مع دخول عام 2022 دخلت جائحة فيروس كورونا عامها الثالث، وبدأ معه الباحثون بفهم كيفية تأثير العزلة الاجتماعية المطولة على عقول وأجساد الأطفال النامية، فهما أفضل.
طبيب الأطفال المتخصص في أمراض النمو العصبي في مستشفى هاسبرو للأطفال في في الولايات المتحدة، البروفيسور Viren D'Sa كان قد بدأ بإجراء دراسة في جامعة براون الامريكية على مجموعة من 290 طفلاً من عمر سنة واحدة تقريبًا على مدى عدة سنوات قبل انتشار جائحة كوفيد 19.
وأشار إلى انخفاض كبير في الأداء المعرفي اللفظي والحركي والإدراكي العام - والذي كان أكثر وضوحًا لدى الذكور والأطفال من العائلات ذات المستوى الاجتماعي والاقتصادي المنخفض بعد الجائحة.
وفقًا لمنظمة اليونيسف للأطفال، فمن المتوقع أن تكون آثار الوباء "أكثر ضررًا على الأطفال في البلدان الأكثر فقرا ، والمناطق الأكثر فقرا ، وعلى أولئك الذين يعيشون في أوضاع تعاني من الحرمان والضعف أصلا".
يقول البروفيسور المساعد ديسا إن العديد من الأطفال وجدوا أن كل شيء قد تغير من حولهم أثناء الوباء بشكل غير متوقع بما في ذلك الناس والروتين .
وفي مستشفى سيدني للأطفال في أستراليا ، لاحظ عالم النفس الإكلينيكي Adam Guastella أيضًا اتجاهات مماثلة ناتجة عن العزلة الاجتماعية الطويلة.
في العام المنتهي في يوليو 2020 ، ارتفعت زيارات قسم الطوارئ في نيو ساوث ويلز لحالات إيذاء النفس والتفكير في الانتحار بنسبة 31 في المائة لمن تقل أعمارهم عن 18 عامًا ، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.
يقول البروفيسور Guastella إن ارتفاع زيارات قسم الطوارئ لأزمات الصحة العقلية للأطفال أمر مقلق.
مع وجود قوائم انتظار مدتها ستة أشهر لمقابلة المتخصصين في الصحة العقلية ، يقول البروفيسور Guastella إن أقسام الطوارئ أصبحت المقصد الأول لأنه لا يوجد مكان آخر عند الحاجة للدعم النفسي.
ومع عودة الأطفال إلى المدرسة، أظهرت الأبحاث مدى صعوبة تعلم الطلاب عن بُعد.
فلقد كشفت دراسة استقصائية ربع سنوية أجراها مستشفى الأطفال الملكي في ملبورن أن الأطفال الذين يتحدرون من عائلات فقيرة وغير مستقرة، كانوا الأكثر عرضة للخطر.
الدراسة شملت 2000 أسرة أسترالية لديها أطفال ونظرت في مسائل التعلم عن بعد والصحة العقلية والبدنية.
الدكتورة أنثيا رود، هي طبيبة أطفال في مستشفى الأطفال الملكي في ملبورن ، ومديرة الاستطلاع الوطني لصحة الطفل في المستشفى، وتقول إن تأثير الوباء كان واضحا في قدرة الأطفال على التعلم، ونمو مهاراتهم الاجتماعية، كما ولوحظ ازدياد في شعورهم بالقلق.
ودعا غوستيلا وهو أيضًا أستاذ في مركز الدماغ والعقل بجامعة سيدني إن من الضروري إدارة مخاطر الوباء بطريقة تسمح للأطفال بالذهاب إلى المدرسة .
وحث البروفسور غوستيلا واضعي السياسات في حكومات الولايات والحكومة الفيدرالية على العمل معًا لضمان تحسين الوصول إلى علماء النفس للأطفال والآباء والمعلمين - بالإضافة إلى دعمهم لضمان وجود أعداد كافية من الموظفين في قطاع الصحة العقلية ؛ لا سيما مع عودة الأطفال الى المدارس بدوام كامل.
وتقول الدكتورة رود إنه وبينما كان هناك اهتمام متزايد وتمويل للصحة العقلية للأطفال على مدى الأشهر الستة الماضية في ولايات مختلفة ، فإن هناك مجال للتحسين.
استمعوا إلى التقرير الصوتي في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.
Listeners seeking support can contact Lifeline crisis support on 13 11 14
Suicide Call Back Service on 1300 659 467 or Kids Helpline on 1800 55 1800