عن الجمعية يقول رئيسها طبيب الأسنان أسامة نَسّاب : "بدأت القصة مع مجموعة من العائلات السورية التي وصلت إلى أستراليا بين عامي 2016 و2018، خرجنا من الحرب حاملين وجعًا كبيرًا وأملًا أكبر. تركنا بيوتًا وذكريات، وبدأنا من الصفر في بلد جديد، بلغته وثقافته، لكننا حلمنا أن نزرع فيه شيئًا يشبهنا."
من لقاءات بسيطة إلى كيان يجمع الجميع
كانت البداية عفوية، لقاءات صغيرة في الحدائق، نزهات عائلية، أطفال يتعارفون، وآباء وأمهات يحاولون الحفاظ على لغتهم ولهجتهم وعاداتهم. ومع مرور الوقت، تحولت هذه اللقاءات إلى تقليد، فإلى جمعية رسمية رأت النور عام 2021 بعد ثلاث سنوات من الفكرة والعمل.
عن اختيار الاسم فكما يروي الدكتور أسامة لم يكن صدفة:
سألنا أنفسنا: ماذا نسميها؟ نحن من بلد يتنفس ياسمينًا، فكان الاسم الطبيعي عائلات الياسمين الأسترالية. اسمٌ يعبّر عن حنيننا ويمثل ما نحاول أن نعيده من دفء الشام في برد الهجرة.
رئيس جمعية عائلات الياسمين الأسترالية في ملبورن أسامة نساب
مع جائحة كورونا، تحولت اللقاءات إلى فضاء إلكتروني، ومن رحم العزلة وُلدت فكرة مدرسة اللغة العربية لأبناء الجالية. مدرسة لا تُعلّم الحروف فحسب، بل تبقي اللسان العربي حيًّا في بيوت المهاجرين.
ثم جاءت فكرة كورال الميلاد لتعيد الفرح إلى القلوب. أطفال لم يتقنوا العربية تمامًا، بدأوا ينشدون تراتيل الميلاد تحت إشراف المدربة منى خوري القادمة من صيدنايا، فتحوّلت أصواتهم الصغيرة إلى جسر بين الجيل الجديد والجذور القديمة.
ولم تتوقف أنشطة الجمعية عند الغناء والتعليم. خلال فترة الحجر الصحي، وُلد منتدى الكتاب جلسات شهرية عبر الإنترنت لمناقشة الأدب والفكر. ومع افتتاح المقر الدائم عام 2021، توسعت الأنشطة لتشمل الرياضة، والورش التثقيفية، ودروس الموسيقى في أجواء مفعمة بالألفة.
يقول الدكتور نسّاب:
كل نشاط نقوم به له هدف واحد: أن يشعر كل شخص بأنه ليس وحيدًا. نحن عائلة واحدة... عائلة اسمها الياسمين.
ومع حلول شهر كانون الأول/ ديسمبر، تعيش الجمعية موسمها الأجمل عبر حفلات "البربارة" و"الريستال الميلادي" وزيارات بابا نويل، حيث يجتمع الكبار والصغار على محبة الحياة. تقول الجمعية هذا العام: "قررنا أن نفتح الفرح للجميع... فالعيد لا يكتمل إلا بمشاركة الجميع، لذلك نعتزم القيام باجتماع أبناء مجتمعنا في تراتيل يقدمها الأب بيتر حنا.
من الشام إلى ملبورن، ومن الحنين إلى الأمل، يظل الياسمين رمزًا لا يذبل، ينشر عبيره أينما حلّت العائلة السورية التي قررت أن تجعل من المهجر وطنًا يحتضنها من جديد.
استمعوا لتفاصيل هذه الجمعية وأنشطتها بالضغط على زر الصوت في الأعلى.