للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي. نشير الى أن هذا اللقاء يقدم معلومات عامة فقط لمزيد من التفاصيل عن حالات خاصة عليكم استشارة طبيبكم الخاص
في حلقة جديدة من بودكاست تحت المجهر، تناول البرنامج إحدى أكثر القضايا حساسيةً وانتشارًا بين الأزواج الباحثين عن فرصة للإنجاب، وهي العلاجات الجديدة التي بدأت تقتحم عالم الخصوبة، ومنها البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP)، الإجراء القادم من عالم الطب الرياضي إلى عيادات علاج العقم.
يستضيف البودكاست الدكتور حيدر النجار، المتخصص في طب الإنجاب والخصوبة، لشرح حقيقة هذا العلاج، آليته، فعاليته، وحدود استخدامه، بعيدًا عن التهويل والمبالغات التي تُحمّل الأزواج آمالًا أكبر مما يحتمل الواقع العلمي.
Dr Haider Najjar: Gynaecologist Fertility Specialist
ما هو علاج الـ PRP؟
يشرح الدكتور النجار أن الـPRP هو ببساطة بلازما الدم الغنية بالصفائح الدموية، ويتم استخلاصها من دم المريضة نفسها عبر جهاز خاص يفصل مكونات الدم ويُبقي على الجزء الذي يحتوي على أعلى تركيز من الصفائح.
عُرف هذا الإجراء لسنوات في علاج الإصابات الرياضية بفضل ما يحتويه من عوامل نمو (Growth Factors) تساعد في تسريع الشفاء. ومع انتقاله إلى الطب التناسلي، بدأ يُستخدم في تحفيز المبايض خصوصًا لدى النساء اللواتي يعانين من ضعف مخزون البويضات.
PRP أم أطفال الأنابيب؟ ما العلاقة بينهما؟
يشدد الدكتور النجار على أن الـPRP ليس بديلاً عن أطفال الأنابيب (IVF)، بل هو إجراء مساعد يُستخدم غالبًا قبل بدء دورة التلقيح للمريضات اللواتي:
- يعانين من عدد قليل جدًا من البويضات
- لديهن بطانة رحم مهاجرة (Endometriosis)
- أو يتعرضن لفشل متكرر في تنشيط المبايض خلال محاولات الـIVF
الهدف من الـPRP هو زيادة عدد البويضات الناضجة التي يمكن الحصول عليها خلال دورة العلاج، وبالتالي رفع فرصة تكوين أجنة جيدة النوعية.
لكن المدهش كما يوضح د. النجار—هو أن بعض المريضات اللواتي خضعن للعلاج لاحظن حدوث حمل طبيعي بعده، حتى دون اللجوء إلى أطفال الأنابيب، وهو ما اعتبره الفريق الطبي مؤشرًا مشجعًا ظهر خلال العامين الأخيرين.
قصة سيدة أسترالية… بين بطانة مهاجرة وحمل كان مستبعدًا
يروي الدكتور النجار قصة إحدى المريضات التي تناولت وسائل الإعلام تجربتها، وكانت تعاني من بطانة رحم مهاجرة شديدة أثّرت بشكل كبير في خصوبتها. خضعت المريضة لعملية منظار لعلاج المشكلة، تزامنت مع تطبيق الـPRP في المبيضين، لتنتهي الرحلة بحدوث حمل طبيعي أثار اهتمام الجمهور والوسائل الإعلامية.
لكن النجار يحذّر من تعميم هذه النتيجة، مؤكدًا أن الحالة الفردية لا تكفي لإصدار أحكام، وأن العلاج مفيد لشريحة معينة من المريضات فقط وليس للجميع.
هل الـPRP علاج آمن؟
يوضح الدكتور النجار أن الإجراء آمن للغاية، ومخاطره مشابهة لتلك التي ترافق سحب البويضات في الـIVF، بل وربما أقل، إذ إن العملية تعتمد على:
- سحب كمية بسيطة من دم المريضة
- استخلاص البلازما الغنية بالصفائح
- حقنها في المبيض تحت التوجيه بالموجات فوق الصوتية
وقد تُجرى العملية مع منظار البطن في حال كانت هناك حاجة لعلاج مشاكل إضافية كالبطانة المهاجرة.
من هي المريضة المناسبة للـPRP؟
العلاج ليس مناسبًا للجميع، بل يُنصح به للحالات التالية:
- النساء اللواتي لديهن مخزون بويضات منخفض (بحسب فحص AMH)
- المصابات بـ بطانة الرحم المهاجرة
- من فشلن مرارًا في الحصول على عدد كافٍ من البويضات خلال محاولات IVF
أما النساء فوق سن 45–46 عامًا، فيؤكد الدكتور النجار أن احتمالات النجاح تصبح ضعيفة جدًا، وبالتالي لا يُنصح لهن بالعلاج.
ختامًا… بين العلم والأمل
رغم أن الـPRP يقدم نافذة أمل لبعض النساء، يؤكد الدكتور النجار أن الطب الصحيح يبدأ بمعرفة السبب الحقيقي للمشكلة وليس بالانتقال مباشرة إلى أطفال الأنابيب أو أي إجراء آخر. فكل حالة تختلف عن الأخرى، والعلاج الأفضل هو ما يناسب طبيعة المشكلة، بعد تشخيص دقيق وشامل.
للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.