في حديثه مع إذاعة أس بي أس عربي، قال الدكتور رامي البطاينة، أخصائي القدم السكري في ولاية فيكتوريا الأسترالية، إن "الغرغرينا" هي حالة طبية خطيرة تحدث نتيجة موت الأنسجة، وغالبًا ما تكون ناتجة عن نقص التروية الدموية بسبب تلف الأعصاب أو انسداد الأوعية الدموية، خاصةً لدى مرضى السكري. وتبدأ عادةً بتقرحات جلدية سطحية، لكنها قد تتفاقم لتصل إلى العظام والعضلات، ما يستدعي تدخلاً جراحيًا سريعًا قد يصل إلى البتر للحفاظ على حياة المريض.
الأعراض المبكرة التي لا يجب تجاهلها
بحسب الدكتور البطاينة، فإن من أبرز أعراض "الغرغرينا":
- رائحة كريهة ومستمرة في منطقة القدم أو الأصابع.
- تقرحات لا تلتئم خلال أكثر من أربعة أسابيع.
- تقرحات عميقة قد تصل إلى العظم.
- تغير لون الجلد، وانتفاخه أو تصلبه.
- ألم أو فقدان للإحساس في القدم.
وأوضح الدكتور رامي البطاينة ، أن "الغرغرينا" ليست نوعًا واحدًا، بل تنقسم إلى:
- الغرغرينا الجافة: تحدث نتيجة نقص التروية فقط دون عدوى.
- الغرغرينا الرطبة: تنتج عن عدوى بكتيرية تصيب الأنسجة المتضررة.
- الغرغرينا الغازية: أخطر الأنواع، تنتج عن عدوى بكتيريا لاهوائية وتنتشر بسرعة كبيرة.
وعادةً ما تبدأ الغرغرينا في أطراف القدم، وخصوصًا الأصابع. وإذا لم تتم ملاحظة الأعراض ومعالجتها في وقت مبكر، فقد تمتد إلى منتصف القدم أو ما تحت الركبة. وغالبًا ما يكون الإهمال في فحص القدمين يوميًا هو السبب الرئيسي في تطور الحالة.
طبيب العناية بالقدم من السكري رامي البطاينة
ورغم أن الغرغرينا قد تصيب أي مريض سكري، إلا أن النوع الثاني (Type 2) من السكري هو الأكثر ارتباطًا بها. فقد رُصدت حالات لأشخاص في العشرينات من عمرهم خضعوا لعمليات بتر نتيجة إهمال بسيط في رعاية أقدامهم.
كما لفت الدكتور البطاينة إلى أن بعض المرضى قد يشتكون من برودة شديدة أو سخونة مفرطة في أقدامهم، وهي حالات ترتبط باعتلال الأعصاب السكري، وقد تكون مؤشرًا مبكرًا لمشاكل أكبر مثل الغرغرينا.
وحذر الدكتور البطاينة، من أن الغرغرينا ليست مجرد حالة صحية عارضة، بل قد تكون بوابة إلى فقدان الأطراف وحتى الحياة، والوقاية منها تبدأ بخطوات بسيطة يومية، أهمها الفحص الدقيق للقدمين، والمتابعة الطبية المنتظمة، وتنظيم معدل السكر في الدم بالتعاون مع الأخصائيين بقوله لمريض السكري: "احرص على قدميك، فالحفاظ عليهما يبدأ من رعايتك لهما كل يوم".
استمعوا لتفاصيل أكثر عن الغرغرينا وطرق الوقاية منها مع الدكتور رامي البطاينة، بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.
