في عالم يتسارع فيه تطوّر التكنولوجيا، لم تعد التهديدات السيبرانية محصورة بالمؤسسات أو الحكومات، بل باتت تطال الأفراد العاديين أكثر من أي وقت مضى ما تسبب بخسائر بملايين الدولارات هذا العام في أستراليا.
ويُخصّص شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل عام للتوعية بالأمن السيبراني، بهدف تعزيز الثقافة الرقمية ومساعدة الناس على حماية أنفسهم في الفضاء الإلكتروني.
ومن جانبه، أشار خبير الأمن السيبراني زياد الغمراوي، إلى أن "أكبر تهديد يواجه المستخدمين الأفراد اليوم هو الهندسة الاجتماعية، حيث يتم خداع المستخدم للكشف عن معلوماته الحساسة دون أن يشعر"، موضحًا أن كثيرًا من الهجمات لا تعتمد على اختراقات تقنية، بل على استغلال الثقة أو الجهل البشري.
ومن الممارسات الأساسية التي ينصح بها الغمراوي: تحديث البرامج بشكل دوري، وهي خطوة كثيرًا ما يُستهان بها: "الكثيرون يعتقدون أن تحديث البرامج مجرد إجراء إضافي، لكن الواقع هو أن كل تحديث يحمل معه ترقيعات أمنية تسد ثغرات تم اكتشافها، وبالتالي فهي ضرورة وليس خيارًا".
وعند الحديث عن كلمات المرور، يلفت الغمراوي النظر إلى الفرق الجوهري بين كلمة المرور التقليدية و"عبارة المرور (Passphrase.
شرح الغمراوي المزيد قائلاً: "عبارة المرور أطول وتتكون من مجموعة كلمات يمكن تذكّرها بسهولة، لكنها أصعب على برامج التخمين الآلي، وهذا يجعلها أكثر أمانًا من كلمة المرور القصيرة والمعقدة".
كذلك شدد على أهمية تفعيل المصادقة متعددة العوامل (Multi-Factor Authentication)، لكنه حذر من الاعتقاد بأنها كافية لوحدها، قائلاً: "المصادقة متعددة العوامل تقلّل من خطر الاختراق، لكنها لا تلغيه تمامًا. من الضروري أيضًا تأمين البريد الإلكتروني المرتبط بالحسابات واستخدام تطبيقات توليد الرموز بدلًا من الرسائل النصية، لأنها أكثر أمانًا".
في النهاية، لا بد من الإشارة إلى أن الأمن السيبراني ليس مسؤولية الشركات فقط، بل هو مسؤولية كل فرد يستخدم جهازًا متصلًا بالإنترنت. خطوات بسيطة مثل تحديث النظام، استخدام عبارة مرور قوية، وتفعيل المصادقة متعددة العوامل، يمكن أن تشكّل خط الدفاع الأول ضد الهجمات السيبرانية.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد وعلى SBS On Demand.