يسلّط بودكاست "تحت المجهر" هذا الأسبوع الضوء على تجربة إنسانية ملهمة بطلها المعالج النفسي طارق كبها، الذي واجه الاكتئاب بشجاعة، تعافى منه، ثم جعل من ألمه تخصصًا ودافعًا ليعالج الآخرين.
بداية الحكاية: عندما صار المعالج مريضًا
يروي المتخصص في العلاج النفسي في ولاية نيو ساوث ويلز طارق كبها تجربته قائلاً: "منذ نحو 10سنوات وجدت نفسي غارقًا في ظلام الاكتئاب. كنت ابتسم في العلن وأتظاهر بالقوة، لكن بداخلي كنت محطمًا. أخفيت معاناتي عن الجميع خوفًا من الوصمة، حتى أدركت أن الصمت لا يُشفي".
كانت تلك اللحظة بداية التحوّل في حياته، إذ قرر طلب المساعدة، فخضع للعلاج النفسي والدوائي، واستعاد توازنه تدريجيًا. ومع تعافيه، شعر بأن عليه مسؤولية تجاه من يعانون الصراع ذاته، فاختار أن يصبح معالجًا نفسيًا متخصصًا في مساعدة الآخرين على عبور العتمة التي عرفها عن قرب.
دروس من التجربة
من تجربته الشخصية، يقدّم طارق كبها مجموعة من الدروس المهمة التي يراها ضرورية لفهم الصحة النفسية:
1. المرض النفسي ليس ضعفًا: بل هو حالة يمكن أن تصيب أي شخص، مثلها مثل أي مرض عضوي.
2. طلب المساعدة ليس عيبًا: أول خطوة في طريق الشفاء تبدأ بالاعتراف بالحاجة إلى الدعم.
3. كسر حاجز الصمت ضرورة: ما زال كثيرون، خصوصًا في الجاليات العربية، يترددون في الحديث عن مشاكلهم النفسية خوفًا من نظرة المجتمع.
4. الشفاء ممكن: مع العلاج المناسب والبيئة الداعمة، يمكن للإنسان أن يستعيد توازنه ويبدأ من جديد.
المتخصص في العلاج النفسي طارق كبها
العلاج النفسي: خطوات عملية نحو التعافي
يشرح المتخصص في العلاج النفسي طارق كبها أن رحلة العلاج تبدأ بخطوات بسيطة لكنها أساسية:
- زيارة الطبيب العام (GP): وهو أول من يمكنه تقييم الحالة ووضع خطة علاج نفسي متكاملة.
- العلاج بالحديث (Talk Therapy): جلسات منتظمة مع مختص تساعد المريض على فهم ذاته وتفكيك أسباب القلق أو الاكتئاب.
- العلاج الدوائي عند الحاجة: بإشراف الطبيب المختص، وهو مكمل للعلاج السلوكي في بعض الحالات.
- الدعم الاجتماعي: وجود عائلة وأصدقاء يفهمون ويستمعون دون حكم هو عامل حاسم في التعافي.
ويؤكد كبها:
لا يجب أن يواجه الإنسان معركته النفسية وحيدًا. الحديث مع مختص أو صديق موثوق يمكن أن يكون بداية الخلاص.
المجتمع العربي بين الإنكار والشفاء
يلاحظ كبها أن بعض أبناء الجالية العربية في أستراليا ما زالوا يخشون الاعتراف بمعاناتهم النفسية، معتبرينها ضعفًا أو عيبًا. هذا الإنكار، برأيه، يزيد الأمور سوءًا ويمنع الناس من التقدّم نحو العلاج.
ويضيف: "من واجبنا كأسر ومجتمعات أن نكسر هذا الحاجز. علينا أن نخلق بيئة آمنة تُشجع الناس على طلب المساعدة دون خوف أو خجل."
رسالة أمل
من معاناة شخصية إلى رسالة مهنية وإنسانية، تحوّلت قصة طارق كبها إلى مصدر إلهام لكل من فقد الأمل. يقول في ختام حديثه:
"لو كنت ما زلت صامتًا اليوم، لما كنت أساعد غيري على الكلام. التعافي ليس نهاية الرحلة، بل بدايتها. وأنا هنا لأقول: يمكنكم أن تتعافوا، مثلي تمامًا."
تنويه: هذه المعلومات من باب الاسترشاد. في حال الرغبة بالاستشارة الشخصية، يرجى التوجه لأقرب متخصص في منطقتك.
استمعوا لتفاصيل أكثر عن تجربة طارق كبها والحلول العملية بالضغط على زر الصوت في الأعلى.