وجوه من الجالية: تعرفوا على الوجه الآخر للدكتورة سناء باريش

Dr Sanae Barish

Dr Sanae Barish Source: Supplied

طبيبة محترفة، أخذت الإنضباط والحنان عن والدها والذكاء عن والدتها، أحبت الغناء منذ صباها، تطهو وتقوم بأعمالها المنزلية بنفسها، تتمنى أن يحفظ الله أولادها قبل كل شيء وهي تقول "سوريا ربتني لأكون خميرة صالحة في أستراليا"


وجوه من الجالية، وجوه عرفناها والتقيناها وتعاطينا معها على كافة الأصعدة

أطباء محامون محاسبون وذوو خبرة من كافة المجالات،

أسماء بارزة تعرفنا عليها مهنيا واحترافيا ولكن ماذا نعرف عن طبعها وهويتها ، مسيرتها وهواياتها

ترى ما هي الخبرات الكامنة وراء نجاحاتهم والحواجز الداكنة التي جعلت منهم من هم عليه الآن، ما هي أجمل ذكرياتهم وأبرز تحدياتهم والى أي حد يشبهوننا في مخاوفهم وآمالهم ومبادئهم وأحلامهم وطموحاتهم وفي أبسط الأشياء

في وجوه من الجالية نتعرف الى الوجه الآخر، الوجه الانساني لشخصيات من الجالية

ومن بين هذه الوجوه الجميلة، وجه الدكتورة سناء باريش ابنة سوريا التي ولدت وترعرعت في دمشق في عائلة تكونت من تسع اشخاص سبعة أولاد ووالدتها ووالدها الذي كان ضابطا في الجيش وبالتالي وصفت نظام التربية في العائلة بكونه " نظام جمع ما بين الإنضباط والحنان".
Rouh Charq Choir
Dr Sanaa Barish is a member of Rouh Charq Choir Source: Facebook
وأضافت باريش انها أخذت في طبعها الحنان والانضباط عن والدها وحدة الذكاء عن والدتها التي تمتعت بذاكرة قوية وسرعة البديهة، وما زالت الى الآن حية ترزق بعمر الاثنتين والتسعين تتحدث باتزان وتتمتع بذاكرة واضحة.

 وأضافت باريش على هامش الحديث انها كانت تصغي لوالدها المثقف يلقن أخوانها الدروس الأكاديمية وكانت تحفظ المعلومات بمجرد الإستماع، وساعدتها الذاكرة الجيدة التي ورثتها عن والدتها على اكتساب العلم والثقافة حتى انها كانت جاهزة للمدرسة قبل الجلوس على مقاعدها، ولم تكن تمانع الواجبات الدراسية لأنها أحبت العلم.

أما عن فترة صباها فأجمل ذكريات د. باريش، العمل والترنيم ضمن الكنيسة حيث اعتادت على القيام بنشاطات اجتماعية وفنية بشكل مستمر وحيث ترسخت في شخصها فضائل المحبة والعطاء والخدمة

وبقي حب الغناء والفن في قلب  الدكتورة سناء وكبر معها، وقالت انها تشغل الراديو في السيارة في طريقها من والى العمل وتستمتع بالأغاني العربية وتغني على أنغامها كوسيلة للترفيه عن النفس والاسترخاء بعد يوم عمل مضني "اللي بيشوفني بيقول شو هالبنت المجنونة هيدي بقلب السيارة عم تغني"

وقالت عن نصفها الآخر، زوجها الدكتور أنطوان باريش انه هو أيضا يرتاح للفن ويشجعها على عيش هذا النمط الفرح.
وعن تعديل شهادتها المهنية والمباشرة في حقبتها العملية قالت الدكتور باريش انها حين وصلت الى أوستراليا عام 1989، لم تكن تتحدث الانكليزية على الإطلاق، وكان عليها أن تتعلم اللغة بداية، وقد أمضت هي وزوجها الدكتور باريش شهر العسل برفقة المعجم اللغوي لتعلم الانكليزية  "قضينا شهر العسل ونحن نقرا مفردات ونسمّع لبعضنا"، وكان البعض يتساءلون كيف لها ان تقدم امتحان القبول وهي لا تتقن الانكليزية ابدا، ولكنها مع الكثير من الجد والجهد والاصرار على المضي قدما والمثابرة، استطاعت أن تتحدث اللغة بطلاقة بعد سنة ونصف تقريبا وجلست الامتحان وهي حامل في الأشهر الأولى المتعبة وتوصلت الى تعديل شهاداتها الطبية ومزاولة مهنة الطبابة بعد سنتين من وصولها الى أوستراليا وباشرت العمل  في مستشفى ويستميد قبل ان تنطلق للعمل في عيادتها الخاصة.
Dr Sanae Barish
Dr Sanae Barish Source: Supplied
وبالنسبة لتربية الأولاد، قالت باريش انها تركت لأولادها حرية اختيار تخصصهم و ان كل من  ولديها ناجحان في اختصاصيهما، واضافت ان مهنة الطبابة تطلب مهارات أخرى غير الذكاء والدراسة الأكاديمة وعلى الطبيب ان يحسن الاصغاء الى مرضاه وان يتمتع بحب العطاء والخدمة ويجب ان يلائم طبعه متطلبات المهنة.

وبالنسبة لتعلقها بأوستراليا أعربت باريش عن امتنانها العميق لهذه البلاد التي تعطي قيمة للمواهب وتقدر مواطنيها، وقالت انها في البداية أتت الى أستراليا على تأشيرة صالحة لثلاثة اشهر لتساعد أختها ولكنها طلبت التمديد بعد أن تعرفت على دكتور أنطوان، وحين عادت الى سوريا بعد سبع سنين وكانت في غاية الشوق لأهلها واصحابها الّا ان الأشياء لم تبدو كما كانت سابقا في فترة صباها، فعادت الى أوستراليا بعد شهر وفي قلبها قناعة جديدة ببلدها الثاني أوستراليا. هذا وذكرت الدكتورة باريش انها هي وزوجها  يهتمان بالأقرباء وهما على علاقة وثيقة مع العائلة الممتدة " منوقف حدن" حين تدعو حاجة  وقالت "أوستراليا هي وطني وسوريا هي التي ربتني لأكون خميرة صالحة في أستراليا".
Dr Sanae Barish
Dr Sanae Barish Source: Supplied
وبعيدا عن مهنتها كطبيبة،  قالت الدكتورة باريش انها تقوم بالأعمال المنزلية مثل أي سيدة أخرى، وانها تلقى خدمة  المساعدة أحيانا وهي تجيد الطبخ كمعظم السيدات الشرقيات وتطهو الأطباق المفضلة لدى العائلة خاصة تلك التي لا يستغرق تحضيرها وقتا طويلا، وأخبرتنا انها صنعت كبيس " مكدوس الباذنجان" المحشو بالجوز على الطريقة السورية الشهية، كما أنها تفضل تعليق الثياب في الهواء الطلق على  منشر الغسيل" بدلا من استخدام النشافة". 
وعند السؤال عن أجمل ذكرياتها قالت الدكتورة سناء ان المجيء الى أستراليا ذكرى جميلة لأنه فتح لها بابا على مجتمع يقدر الانسان ومواهبه واستفاضت الى الماضي وقالت ان البنات اللواتي ولدن حين كانت تعمل كطبيبة جديدة في سوريا، دعين على اسمها وحملن اسمها، تيمننا بنجاحها وتألقها وهذا يعطيها شعورا بالفخر والامتنان للأهالي الذين اعترفوا بانجازاتها بهذا الشكل اللطيف.

والملفت للنظر ان دكتورة سناء حفظت كلمات الأغاني العربية باسهاب مثل أغاني السيدة فيروز وأم كلثوم وكبار الفنانين وهي تعيز ذلك الى أيام الدراسة الجامعية حين كانت تستمع الى الأغاني وقت المذاكرة فحفظت المواد العلمية والأغاني معا

وبالنهاية قالت الدكتور باريش أن أمومتها هي أفضل ما صنعته في هذه الحياة وأنها والحمدلله لا هم لها الّا ان امنيتها في الحياة هي أن يحفظ الله أولادها من أي مكروه  ويبقيهم بصحة وسلامة.

 

 

 

 

 


شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand