هذه المعلومات ذات طبيعة عامة ولا يمكن اعتبارها نصيحة قانونية. نظراً لأن الظروف الفردية قد تختلف من شخص لآخر، يجب عليكم استشارة خبير مستقل إذا لزم الأمر.
يختار وزير الهجرة في الظل، بول سكّار الابتعاد عن الجدل، ويركّز على ما يسميه بـ"الحقائق والأدلة" كأساس لأي نقاش حول الهجرة. في مقابلة مع "سكاي نيوز"، رفض سكّار التعليق على تصريحات زميليه أندرو هايستي وجاسينتا برايس، اللذين أثارا جدلاً واسعًا. فقد اعتبر هايستي أن "الأستراليين يشعرون كأنهم غرباء في وطنهم"، فيما عبّرت برايس عن "قلقها" من تأثير الهجرة على توازن المجتمع، خاصة ما يتعلق بالجالية الهندية.
استهل محامي الهجرة محامي الهجرة ناظم البردوع اضاءته ضمن برنامج "صباح الخير أستراليا" حول تداخل السياسة مع القانون في هذا المجال.
"القانون ثابت… لكن التأثير السياسي قادم لا محالة"
يؤكد البردوع أن التصريحات السياسية والإعلامية لا تؤثر بشكل مباشر وفوري على طلبات الهجرة المقدمة:
القرار يُبنى على القانون، أي على ما يُقدَّم فعليًا لدائرة الهجرة، وليس على ما يُقال في وسائل الإعلام. التصريحات السياسية قد تُستخدم لتوجيه النقاش، لكن الأثر المباشر محدود جدًا
ويتابع موضحًا:
"قد تصدر الحكومة توجيهات وزارية تُلزم موظفي الهجرة بإعادة ترتيب الأولويات أو إعطاء وزن معين لعوامل في الطلبات، لكن ذلك لا يُعتبر قانونًا جديدًا مستقلًا. في الغالب، لا تتعارض هذه التوجيهات مع التشريعات القائمة."
السياسة تغيّر... لكن
رغم أن القانون لا يتبدل بسهولة، إلا أن السياسة تظل قوة مؤثرة على المدى المتوسط، بحسب البردوع:
"الأثر الحقيقي لا يأتي من الكلام، بل من العمل التشريعي. إذا تم سن قانون جديد، نعم، هنا يبدأ التأثير الفعلي. قد يأخذ ذلك وقتًا، لكنه يحدث تدريجيًا، وبطرق غير مباشرة."
في مواسم الانتخابات، كثيرًا ما تتصاعد التصريحات المتشددة ضد الهجرة، لكن البردوع يوضح أن احتياجات سوق العمل تتجاوز أحيانًا المواقف الأيديولوجية:
"نسمع تصريحات مثل: نريد وقف الهجرة أو تحديد سقف للمهاجرين. لكن الواقع يقول غير ذلك. كثير من الصناعات تعاني من نقص في العمالة الماهرة، وتطلب مزيدًا من المهاجرين. لذلك، تجد أن السوق يفرض كلمته على السياسات، عاجلًا أم آجلًا."
الأحزاب والسياسات: اختلاف في النهج والنتائج
يشير البردوع إلى وجود فرق واضح بين سياسات حزبي العمال والأحرار في التعامل مع الهجرة:
" تركز الحكومة العمالية أكثر على تأشيرات الكفالة واللجوء، بينما حكومات الأحرار تميل لتسهيل تأشيرات رجال الأعمال والمستثمرين. هذا يؤثر على طبيعة الطلبات التي تتم الموافقة عليها خلال كل فترة حكم."
ويضيف:
"عند وجود حكومة أحرارية، نرى تزايدًا في عدد المستثمرين القادمين إلى البلاد. أما في ظل حكومة العمال، نلاحظ انفتاحًا أكبر على ملفات اللجوء والعمل."
وعما اذا كانت القوانين تتغير مع تغير الحكومة، يُجيب البردوع:
" نعم ولا. الأمر يعتمد على نوع التأشيرة ومتى تم تقديم الطلب"،
"إذا قدّم شخص طلبًا لتأشيرة زواج، يُطبق عليه القانون الساري وقت تقديمه للطلب. أما في حالة تأشيرات المهارات مثلاً، فالطلب لا يدخل حيز التنفيذ الكامل إلا عند دعوة المتقدم لتقديم طلبه. في هذه الحالة، أي تغيّر في نظام النقاط قد يؤثر عليه حتى بعد تقديم التعبير عن الاهتمام."
ويضيف:
"الأغلبية تُعامل بناءً على القانون الساري وقت تقديم الطلب، لكن في بعض البرامج، قد يكون التأثير لاحقًا بسبب تغييرات في الشروط."
يشرح البردوع أن القانون العام للهجرة في أستراليا، الصادر عام 1952، لا يزال هو الإطار الحاكم، لكن التعديلات المتكررة تُجرى عبر تشريعات تكميلية ولوائح وزارية:
السياسيون لا يغيّرون القانون بكلمة. هناك إجراءات تشريعية تمرّ عبر البرلمان. لكن بالتأكيد، الاتجاه السياسي العام يؤثر على صياغة هذه القوانين.
وحول تأثير الخطاب السياسي داخل الحزب الواحد، يقول البردوع:
"أحيانًا نجد تجاذبات داخل الحزب نفسه. هذا يخلق ضبابية في المواقف، خاصةً عندما لا يكون هناك موقف موحد، وتخرج تصريحات متباينة تؤثر على ثقة الناس."
كما يلفت إلى أهمية رؤية مستقبلية واضحة:
"نحن كمحامين نتمنى رؤية سياسة مستقرة لخمس سنوات مثلاً، لكن الواقع أن السياسة تتغير بسرعة، والقوانين تتبعها."
بين ثبات القوانين وتقلب المواقف السياسية، يبقى ملف الهجرة في أستراليا معرّضًا للتغيير المستمر. لكن المؤكد، كما يقول ناظم البردوع، أن "القانون يحكم علاقة المهاجر بأستراليا، لكن السياسة ترسم ملامح المستقبل."
في فترات الانتقال في الحكم، كيف تُحمي حقوق المهاجرين؟
الإجابة مع محامي الهجرة ناظم البردوع في الملف الصوتيّ أعلاه.
هذه المعلومات ذات طبيعة عامة ولا يمكن اعتبارها نصيحة مهنية. نظراً لأن الظروف الفردية قد تختلف من شخص لآخر، يجب عليكم استشارة خبير مستقل إذا لزم الأمر.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.وعلى القناة 304 التلفزيونية.













