوش إن خطابات كتلك تؤدي إلى "عنصرية أكبر على نطاق أوسع من المجال الصحي سواء في مجال العمل أو أمام الرأي العام." وأضافت "المفترض أن الحكومة تسعى لرفع شان تلك الجاليات وليس الترويج لمقولات تعتبرهم غير مثقفين صحيا."
وحذرت علوش من أن "التركيز غير الإيجابي على أي فئة معينة يمكن أن يؤثر عليهم لسنين قادمة في الحياة العملية والشخصية."
وتساءلت "لما لم يتم الحديث عن مناطق بدأ تفشي الكورونا في الولاية وهي مناطق تسكنها أغلبية إنجليزية؟ ولماذا لم تعلن الولاية عن بؤر ساخنة إلا عندما بدأ الفيروس في الانتشار في المناطق الشمالية؟"
وسجلت فيكتوريا اليوم 33 حالة إصابة جديدة وهي المرة الأولى التي يتم تسجيل هذا الرقم منذ السابع من أبريل نيسان الماضي. وقالت الحكومة إنها ستستعين بقوات الجيش الأسترالي من أجل احتواء تفشي الوباء.
في الوقت نفسه، بدأت حملة فحوصات شاملة في المناطق الأكثر تضررا بدأت من برودميدوس وكيلور داونز، على أن تمتد خلال الأيام القادمة إلى باقي الأحياء التي تشهد إصابات. ويساعد في تلك الحملة ألف شخص يقومون بطرق الأبواب من أجل التوعية والتشجيع على الخضوع للفحوصات سواء ظهرت أعراض على الشخص أو لا.
من جانبه قال الشيخ ربيع بيتية من هيئة الأعمال الخيرية ومقرها كوبرغ إن الجالية المسلمة كانت أول من بادر بإغلاق المساجد في وقت كان مسموح بتجمع مائة شخص. وأضاف "فعلنا ذلك لتجنب العدوى، ولأننا خائفين على صحتنا وسلامتنا، فكيف نكون السبب في إيذاء الآخرين."
وأكد بيتية على أن "الناس امتنعت عن الزيارات في شهر رمضان، ومن لا يجتمع في رمضان فلن يحرص على الاجتماع خلال العيد."
وقال الشيخ ربيع بيتية "للأسف يعلم الجميع أن بعض وسائل الإعلام متخصصة في التصويب على الجالية المسلمة، وإظهار أنها جالية تتسبب في المشاكل، ولكن تلك التقارير ليس فيها مجال للتأكيد، بل تعتمد على مقولات وتوقعات."
وقال بيتية "تحديد مكان ظهور الفيروس أمر شاق على الإدراك، ومن الصعب على أي إنسان تحديد إن كان الفيروس جاء من مكان أو محل معين، وبالتالي فتعليق الشماعة على هؤلاء المهاجرين هم السبب لأنه كان لديهم عيد، أمر غير صحيح."
واستطرد قائلا "الأسر تجتمع في مناسبة وغير مناسبة، ولا يصح أن نجعل الأمر كأنه مشكلة عند هذا الشخص أو ذاك."
واعتبر الشيخ ربيع أن ما يحدث فيه "تحميل للشيء أكثر من الحقيقة وافتراضات في غير مكانها." مؤكدا أن هذا الشكل من أشكال العنصرية بدأ مع بداية المرض "وقتها قالوا إن الصينيين هم من حملوه معهم، والآن يحاولون توجيه اللوم إلى أسرة محددة، وكل تلك افتراضات لا تفيد إلا في وضع المزيد من الضغط النفسي على الناس."
وكان تقريرا أعدته الهيئة الوطنية الاستشارية للصحة والأبحاث الشهر الماضي قد نقل عن أفراد من الجاليات الإثنية قولهم إنهم لم يتم استشارتهم بشكل كاف في تشكيل الخطة الوطنية للاستجابة للوباء، وكانت استشارتهم تتم بطريقة "متقطعة وعشوائية أو منعدمة تماما"، وهو ما تم اعتباره "فرصة ضائعة" في التقرير.
لكن وزير الصحة الفيدرالي غريغ هانت دافع عن تواصل الحكومة مع الجاليات الإثنية قائلا "منذ ظهور الوباء ونحن نعمل مع الجاليات من مختلف اللغات والجاليات التي تنحدر من أصول عرقية وإثنية مختلفة."
وقال الشيخ ربيع بيتية إن أبناء الجاليات الإثنية "ملتزمون وعلى قدر المسؤولية، وهذا واجبنا جميعا والجميع يفهم هذا الكلام لذلك من الأفضل الا نوجه الاتهامات."
اذا كنت تشعر بأي من أعراض كورونا، توجه لإجراء الفحص. الفحص في أستراليا مجاني وسريع
يجب على الجميع في أستراليا البقاء على مسافة 1.5 متر على الأقل من أي شخص آخر. يمكنك مراجعة قواعد ولايتك لمعرفة الحد الأقصى للتجمعات في هذا الرابط.







