لماذا يشعر الأستراليون بالوحدة؟

 A girl holding a book in solitude

A girl holding a book in solitude Source: Pixabay

الأشخاص المحاطون بعدد من الأصدقاء وأفراد العائلة معرضون هم أيضا للشعور ب"الوحدة"


أظهر تقرير حديث ان ربع الأستراليين يعانون من الوحدة ومعظمهم من الشباب

وبحسب التقرير الصادر عن  المعهد الأسترالي للصحة والرعاية (AIHW) فإن احتمالية  الشعور بالوحدة هي اكبر عند الرجال والأشخاص الذين يعيشون بمفردهم والأشخاص الذين لديهم أطفال.

وبحسب التقرير نفسه، هناك عدة عوامل وراء الشعور ب"الوحدة"، منها قابلية الحصول على  وظيفة بدوام كاف أو ساعات عمل كافية state of employment ودفوعات الرعاية الاجتماعية welfare payments و تأمين السكن sufficient housing. 

للإضاءة أكثر على هذا الموضوع استضاف برنامج Good Morning Australia  الطبيبة والمستشارة النفسية ديما عقيق التي عرّفت الوحدة بأنها حالة شعور بالعزلة  وغياب التواصل مع الآخرين بحكم  الوضع الاجتماعي أو الظروف الحياتية.

وأضافت الدكتورة عقييق ان بعض الأشخاص يشعرون بالوحدة  بالرغم من كونهم محاطون بأفراد العائلة والأصدقاء، ومنهم من يشعر بالوحدة بسبب نقص التواصل الإيجابي مع الآخرين.

وشرحت الدكتورة عقيق ان الأنسان كائن اجتماعي بطبعه فمنذ لحظة ولادته،  بكاؤه سبيل "للتعبير" والتواصل مع من حوله. 

واستذكرت عقيق الفيلم المشهور Cast Away الذي صدر عام 2000 وهو من بطولة Tom Hanks . يحكي الفيلم قصة رجل نجا من حادث ووجد نفسه وحيدا على جزيرة لا يمكن ان ينقذه أحد.  وفي سعيه للبقاء غلى قيد  الحياة،  رسم وجها على طابة واعتبرها شخصا بدأ يحادثه ويجالسه اذ  ان الملبس والمأكل والمسكن كانوا غير كافين لبقائه سليما بما ان الإنسان يحتاج الى التواصل ليحافظ على صحته وكيانه.

ومن جهة أخرى، فان التكنولوجيا الحديثة ساعدت الإنسان في شتى ميادين الحياة ولكن التطورات التقنية التي شهدتها الأسواق من آلات ومكنات المبرمجة تقوم بعدد كبير من الوظائف، قلصت فرص الاحتكاك بالآخرين والمحادثات العرضية التي تُعد جزءا  من تفاعل الانسان اليومي مع محيطه.

أما بالنسبة عن الفئة العمرية الأكثر عرضة للشعور بالوحدة وهي فئة الشباب قالت الدكتورة ديما عقيق ان الشباب يكتشفون هويتهم ويؤولون الى  الانتماء الى جماعة وتكوين شخصيتهم، وبما انهم يترعرعون  في منظومة العائلة التي باتت أكثر تشققا في هذا الزمن حيث تزعزع الشعور بالانتماء ونما الشعور بالعزلة.

 وحتى في العائلات التقليدية فقد انخفضت نوعية العلاقات لما يترتب على الأهل من ساعات عمل طويلة لتأمين كلفة المعيشة ومتطلبات الحياة المتزايدة، هذا أيضا خفّض من  تفاعل الأولاد مع أهاليهم ومن الجمعات العائلية.

وأضافت الدكتورة عقيق ان الأهل يعملون بجد وجهد ولكن البيوت الواسعة سمحت ان يكون لكل ولد غرفته الخاصة يلجأ اليها وينعزل، ولهذا أثره على العلاقات الأخوية ضمن البيت الواحد خاصة وان العالم الالكتروني يجذب كل واحد الى جهازه  ومنصته المفضلة.

والملفت للنظر انه فيما يتواصل الأولاد مع عدد كبير من الأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، "هذا النوع من التواصل لا يتلاءم مع طبيعتنا البشرية"، بحسب الدكتورة عقيق التي شرحت ان  التواصل الفعال والحوار مع الآخرين يعتمدان على سبعين بالمئة من اللغة الجسدية وثلاثين بالمئة على محتوى الكلام، لذا فان وسائل التواصل الاجتماعي تحجب نسبة كبيرة من أساسيات التواصل الفعال، الأمر الذي نتج عنه نقص في المهارات الاجتماعية والشعور بالوحدة لأننا قبل كل شيء نحتاج " نحكي مع بعض،  نضحك مع بعض ، نرى بعضنا بعضا وجها لوجه ونشعر ببعض".

وأضافت عقيق انه مهما نجح الشباب في عدد الأصدقاء والإعجاب وكثافة التواصل عبر الانترنت فان المحادثات أو العلاقات في العالم  "الإفتراضي" لا تعوّض حاجة الانتماء الى جماعة والتواصل الفعلي وجها لوجه لأن الإنسان بحاجة ليعرف وليشعر أنه" محبوب ومقبول وموجود".    


شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand