نناقش موضوع ارتفاع نسبة القروض الشخصية خلال العام 2025 وتأثيرها على الاقتصاد والمواطن الأسترالي.
لماذا تصف الجهات المعنية وضع الخدمات الاجتماعية في أستراليا الآن بأنه “يتهاوى تحت وطأة الطلب المتزايد”؟
قال الخبير العقاري والاقتصادي في اذاعة أس بي اس عربي يوسف مرتضى " لأن Specialist Homelessness Services (SHS) تتلقى يومياً مئات الطلبات للمساعدة، والكثير منها تضطر لرفضها — أُشير في تقرير حديث إلى أن حوالي 350 طلباً يومياً تُوضع في قائمة انتظار أو تُترك دون استجابة. النتيجة: أشخاص كثيرون — كثير منهم نساء وأطفال — يجدون أنفسهم بلا مأوى أو حلول بديلة، رغم أنهم في أوقات من حياتهم لجأوا لتلك الخدمات طلباً للملاذ أو الأمان."
ما العوامل التي أدت إلى تفاقم أزمة السكن والمأوى في أستراليا مؤخرًا؟
أضاف يوسف مرتضى "هناك عدة عوامل مترابطة: ارتفاع الإيجارات وتكاليف المعيشة، نقص المساكن الاجتماعية أو المناسبة، وزيادة عدد الأشخاص الذين يطلبون المساعدة لأنهم أو لأن عائلاتهم يواجهون عنفًا أسريًا أو فقدان السكن. إضافة إلى أن بعض من كانوا في السابق قادرين على تأمين سكن عبر الإيجار الخاص، أصبحوا الآن عرضة للضغط المالي دون شبكة أمان واضحة."
ما الفئات الأكثر تضررًا في هذه أزمة السكن؟ ولماذا غالباً هنّ؟
الفئات التي تتضرر بشكل أضعف تشمل النساء والأطفال، خصوصًا أولئك الهاربين من عنف الأسري. التقارير تشير إلى أن النساء والفتيات يمثلن النسبة الأكبر من طالبي المساعدة من SHS، وعدد من يلجأن لهذه الخدمات زاد بشكل كبير في السنوات الأخيرة. عندما لا تُوفّر خدمات كافية — مأوى آمن — كثيرات يجدن أنفسهن مجبَرات على العودة إلى بيئات خطرة أو خوض مزيد من عدم الاستقرار
كيف يؤثر الضغط المتزايد على خدمات المأوى على العاملين في الخط الأمامي؟
العاملون غارقون تحت ضغط العمل: عدد الحالات زاد، مشاكلهم باتت أكثر تعقيدًا، وفي كثير من الأحيان عليهم اتخاذ قرارات صعبة بشأن من يُحق لهم المساعدة ومن لا
كثير من الخدمات أغلقت أبوابها مؤقتًا أو لم ترد على مكالمات أو رسائل طارئة، مما يعكس استنزاف مواردها وبُعدها عن القدرة على تقديم الدعم الكافي. SBS Australia+1
في ظل هذه الأزمة، ما هي نتائج عدم الاستجابة أو التأخير في تقديم المساعدة للمحتاجين؟
أولاً، أشخاص كثيرون — عائلات، نساء، أطفال — يجدون أنفسهم بدون مأوى، مما قد يدفع بعضهم للعيش في ملاجئ مؤقتة غير آمنة أو حتى في سيارات أو على الأرصفة.
ثانياً، البعض منهم مضطر للعودة إلى منازل غير آمنة أو إلى دوائر العنف، بسبب غياب بدائل.
ثالثاً، النظام يتعرض لفشل كبير في حماية الفئات الأكثر هشاشة، ما يخلق أزمة إنسانية – وليس فقط أزمة سكن.
بالموازاة مع أزمة السكن، ماذا تقول الإحصاءات عن الديون الشخصية للأفراد في 2025؟ وهل العلاقة واضحة بين الضغوط المالية والسكن؟
وفق تقرير Canstar لعام 2025، انخفضت نسبة الأشخاص الذين لديهم دين شخصي غير متعلق بامتلاك منزل، من 35٪ إلى 33٪.
لكن لأولئك الذين يحملون ديونًا، ارتفع متوسط الدين إلى 17,634 دولار — مقارنة بـ 15,179 دولار في 2024. هذا يشير إلى أن الديون تتركّز على أقلية، لكنها أصبحت أثقل. قد يرتبط هذا الضغط المالي بزيادة صعوبة تحمل الإيجار أو تكاليف السكن، وبالتالي يدفع بعض الأسر نحو مخاطر السكن أو فقدانه.
هل هناك تغيير في سلوك الأستراليين تجاه الادخار رغم الضغوط؟ وما دلالته؟
نعم — التقرير يشير إلى أن نحو 68٪ من الأستراليين يدخرون شهريًا في 2025، مقارنة بـ 62٪ في 2024، و51٪ في 2023.
المبلغ المتوسط الادخاري ارتفع كذلك إلى 769 دولار شهريًا، بدلاً من 558 دولار.
هذا قد يعكس وعيًا متزايدًا بضرورة بناء شبكة أمان شخصي في ظل عدم الاستقرار، لكنه في الوقت نفسه يعبّر عن قلق مجتمعي تجاه المستقبل — خاصّة ما يتعلق بالسكن والدخل.
كيف تتفاعل الحكومة أو الجهات المعنية مع هذه الأزمات — السكن والديون — حسب ما نعرف حتى الآن؟ وهل هناك حلول معلنة؟
حتى الآن، يبدو أن الموارد المتاحة لخدمات المأوى غير كافية لمواكبة الطلب المتزايد؛ بعض الجهات تشير إلى أن التمويل قد استقر أو حتى انخفض رغم تزايد الضغط.
كما أن بناء مساكن اجتماعية أو توفير بدائل سكنية ثابتة لم يرتفع بما يكفي لمواجهة الأزمة.
في موازاة ذلك، لا توجد حتى الآن مؤشرات واضحة أن الحكومة أو القطاع الخاص استطاع أن يعيد التوازن بين العرض والطلب على السكن.
ما السيناريوهات المتوقعة إذا استمر هذا الواقع — وما يمكن أن يحصل إذا لم تُتخذ خطوات عاجلة؟
إذا استمرت حالات الضغط على الخدمات وارتفاع تكاليف السكن والديون، فقد نشهد زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين يعيشون في مأوى مؤقت، سيارات، أو حتى في الشارع — مع انعكاسات على الصحة النفسية والجسدية، الاستقرار الأسري، والأمن المجتمعي. قد تؤدي الضغوط أيضاً إلى تفكك عائلي، ارتفاع العنف الأسري، ومزيد من الفقر. أما إذا تم تجاهل الأزمة، فستتحول إلى أزمة إنسانية كبيرة، تتطلب استجابة وطنية حقيقية — من توفير مساكن اجتماعية، إلى دعم مالي، وتشريعات لحماية المستأجرين.
تنويه: هذا اللقاء هو لأغراض عامة. في حال احتجتم لمعلومات خاصة، عليكم بإستشارة خبير عقاري خاص بكم.
التفاصيل في اللقاء الصوتي اعلاه الذي أجرته منال العاني مع الخبير العقاري والاقتصادي في اذاعة أس بي اس عربي يوسف مرتضى
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "أستراليا اليوم" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى السادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق Radio SBS المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.
للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.




