"دوري كأم لا يمكن أن يقوم به غيري": نساء عربيات مهاجرات مشتتات بين ضرورة العمل ومهام رعاية الأطفال

Mum working.jpg

Credit: Helena Lopes/ Unsplash

ما بين غلاء المعيشة وتحديات الانفصال عن الشريك تجد النساء العربيات المهاجرات أنفسهن مشتتات بين ضرورة العمل ومهام رعاية الأطفال.


النقاط الرئيسية:
  • بعد انفصالها عن زوجها شعرت ريانا بمسؤولية مضاعفة بسبب مهام رعاية الأطفال الملقاة على عاتقها
  • حسب الأرقام الرسمية تتمتع النساء المتنوعات ثقافيًا ولغويًا بمعدل مشاركة أقل بكثير في القوى العاملة مقارنة بالرجال من نفس الفئة
  • النساء المهاجرات تواجهن أيضا التوقعات الثقافية التقليدية من المرأة كمقدمة رعاية منزلية ومسؤولة عن رعاية الأطفال
"الاستقلال المالي لا يعطي السيدة استقرارا ماديا فقط ولكنه يمنحها استقرارا معنويا أيضا."

هكذا تصف ريانا* أهمية الاستقلال المادي للسيدات وخاصة المهاجرات في ضوء تجربتها الشخصية.

عاشت ريانا المقيمة في أديلايد تجربة طلاق منذ خمس سنوات بعد زواج دام 21 عاما أنجبت خلاله أربعة أولاد.

تقول ريانا إن الخبرة العملية التي اكتسبتها خلال فترة الزواج ساعدتها على استعادة توازنها النفسي واستقلالها المالي بسرعة بعد الطلاق.

"عملت لفترة أثناء الزواج ثم انقطعت عن العمل بسبب سفري مع زوجي السابق خارج البلاد."
تحكي ريانا لأس بي أس عربي كيف عصفت تجربة الطلاق بها عاطفيا وماديا.

"رأيت زواجا دام 21 عاما ينهار أمامي فجأة وقد كان ذلك صعبا للغاية."

"بعد الطلاق بحثت عن عمل في نفس المجال الذي كنت أعمل به في السابق مما ساعدني على تجاوز تلك الفترة."

بعد انفصالها عن زوجها شعرت ريانا بمسؤولية مضاعفة بسبب مهام رعاية الأطفال الملقاة على عاتقها.

"لدي أربعة أولاد ولم يكن لدي من أعتمد عليه لذلك كان علي أن أقف على قدمي بسرعة."

حسب الأرقام الرسمية تتمتع النساء المتنوعات ثقافيًا ولغويًا بمعدل مشاركة أقل بكثير في القوى العاملة مقارنة بالرجال من نفس الفئة (47.3 في المائة و 69.5 في المائة على التوالي).

تشمل العوائق الرئيسية التي تحول دون توظيف النساء الماهرات اللائي هاجرن إلى أستراليا: عدم التمكن من اللغة الإنجليزية والافتقار إلى خبرة العمل المحلية والفهم المحدود لثقافة مكان العمل الأسترالية والاعتراف المحدود بمؤهلاتهن.

تشير الدراسات أيضا إلى أن النساء المهاجرات تواجهن أيضا التوقعات الثقافية التقليدية من المرأة كمقدمة رعاية منزلية ومسؤولة عن رعاية الأطفال.

فكيف تنظر النساء إلى تلك التوقعات؟

أماني حمدي المقيمة في سيدني ترى أهمية استقلال المرأة المادي خاصة في ظل غلاء المعيشة ولكنها ترى أن مسؤوليات البيت والأسرة يجب أن تظل على رأس القائمة.

"حتى إن لم تتعرض المرأة لتجربة طلاق أو يتوفى زوجها وجود دخل إضافي سوف يساعد الأسرة على تحمل نفقات المعيشة الآخذة في الارتفاع."

ولكن أماني قالت لأس بي أس عربي أن الأولوية تظل للمتطلبات المنزلية ورعاية الأطفال.

"يمكن لأي شخص آخر أن يقوم بالعمل الذي أقوم به خارج المنزل ولكن لا يمكن لشخص آخر أن يكون أما لأولادي.

"الاستقلال المادي ليس هو الأساس في رأيي."
ولكن هل عدم القيام بعمل مدفوع الأجر خارج المنزل يجعل النساء عرضة للتعسف المالي أو ما يعرف بـfinancial abuse؟

تظهر الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الأسترالي أن 15.7 في المائة من النساء و 7.1 في المائة من الرجال يتعرضون للتعسف المالي.

يظهر التفاوت في النسب أن النساء عرضة بشكل أكبر لمخاطر تلك الظاهرة التي لا تقل خطورة عن الاعتداء الجسدي أو اللفظي.

يؤثر التعسف المالي بشكل خاص على النساء في مجتمعات المهاجرين خاصة تلك التي يُتوقع تقليديًا فيها أن يتولى الزوج أو الشريك الذكر مسؤولية الأمور المالية.

ويعتبر حرمان الشريك من الحقوق المالية كمحاولة لتقويض استقلاله الاقتصادي وأمنه نوعا من أنواع العنف المنزلي.
Women on their laptops.jpg
.حسب الأرقام الرسمية تتمتع النساء المتنوعات ثقافيًا ولغويًا بمعدل مشاركة أقل بكثير في القوى العاملة مقارنة بالرجال من نفس الفئة Credit: Christina/Unsplash
في محاولة لتعزيز قدرة النساء المهاجرات على العمل وبالتالي تحقيق الاستقلال المالي تركز الحكومة الأسترالية على ثلاثة جوانب عند تقديم خدمات الاستقرار للمهاجرين والوافدين: إتقان اللغة الإنجليزية والتوظيف والتعليم.

ولكن تظل مشكلة غياب شبكة دعم أسرى للنساء المهاجرات قائمة.

تقول أماني: "الوضع هنا أصعب بسبب غياب بعض أشكال الدعم التي كانت متوفرة في مصر مثل المساعدة العائلية وخدمة الباص المدرسي."

ولكنها لا تستبعد تماما إمكانية التوفيق بين مهام العمل ورعاية الأطفال.

تقول أماني: "إن وجدت المرأة عملا يتناسب مع ظروفها كزوجة وأم فهذا شيء جيد.

بعض السيدات يعملن بدوام جزئي أو يعملن من المنزل وهذا يساعدهن في لعب عدة أدوار في نفس الوقت."

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على فيسبوك وتويتر وانستغرام.

توجهوا الآن إلى موقعنا الالكتروني للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر هذا الرابط أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.

 



شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand