للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي. نشير الى أن هذا اللقاء يقدم معلومات عامة فقط لمزيد من التفاصيل عن حالات خاصة عليكم استشارة طبيبكم الخاص
في زمن أصبح فيه “الجسم المثالي” هاجسًا واسع الانتشار، تصدرت أدوية خفض الوزن—مثل Ozempic و Saxenda و Wegovy—المشهد الطبي والإعلامي بوصفها حلولًا سريعة للسمنة. هذه الأدوية، المصممة أساسًا لمرضى السكري، باتت تستخدم بكثرة لأهداف جمالية، ما دفع إلى إصدار تحذيرات من جهات تنظيمية محلية ودولية بشأن آثارها الصحية والنفسية المحتملة.
في هذا المقال نعرض أبرز ما جاء في حوار مع الدكتور أنيس إيراني، اختصاصي الغدد الصماء والسكري والبدانة، حول كيفية عمل هذه الأدوية، فوائدها، ومخاطرها، وأيضًا المعايير التي تجعل استخدامها غير مناسب لبعض المرضى.
كيف تعمل أدوية خفض الوزن من فئة GLP-1؟
بعد تناول أي وجبة، يفرز الجسم مادة تُسمى GLP-1 من الأمعاء. وترسل هذه المادة رسائل إلى الدماغ لإعلامه بالشبع، كما تُبطئ إفراغ المعدة، وتُنظم إفراز الإنسولين من البنكرياس، وتُقلّل إنتاج السكر من الكبد، وتساهم في تحفيز الخلايا الدهنية على التفكك.
تعتمد أدوية مثل Ozempic و Wegovy على محاكاة هذه المادة، ما يؤدي إلى:
- انخفاض الشهية
- الإحساس بالشبع لفترات أطول
- تحسّن تنظيم السكر في الدم
- خسارة وزن سريعة لدى بعض المستخدمين
ولهذا اكتسبت هذه الأدوية أهمية خاصة لدى مرضى السكري من النوع الثاني، إذ تجمع بين تنظيم السكر وتقليل محيط الخصر—وهو عامل أساسي للوقاية من مضاعفات القلب والدماغ.
هل يمكن أن تسبب هذه الأدوية مشكلات هضمية خطيرة؟
نعم، يؤكد الدكتور أنيس أن الاستخدام غير المنظم أو الطويل لهذه الأدوية يمكن أن يسبب:
أعراضًا شائعة:
- الغثيان
- القيء
- الإمساك أو الإسهال
لكن الخطر الأكبر هو:
- فقدان الكتلة العضلية بدلًا من الدهنية
- بطء شديد في حركة المعدة لدى من لديهم مشكلات هضمية مسبقة
ولهذا يشدد على أن العلاج يجب أن يكون جزءًا من برنامج متكامل يشمل:
- تنظيم الغذاء
- ممارسة الرياضة، خصوصًا تمارين المقاومة
- الالتزام بخطة علاجية شاملة
- استخدام الدواء تحت إشراف طبي
بدون هذه العناصر، قد يصبح المريض معتمدًا على الدواء مدى الحياة، مع فقدان العضلات بدل الدهون.
التحذيرات النفسية: هل تسبب هذه الأدوية أفكارًا انتحارية؟
أُثيرت ضجة عالمية بعد تلقي جهات المراقبة الدوائية في أوروبا وأستراليا عشرات التقارير تشير إلى:
- تغيرات في المزاج
- اكتئاب
- أفكار انتحارية لدى بعض مستخدمي هذه الأدوية
الهيئة الأسترالية للدليل والدواء، مثلًا، أشارت إلى 72 تقريرًا من أصل 800 ألف مستخدم—وهو عدد صغير لكنه كافٍ لإثارة القلق وفرض وضع تحذيرات على عبوات الدواء.
الدكتور أنيس يؤكد أن البيانات الحالية لا تثبت وجود علاقة سببية أكيدة بين الدواء وهذه الأعراض النفسية، لكنها تشير إلى ضرورة الحذر الشديد خصوصًا لدى:
- من لديهم تاريخ من الاكتئاب
- من يعانون أفكارًا انتحارية
- من يتناولون أدوية نفسية
متى يُمنع استخدام هذه الأدوية؟
بحسب الدكتور أنيس، يُمنع استخدام أدوية GLP-1 في الحالات التالية:
- وجود إمساك مزمن أو مشكلات هضمية شديدة
- تاريخ مرضي نفسي مع اكتئاب أو أفكار انتحارية
- خمول غير معالج في الغدة الدرقية
- مشكلات معوية مرتبطة ببطء تفريغ المعدة
ويجب دائمًا إجراء فحص شامل قبل البدء في العلاج لضمان الأمان.
هل يمكن أن تُحظر هذه الأدوية مستقبلًا؟
رغم التحذيرات، يرى الدكتور أنيس أن هذه الأدوية من أفضل العلاجات المتاحة للبدانة والسكري إذا استُخدمت بالطريقة الصحيحة وتحت إشراف طبي كامل. الاحتمال الأكبر ليس الحظر، بل زيادة القيود والتنظيم وإضافة التحذيرات اللازمة على العبوات.
أدوية خفض الوزن الحديثة فعالة، لكنها ليست حلولًا سحرية. نجاحها وأمانها يعتمدان على:
- الاستخدام الطبي الصحيح
- المتابعة المنتظمة
- دمجها مع نمط حياة صحي
تنويه: هذه المعلومات من باب الاسترشاد. في حال الرغبة بالاستشارة الشخصية، يرجى التوجه لأقرب متخصص في منطقتك.
للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.