لا يشبه ترامب، المعروف بشخصيته الصاخبة والمفاجِئة، أي زعيم تعامل معه ألبانيزي من قبل، فهو يفضّل الصفقات المباشرة، ويُولي أهمية كبرى للعلاقات الشخصية بين القادة، بعيدًا عن القنوات الرسمية والوسطاء.
محادثات هامة جمعت البانيزي وترامب في الولايات المتحدة لتتصدر التجارة والرسوم الجمركية واتفاقية الدفاع المشترك (AUKUS) جدول أعمال اجتماع الزعيمين.
تأتي الزيارة السريعة إلى واشنطن في وقتٍ يشهد فيه التحالف الدفاعي الثلاثي AUKUS مراجعة دقيقة من قبل الإدارة الأميركية الجديدة، ما يجعل اللقاء محوريًا لمستقبل التعاون الدفاعي بين البلدين. كما من المتوقع أن تتناول المباحثات قضايا استراتيجية تتعلق بالمعادن الحيوية والاستثمار العسكري.
قال دونالد ترامب إن تقدم صفقة الغواصات بقيمة 368 مليار دولار ضمن شراكة أوكوس كان بطيئًا خلال إدارة بايدن، لكنه أكد أن الأمور "تسير الآن بشكل جيد جدًا" بفضل جهود إدارته وتعاون الحكومة الأسترالية.
تخضع اتفاقية أوكوس لمراجعة إدارة ترامب ضمن أجندة "أمريكا أولاً"، حيث يربط ترامب الدعم الأمريكي بمكاسب اقتصادية وعسكرية واضحة، ما يضع ألبانيزي في موقف معقد بين الحفاظ على التحالف وتقديم تنازلات.
يواجه ألبانيزي تحديًا في موازنة هذه الملفات، وسط مخاوف من تأثير المراجعات الأمريكية على الاتفاقية الأمنية والتعاون الدفاعي، خصوصًا مع توقيع اتفاقية إطارية بقيمة 8.5 مليار دولار تهدف إلى تقليل الاعتماد على الصين في المعادن الأساسية. الجدير بالذكر أن اللحظة المحرجة الوحيدة في اللقاء كانت تتعلق بتعليقات سابقة لمسؤول أسترالي عن ترامب، مما يعكس حساسية العلاقة بين الطرفين في ظل التحديات السياسية والدبلوماسية الراهنة.
هذا وتركّز الاتفاقية الأمنية الثلاثية التي تجمع استراليا والمملكة المتحد مع الولايات المتحدة الاميريكية، على تزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية ومشاركة تكنولوجيات دفاعية متقدمة.
هذا التدقيق أثار قلقًا في كانبرا ولندن من احتمال تأخيرات أو تغييرات في الأولويات، خاصة أن ترامب يُفضّل عادةً الاتفاقات الثنائية على الترتيبات المتعددة الأطراف، ويربط الالتزامات الاستراتيجية بعوائد اقتصادية مباشرة للولايات المتحد
ووقّع أنتوني ألبانيزي ودونالد ترامب اتفاقية إطارية بقيمة 8.5 مليار دولار، تُحوّل إمدادات المعادن الأساسية والأتربة النادرة بعيدًا عن الصين، مع تعزيز الصناعات التجارية والدفاعية في أستراليا والولايات المتحدة.
هذا واعتذر سفير أستراليا في واشنطن للرئيس الأمريكي بعد أن سُئل: "هل قلتَ كلامًا سيئًا؟" بعد خمس سنوات من نشر كيفن رود تعليقات مهينة عن دونالد ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي، لتسجّل اللحظة المحرجة الوحيدة في لقاء ألبانيزي الذي طال انتظاره مع دونالد ترامب في البيت الأبيض عندما سأله أحد الصحفيين عن التعليقات.
بعد مغادرة ترامب منصبه عام ٢٠٢٠، نشر الدكتور رود على وسائل التواصل الاجتماعي أنه كان "الرئيس الأكثر تدميرًا" في تاريخ الولايات المتحدة و"خائنًا للغرب" خلال ولايته الأولى ليعود ويحذف المنشور بعد انتخاب ترامب عام ٢٠٢٤، "احترامًا" لمنصب الرئيس.
هل هل سينجح ألبانيزي في بناء علاقة شخصية متينة مع ترامب سيد البيت الأبيض، الشخصية الجدلية؟
استمعوا الى عينة من آراء الجالية العربية حول هذا الطرح، في حوار غني وملهم في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.وعلى القناة 304 التلفزيونية.