على وقع الجدل الذي أثارته وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن بحديثها عن نية فتح الباب لحوار مع المرجعيات الدينية للنظر في ملف الزواج المدني، فُتح النقاش مجدداً حول زواج الأشخاص المنتمين لأديان مختلفة وما يترافق مع ذلك من صعوبات وردود أفعال مجتمعية تدين هذا التوجه.
السيدة رجاء طبر وهي مسؤولة في دائرة الخدمات الاجتماعية الفدرالية تنتمي إلى الطائفة الشيعية ومتزوجة مدنياً من الأكاديمي الدكتور بول طبر المنتمي إلى الطائفة المارونية ولهما من الأبناء ثلاثة اختار أحدهم زواجاً مختلطاً مدنياً كذلك.
عن تجربتها، قالت رجاء في حديث لراديو SBS Arabic24: "الإنسان الذي يتخذ قرار الزواج المدني يكون نشأ عادة في ظروف اجتماعية مواتية تسمح له بذلك وأنا نشأت في كنف عائلة منفتحة نوعا ما."
ويبدو أن الانتماء إلى أحزاب يسارية في لبنان منذ أكثر من ثلاثة عقود قرب وجهات النظر بين رجاء وزوجها فهي تعتبر أن التوافق الفكري أحد أهم دعائم العلاقة الزوجية الناجحة. وعلى الرغم من التوجهات العلمانية للعائلة إلا أن رجاء وزوجها اختارا أن يرسلا أبناءهما لمدرسة كاثوليكية رغبة منهم في تعزيز التواصل مع الوطن الأم عبر تعلم اللغة العربية.
وعادة ما يُعقد الزواج المدني في المحكمة بين اتباع ديانتين مختلفتين ويرتكز أساسا إلى إلغاء الفروقات الدينية والمذهبية والعرقية بين طرفي الزواج.
وفي الوقت الذي يحظى فيه هذا النوع من الزواج بالمشروعية في العديد من الدول المتطورة مثل استراليا، فإنه يلقى ممانعة في معظم دول العالم العربي وتراه الديانات الثلاث تراه مخالفا للشريعة.
ويختلف الأمر من دولة عربية لأخرى فيما يتعلق بالزواج المدني، إلا أن تونس تمثل الاستثناء الوحيد في هذه الدول، حيث تعترف السلطات التونسية، بالزواج المدني وتقر فصل الدين عن القانون والأحوال الشخصية، على طريقة الدول الأوربية وتركيا أيضا.
استمعوا لقصة رجاء بصوتها عبر الضغط على الصورة أعلاه.




