من حُلم المَهجر إلى فخ السوق: علاء الدين حليم يكشف لعبة العقارات في وجه المهاجر الجديد

Alaa Al Deen Haleem 2.JPG

علاء الدين حليم

علاء الدين حليم، مهاجر شق طريقه ليصبح مستشارًا عقاريًا، فما هي قصة اكتشافه لأزمة سوق العقارات الأسترالي، ليرفع الصوت محذرًا المهاجرين الجدد من خطورة بيع "أحلامهم من أجل عمولة".


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.

في حديثه مع إذاعة أس بي أس عربي قال علاء الدين حليم إنه ولد لوالدين من بلدين تاريخهما مشترك؛ فوالده سوري ووالدته لبنانية. ومن دمشق إلى بيروت، تفتّحت عيناه على واقع متشابك، زرع فيه قناعة مبكرة أن "الحدود خيال سياسي"، وأن ما يجمع البشر أعمق بكثير مما يفرّقهم.

بعد تخرجه من الجامعة الأمريكية في بيروت، عمل في جنوب أفريقيا، وتنقل منها إلى دول عربية وعالمية عدة. وفي عام 2011، كانت الولايات المتحدة هي الحلم، لكن عرضًا مؤقتًا من شركة تقنية في مدينة بريزبان بدّل خارطة طريقه نحو المستقبل. إذ لم تكن الإقامة الدائمة في أستراليا في ذهن علاء الدين، لذلك قرر البقاء فيها للتجربة فقط. لكن تلك "الصدفة"، كما يسميها، كشفت له نفسه.
من وظيفة دائمة في الاتصالات إلى مفاتيح العقارات

مهندس اتصالات، لم يلبث أن أدرك أن الشغف لا يقاس بسنوات الدراسة، بل بالتجربة والملاحظة، والتحليل، والتفكير الاستراتيجي؛ إذ كلها عناصر دفعته لترك الوظيفة ليتجه نحو العمل الحر المستقل. لكنه لم يختر البورصة ولا البنوك، بل اختار أكثر القطاعات إثارة للجدل: العقارات.

فأسس شركة ABS Advisory، بفلسفة تنقض المألوف: لا بيع بهدف الربح فقط، بل استشارات تهدف إلى الحماية والتوعية، خاصةً للمهاجرين الجدد الذين غالبًا ما يُباع لهم "حلم الاستقرار" مغلفًا بالبريق، لكنه مليء بالثغرات.
Alaa A Deen Haleem cover.JPG
لعبة العقارات: "من يدفع العمولة؟"

في سوق يهيمن عليه منطق العمولات، وغالبًا ما تُغيّب فيه الحماية القانونية الكافية، يبرز علاء الدين كصوت مختلف. "المشكلة ليست فقط في قلة المعلومات، بل في طريقة عرضها" كما يقول؛ فالكثير من المهاجرين لا يدركون أن "الاستشارة المجانية" تأتي بثمن، والثمن يُدفع عبر غياب الحياد، وفي ظل ثغرات تشريعية تحتاج لقوانين ناظمة تحمي المشتري والبائع في الوقت ذاته.

وينصح المهاجرين الجدد "لا تكن زبونًا، بل كن شريكًا في القرار".

وعبر عمله، يدعو علاء الدين إلى بناء وعي تحليلي نقدي، ليس فقط في التعامل مع الاستثمارات، بل في كل قرار مالي. ويطلب من كل شخص سيبيع أو يشتري عقارًا بقوله:
اطرح الأسئلة. من يدفع؟ من المستفيد؟ وهل لديّ الوقت الكافي لأفهم ما أُقدِم عليه؟". فهذه ليست تفاصيل تقنية، بل هي ما يفصل بين نجاحٍ حقيقي وخيبة باهظة.
أستراليا… فرصة لا تُمنح، بل تُصنع

رغم صراحته في توصيف الثغرات، يظل علاء الدين مؤمنًا بأن أستراليا هي من أكثر البلدان التي تُعطي فرصة لمن يريد أن يصنع مستقبله. لكنه يشدد على أن الفرصة لا تُمنح تلقائيًا، بل تُصنع بالإصرار والمعرفة والانفتاح على التجربة، حتى وإن جاءت صغيرة أو جانبية.

ما بعد الوظيفة… نحو الحلم الشخصي

في زمن تتغير فيه مفاهيم العمل والنجاح، يدعو علاء الدين إلى كسر النمط التقليدي للوظيفة، والبحث عن هامش للحرية والابتكار. لا يرى الريادة مجرّد مشروع تجاري، بل وسيلة لاكتشاف الذات، وإعادة تعريف النجاح من منظور شخصي لا جماعي.
رغم كل ما أنجزه، يبقى علاء الدين متصالحًا مع البساطة. ويقول: "إذا لم نكن قادرين على مساعدة أحد ما، فلنحرص على ألا نكون سببًا في تعثره".

علاء الدين حليم ليس شابًا نجح في الاندماج، بل هو رجل كشف مكامن الخلل، وصاغ رؤية بديلة. وما بين دمشق وبيروت وسيدني، كتب فصول قصة تُروى لتُنير الطريق

 استمعوا لتفاصيل رحلة المهندس علاء الدين حليم، بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطواعلى الرابط التالي.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك و انستغرام.

اشتركوا في قناة SBS Arabic على YouTube لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand