هل ينجح حاجز السلامة "القبيح" في منع تكرار فاجعة أطفال أوتلاندز؟

oatlands crash

The newly installed guardrail at the scene of the Oatlands crash (L), and images of three of the four victims. Source: SBS Arabic24

انقسام في منطقة أوتلاندز غرب سيدني بسبب حاجز حديدي تم وضعه مكان حادث أطفال أوتلاندز.


جمعت عريضة في ضاحية أوتلاندز شمال غرب سيدني قرابة عشرة آلاف توقيع للإبقاء على حاجز حديدي تم وضعه لفصل الطريق عن الرصيف في المكان الذي شهد حادثة أطفال أوتلاندز.

ووضع مجلس مدينة باراماتا المسؤول عن المنطقة الحاجز الحديدي بعد وقت قصير من مقتل أربعة أطفال من أبناء الجالية اللبنانية دهسا في حادث مروع هز المجتمع الأسترالي بأسره. الضحايا كان من بينهم ثلاثة من أسرة واحدة، هم أنتوني وانجيلينا وسيينا عبدالله، بالإضافة إلى قريبتهم فيرونيك صقر.
oatlands crash rail
الحاجز الحديدي في مكان حادثة الأطفال الأربعة في أوتلاندز Source: Supplied
وقال عضو مجلس مدينة باراماتا بيار إسبر لـ أس بي أس عربي24 "وضعنا الحاجز في هذا المكان لنمنع وقوع حادث آخر." وأضاف "صوّت المجلس بأعضائه الخمسة عشر بالإجماع على تركيب هذا الحاجز، بناء على توصية أن هذا أفضل إجراء للمدينة."

الحاجز الذي يمتد لمسافة أقل من مائة متر، تعرض لانتقادات من سكان المنطقة بسبب مظهره "القبيح". وأرسل ماثيو كامينزولي، أحد سكان المنطقة رسالة إلى المجلس يطالب بإزالة الحاجز بسبب مظهره وعدم استشارة السكان قبل تركيبه.
وقال كامينزولي في رسالة إلى المجلس نهاية شهر مارس/آذار "حاجز السلامة غير ضروري تماما في أغلب المنطقة التي يحدها، فالطريق مستقيم والحاجز قبيح ويسبب الضيق." وطالب كامينزولي الذي يشغل منصبا في حزب الأحرار في نيو ساوث ويلز بإزالة الحاجز الحديدي، عند وضع دوار في تلك النقطة في نوفمبر تشرين الثاني القادم.

لكن عضو مجلس باراماتا بيار إسبر قال إن المجلس ناقش اقتراح كامينزولي وصوت برفضه بالفعل: "المجلس قرر تركيب الحاجز، وقمنا بإنفاق أموال، ليست لنا ولكنها تعود لسكان باراماتا، فلا يمكن أن نركب الحاجز ثم نزيله ثم نركبه مرة أخرى، يجب أن يظل هناك."
oatlands rail crash
صورة أخرى للحاجز الحديدي في مكان وقوع الحادث المروع Source: Supplied
وأضاف إسبر إن المجلس سيضع الدوار في نوفمبر تشرين الثاني لكنه سيبقي على الحاجز أيضا: "صوتنا على الإبقاء على الدوار والحاجز الحديدي معا في تلك المنطقة."

الحادث الذي هز الضاحية السكنية الهادئة وقع في الأول من فبراير شباط الماضي، عندما كان الضحايا بصحبة ثلاثة أطفال آخرين من أقاربهم، عندما دهستهم سيارة يقودها رجل، قالت الشرطة إنه كان تحت تأثير المخدرات والكحول.

وقام سكان من المنطقة بتوقيع عريضة لضمان الإبقاء على الحاجز، حصلت على دعم 9722 شخصا حتى الآن. ورفض الموقعون ما قالته رسالة بشأن استشارة المجتمع والمنظر القبيح، مؤكدين أن الحاجز الحديدي ضروري لكي لا يقع حادث مشابه آخر.
وأعربت عائلات عبد الله وصقر التي ينتمي إليها الأطفال الضحايا عن رفضهم لإزالة الحاجز الحديدي: "لا يجب أن يكون هناك نقاش بشأن وضع أي إجراءات للسلامة تضمن أن كل الأطفال سيبقون آمنين."

وقالت العائلات في بيان مشترك "نحن ندعم أي مبادرة لتحسين السلامة في الطرقات وحناية مجتمعنا، خاصة الأطفال الأبرياء."

لكن جو صباغ، أحد سكان المنطقة وصديق لعائلة عبد الله، يرى أن هناك سوء تفاهم في توصيل الصورة بشأن الاعتراضات على الحاجز الحديدي. وقال صباغ لـ أس بي أس عربي24 "الموضوع فُهم بشكل خاطئ، فالكل يريد وجود حاجز من أجل أمان الناس، ولكن ليس هذا الحاجز الحديدي."
يريدون أن يتم تذكر الأولاد بشيء جميل، وليس حديد
وأضاف "نريد حاجزا مثل الموجود في قلب مدينة باراماتا، يكون لطيفا وجذابا وبسيطا، ونتذكر من خلاله الأطفال ويشعر كل من يسير حوله بالأمان."

وقال صباغ "لا أحد يرغب في تذكر الأولاد بهذا الشيء الذي وضعوه، والذي يفتقر إلى التعاطف، فهذا حاجز يكون موجود على الطرق السريعة وليس في منطقة سكنية مثل أوتلاندز."

وأكد صباغ أن تلك أيضا هي رغبة أهل الضحايا: "هم يريدون أن يتم تذكر الأولاد بشيء جميل، وليس حديد. نريد تذكر الأولاد كما كانوا في آخر لحظة بحياتهم، سعداء وذاهبين لشراء المثلجات، فأي شيء يوضع هناك يجب أن يعكس تلك الفرحة."

وأقر عضو مجلس باراماتا بيار إسبر أن الحاجز قبيحا ولكنه عمليا: "بالطبع هو قبيح، أنا أول من قلت أن الحاجز قبيح، ولكن ما الذي يمكننا فعله، كل الأشياء التي تستخدم للسلامة ليست جميلة، لكنها عملية."

وأضاف "كنت أرغب في تركيب حاجز يكون أجمل ومكون من أسلاك، ولكن عندما ذهبنا إلى هيئة أمان الطرق في حكومة نيو ساوث ويلز، قالوا إن الحاجز الحديدي هو المناسب، وفي النهاية الحكومة هي التي تضع قواعد الطرقات ونحن نديرها فقط."
وقال صباغ الذي يسكن بالقرب من الحاجز الحديدي إن إجراءات السلامة بشكل عام في طرقات أوتلاندز بحاجة لمزيد من الجهد: "الفشل في التخطيط هو تخطيط للفشل، لا يمكن أن نعرف أن هناك مشكلة ونتركها حتى يتعرض شخص آخر لحادث، هذه طريقة خاطئة وتعتمد على رد الفعل."

وأضاف "لا يمكن أن تقود سيارتك في تلك البقعة على سرعة سبعين كيلومترا دون أن تصطدم بالرصيف."

وأكد "الأمر يتطلب أكثر من هذا الحاجز الحديد، يجب وضع مطبات للسرعة ودوار." وقال "البلدية تحصل على أموال كافية لمعالجة مشاكل الطرقات."

لكن عضو المجلس بيار إسبر قال إن هناك عملية لاتخاذ القرار في المجلس: "في كل مجلس هناك لجنة للمرور، قمنا باستشارتها وكانت هناك توصيات، ثم استشرنا الحكومة المحلية قبل أن نصوت على القرار."



وأضاف "لا يمكن أن نضع حواجز ودوار في كل مكان، وهذا أول حادث يقع من هذا النوع، يجب أن نكون رد فعل لما يحدث، لأنه لو وضعناها في كل مكان سيكون الشكل قبيحا."

وأكد "لا يوجد نظام آمن بنسبة مائة بالمائة، ولا يمكن لأي حكومة سواء محلية أو فيدرالية أن تفعل ذلك."

وقال "بعض القرارات لا تناسب الجميع ولكن يجب أن نفعل ما نراه الأفضل للمدينة."


شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand
هل ينجح حاجز السلامة "القبيح" في منع تكرار فاجعة أطفال أوتلاندز؟ | SBS Arabic