رحّب قطاع الأعمال بما جاء في ميزانية الحكومة الفدرالية معتبرا أن المخصصات الحكومية لدعم هذا القطاع سيكون لها تأثير إيجابي على استئناف العمل وتوظيف العمال.
السيد سامي مظلوم مؤسس أول مطعم للبيتزا في مدينة ملبورن يقول إنه وبعد عقود من العمل الشاق والنجاح الكبير جاءت أزمة كورونا لتتسبب بخسائر كبرى، لكنه عبّر عن تفاؤل وأمل بما تحمله الميزانية الجديدة وسواعد الشباب.
النقاط الرئيسية
- كورونا وضعت أعمالا كثيرة على شفير الهاوية
- 80 بالمئة من المطاعم قد لا تعود للعمل
- أمل بانتعاش العمل بعد الميزانية الجديدة
لم يعد خافيا على أحد تأثير إجراءات الإغلاق التي فرضتها أزمة فيروس كورونا على قطاع المصالح التجارية، خاصة على قطاع السياحة والمطاعم.
وجاءت ميزانية عام 2020- 2021 والتي أعلن عنها أمس وزير الخزانة جوش فرايدنبرغ، لتضع بعض العلاجات الناجعة لإنعاش هذا القطاع.
وفي ولاية فيكتوريا التي عانت أكثر من غيرها من إجراءات الإغلاق المستمرة، عانى أصحاب المطاعم من تراجع كبير في سير أعمالهم نظرا للإغلاق المستمر والذي بدأ في شهر آذار مارس من هذا العام.
والذي يعرف مدينة ملبورن، لا بد أنه يعرف فيها شارعا عريقا بمحاله التجارية ومطاعمه ومقاهيه الممتدة على جانبي الشارع لمسافة تمتد لبضعة كيلومترات. إنه ليغون ستريت الشهير.
في ذلك الشارع كانت الحركة لا تهدأ، وكانت المطاعم تتسابق لاستقطاب الزبائن، وكانت حركة السير تتباطأ لتسمح للمارة بالمرور.
كان لشارع ليغون ستريت نكهة خاصة، مطاعم إيطالية، وأخرى تركية وعربية وفرنسية ومن كل بلد.

المطعم قبل أزمة كورونا Source: Supplied
ومن أشهر تلك المطاعم، وأقدمها، مطعم Toto’s Pizza الذي يعتبر أول مطاعم البيتزا في مدينة ملبورن.
هذا المطعم، التي تملكه عائلة لبنانية عملت لسنوات طوال على تأسيسه ورعايته واستمراره، يتعرض الآن لأكبر أزمة في تاريخه. فهل يتمكن من النهوض مجددا بعد أشهر من الإغلاق، وخسارة مبالغ كبيرة، وتاريخ عريق؟
ولجعل الأمور أسوأ، يقول مؤسس المطعم، السيد سامي مظلوم، إنه كان قد قرر تسليم الراية لأبنائه والاستمتاع ببعض سنين من الراحة بعد عمل شاق، ونجاحات كبيرة. لكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن، فبعد أن سلم المطعم للأبناء، جاءت أزمة كورونا لتصدمه وتصدم أبناءه.
فكيف ستكون عليه الحال بعد الإعلان عن الميزانية وهل ستتمكن العائلة من إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟
ويقول السيد سامي مظلوم في حديث مع SBS Arabic24 إن الضربة التي أحدثها فيروس كورونا كانت ضربة كبيرة على العالم، وأثرت على الجميع بدون استثناء وأضاف "عندما ترى مصيبة غيرك تهون عليك مصيبتك".

السيد سامي مظلوم فخور بما حققه من نجاح في إدارة أعماله التجارية في مدينة ملبورن Source: Supplied
ويضيف السيد سامي مظلوم الذي افتتح مطعمه في مدينة ملبورن منذ أكثر من ثلاثين عاما إن ما يحزن هو أن كل المطاعم مقفلة في شارع Lygon وأنه ومن خلال تواصله مع أصحاب المطاعم فيه يتوقع أن لا يستطيع 80 بالمئة منها استئناف العمل مجددا بعد الإغلاق الكامل الذي عانت منه على مدى أكثر من ستة أشهر.
وكانت الحكومة أعلنت في ميزانيتها الجديدة عن دعم للمصالح التجارية بحيث تغطي الحكومة نصف رواتب العاطلين عن العمل إذا ما وافقت المصالح التجارية على توظيفهم.
ومما جاء أيضا في الميزانية، أنه سيكون بإمكان المصالح التجارية أن توظف عاملا بعمر ال16 عاما وتطالب ب 200 دولار بالأسبوع، وهذا سيكلف الميزانية 4 مليار، أو بإمكانها أن تأخذ متدرب apprentice وتطالب بنصف راتبه من الحكومة (وهذا سيكلف الميزانية 1.2 مليار).
اقرأ المزيد

الرابحون والخاسرون في موازنة الدولة الجديدة
كما يمكن لأصحاب المصالح التجارية أن يشتروا شيئا للمصلحة وتقوم الحكومة بدفع ثمن ذلك الشيء بالكامل. وهذا سيكلف الميزانية مبلغا ضخما غير مسبوق وهو 26.7 مليار، وبحسب وزير الخزانة، هذا سيغير اللعبة.
ويأتي هذا بالإضافة إلى قوانين جديدة خاصة بالإعسار (أو الإفلاس) وظهور أنظمة إقراض مريحة، مما يجعل البدء بمصلحة تجارية وقتا جيدا، بحسب بعض المعلقين.

وزيرالخزانة جوش فرايدنبرغ BudgetImage/Lukas Coch) NO ARCHIVING Source: AAP
ويقول السيد سامي مظلوم إن ما قدمه رئيس الوزراء ووزير الخزانة أمس "يعطي أستراليا شيئا من الأمل، يعطي بصيص أمل لكي يبدأ الانسان من جديد، لكن ذلك قد يأخذ سنتين أو ثلاثا".
وشدد السيد مظلوم على التمسك بالأمل وعدم الاستسلام لليأس وقال "سوف ننهض كما ينهض طائر الفينيق من الرماد".
استمعوا إلى اللقاء كاملا في المدونة الصوتية تحت الصورة في أعلى الصفحة.