انهالت الانتقادات على لاعب التنس الأسترالي نيك كيريوس، بسبب ما صدر عنه خلال مباراته أمام الروسي كاران خاتشانوف من تصرفات غاضبة وخارجة عن السيطرة. وقام كيريوس خلال المبارة برمى زجاجة على الحكم وكسر مضربين قبل أن يغادر الملعب.
وغرّمت رابطة لاعبي التنس المحترفين اللاعب الأسترالي 113 ألف دولار أمريكي بسبب تصرفاته والإساءات اللفظية التي وجهها للحكم في واحدة من أعلى الغرامات في تاريخ اللعبة.
هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها كيريوس البالغ من العمر 24 عاماً الجدل إذ أنه اعتاد الدخول في شجارات وصدامات خلال مبارياته ببطولات التنس المختلفة.
غير أن الأمر يطرح أسئلة حول قدرة الشخص على التحكم بتصرفاته والسيطرة على غضبه خصوصاً إذا كان شخصية معروفة يراقب تصرفاتها ملايين المتابعين.

Nick Kyrgios, of Australia, stands on the court during a match against Norbert Gombos, of Slovakia, in the Citi Open tennis tournament Source: AP Photo/Nick Wass
المرشدة الاجتماعية هاديا بعاصيري قالت إن نوبات الغضب تنبع من عدم قدرة الشخص على السيطرة على سلوكه، أو من عدم معرفته للطريقة المثلى للتعبير عن الرأي أو المشاعر. وأضافت بعاصيري "الغضب في معظم الأحيان يأتي من الأفكار التي تتوارد إلى رأسنا. وفي حالة اللاعبين الرياضيين يكون سببه الأساسي شدة القلق، ووجود هدف وحيد أمام اللاعب هو الربح، إضافة إلى كثرة النقد الذاتي والخوف من الشعور بالفشل".
وأعطت المرشدة الإجتماعية مثالاً على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والذين يشعرون بالغضب عندما لا يعرفون كيفية التعبير عن مشاعرهم أو عندما يشعرون بألم ما ولا يجدون طريقة للتعبير عن هذا الألم. لكنها أكدت أن "السلوك السيئ ليس له أي مبرّر إذ يتعين على الإنسان في جميع الأحوال أن يتعلّم كيفية السيطرة على تصرفاته".
وبحسب بعاصيري، يمرّ المراهقون أيضاً بموجات غضب قوية لأنهم يميلون إلى انتقاد أنفسهم كثيراً ويسعون إلى الكمال، كما يحاولون تجنب الخطأ، فيصبحوا ضحية القلق الذي قد يؤدي أيضاً إلى الاكتئاب مما يؤدي إلى ردات فعل عنيفة وغاضبة من المراهقين.

Anger in itself is not the problem. The problem lies in how we manage and express it Source: Gizmodo
غير أن هناك طرقا عدة قد تساعد أي شخص على التحكم في غضبه، رغم أنها تحتاج وقتا لتعطي نتائج فعّالة. من هذه الطرق، القيام بتمارين متنوعة مثل تمارين التنفس والتأمل، إلا أن أهم شئ هو التمرين اليومي على محاولة تغيير طريقة التفكير السلبية واستبدالها بأخرى إيجابية. وقالت هاديا بعاصيري: "لنفترض أنني سمعت كلاماً من شخص معيّن لم يعجبني، بدل أن افترض أن نيّة هذا الشخص هي تحطيمي نفسياً، يمكن أن أفكر أن المقصود من كلامه حمايتي مثلا، الأمر الذي قد يجنّبني القيام بردّة فعل عنيفة." وأضافت "عندما يفكر الإنسان بطريقة إيجابية يمكنه تغيير طريقة شعوره، ما يؤدي إلى تغيير السلوك نفسه".
ونصحت بعاصيري بالهدوء عند التعامل مع أناس يمرون بثورة غضب، ومواجهتهم بطريقة إيجابية لأن "السلبية تولّد مزيداً من السلبية." وأضافت "عندما تزيد حدّة الغضب فالأفضل الابتعاد عن الشخص الغاضب لمدة 15 دقيقة وتركه منفرداً لكي تهدأ أعصابه، قبل العودة إلى الحديث معه مجدداً بطريقة ايجابية".





