عادت المخاوف من اندلاع موجة ثانية من وباء كوفيد-19 تساور الأستراليين، بعد الارتفاع المقلق في عدد الإصابات في فكتوريا، حيث سجلت الولاية أكثر من 100 حالة الأسبوع الماضي. هذه الأرقام دفعت بحكومة الولاية إعادة العمل بالقيود حيث لم يعد بإمكان سوى خمسة أشخاص التجمع داخل المنازل فضلاً عن تحديد العدد المسموح للمطاعم باستقباله بعشرين شخص.
النقاط الرئيسية
- ارتفاع عدد الإصابات في ولاية فكتوريا تسبب بنوع من القلق في الشارع الأسترالي
- المستشارة النفسية هند صعب نصحت أبناء الجالية العربية بالتزام التباعد الاجتماعي
- منظمة الصحة العالمية حذرت من الآثار الاقتصادية والاجتماعية طويلة الأمد لوباء كوفيد-19
وطمأن رئيس الوزراء سكوت موريسون الأستراليين، بقوله إن الوضع الوبائي في فكتوريا تحت السيطرة، وأن المجلس الوزراء الوطني الذي يضم رؤساء حكومات الولايات والمقاطعات على اطلاع بما يحدث ومن الممكن تحديد البؤر وحصرها دون أن يؤثر ذلك على تخفيف القيود في باقي الولايات.
وقالت المستشارة النفسية هند صعب في حديث لأس بي أس عربي24 إن الأخبار السلبية عن عودة الوباء تثير القلق وتؤثر سلباً على الوضع النفسي، ولكنها لفتت النظر إلى ضرورة التعامل بايجابية مع المعطيات الجديدة.
وبما أن ما يحدث خارج عن إرادتنا كأفراد، نصحت المستشارة النفسية التي تعمل عن قرب مع الجالية العربية منذ ما يزيد عن 20 عاماً، بضرورة الاعتراف بمحدودية تأثيرنا على مسار الأمور: "على الناس أن يعلموا أنه هنالك أشياء عليهم تقبلها كما هي. علينا أن نتذكر أيضاً أنه أشخاص يعملون على مدار الساعة لإيجاد لقاح يخفف من وطأة الوضع الذي نعيشه."
خلق حالة من الرعب يتسبب بحالة من عدم الاستقرار النفسي ولن يساعدنا في تجاوز المشكلة

Source: AAP
وعوضاً عن اللقاءات الشخصية، نصحت صعب بالاطمئنان على أفراد العائلة والأصدقاء عبر الهاتف والوسائل التكنولوجية الحديثة. ونبهت إلى خطورة وقوع الأفراد في حالة من نكران الواقع بحيث يكونون على قناعة كاذبة بأنهم محصنون ضد الإصابة بالفيروس ولكننا جميعاً كما قالت "في نفس المركب وفي نفس الوضع. كلنا بشر وكلنا نتأثر."
ومن النصائح التي قدمتها لأفراد الجالية للمساعدة في الحفاظ على الوضع الوبائي تحت السيطرة، أولاً الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي ونظافة اليدين والتخفيف من الاختلاط قدر الإمكان. وعلى الصعيد النفسي من الضروري أيضاً عدم المبالغة بالتفكير في السيناريوهات المستقبلية.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة الفدرالية ضخت تمويلاً إضافياً لخدمات الدعم النفسي وفق ما ذكرت المستشارة النفسية وذلك بسبب تفاقم الحالات النفسية بشكل كبير: "الناس الذين مروا بظروف صعبة في الماضي، تعرضوا لانتكاسات بسبب ما يحدث حالياً. الوحدة والقلق والعزلة عوامل تسبب في تأزم الوضع النفسي لكثيرين."
وخارج أستراليا، تسابق دول كبرى كالصين وألمانيا واليابان الزمن لكبح جماع موجة جديدة من وباء كوفيد-19، وعادت القيود إلى كثير من المدن وفق مبدأ "حصر البؤر" للحيلولة دون تشكل بؤر جديدة للمرض.
وخلفت جائحة كورونا أكثر من 460 ألف وفاة حول العالم وتجاوزت حصيلة الإصابات حاجز تسعة ملايين إصابة. وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس إن الفيروس لا يزال متسارعاً وإن آثاره الاقتصادية والاجتماعية ستستمر لعشرات السنوات.
استمعوا إلى المقابلة مع المستشارة النفسية هند صعب في التدوين الصوتي.




