البروفسور رفعت عبيد:"أكملت دراستي في مصر ولم أتغرب لأدرس العلوم لأني وحيد أبي"

Prof Refaet Obeid

Prof Refaet Obeid Source: Supplied

نتعرف في هذه الحلقة من " الوجه الآخر" على البروفسور رفعت عبيد، من أصول مصرية، هاجر الى أستراليا في أواخر السبعينيات وعمل على إدخال اللغة العربية على المناهج الأكاديمية الأسترالية.


البروفسور رفعت عبيد، من أصول مصرية وله من العمر اثنين وثمانين سنة، ما زال ناشطا في التعليم الأكاديمي العالي وهو أول أستاذ كرسي تبوأ رئاسة الدراسات السامية في جامعة سيدني العريقة، وواحد من الأوائل الذين سعوا وأدخلوا اللغة العربية على المناهج الأكاديمية الأسترالية.

حصل على أوسمة شرف لا تعد ولا تحصى، وتم تكريمه من قبل رؤساء وملوك عدة حول العالم، يتحدث ما يزيد على ست وعشرين لغة، الحديثة منها والقديمة، وله المام في عدد كبير من اللغات السامية وقدم أبحاث ودراسات قيمة لا مثيل لها في هذا المجال. والبروفسور عبيد  هو من بادر وساهم في تأسيس مؤسسة الترجمة العالمية المعروفة بNATTI وعمل على إدخال اللغة العربية على المناهج الإنجليزية المعتمدة في المدارس والجامعات الأسترالية، له اضافات عربية عديدة على القاموس الأنكليزي. وهذا فقط لذكر بعض عطاءاته.
Prof Refaet Obeid
Prof Refaet Obeid Source: Supplied
والجدير بالذكر ان البروفسور عبيد قام بتعيين وتقييم عدد كبير من الأوجه الإعلامية الناطقة بالعربية في أستراليا، خلال الثمانيات. وهو ما زال ناشطا ويتابع مسيرته المعطاءة من خلال  جمعيات مرموقة في الجالية العربية وضمن المجتمع الأسترالي الأوسع. كما وانه يشرف على عدد من الطلبة الأستراليي الأصل ومنهم من هو من السكان الأصليين الذين يبتغون اكمال دراساتهم العليا في الأدب العربية أو اللغات السامية.
Prof Refaet Obeid
Prof Refaet Obeid Source: Supplied
وفي حديث له مع اس بي اس عربي 24، قال البرفسور رفعت عبيد أنه كان يرغب في امتهان الطب ويحلم بأن يصبح ضابطا في الجيش ولكنه تخصص في الآداب واللغات بفارق علامة  نص نقطة بالمئة، حالت دون تمكنه من دخول كلية العلوم. وتخرج من جامعة شمس بشهادة عليا في الدراسات السامية " التي تحتوي اللغة العربية والعبرية والآرامية واللغة الحبشية أيضا".

ودرّس البروفسور عبيد في عدد من كبرى الجامعات الأوروبية وحل ضيفا على جامعات عالمية وهو أول أستاذ كرسي ناطق باللغة العربية أدار قسم الدراسات السامية في جامعة سيدني العريقة.
Prof Refaet Obeid
Prof Refaet Obeid Source: Supplied
في البداية طمح البروفسور عبيد لدراسة الطب خارج مصر ولكن بما انه الإبن الوحيد، انصاع لرغبة والده وبقي قريبا منه، فأكمل دراساته العليا في مجال اللغات والآداب والدراسات السامية في مصر.

هاجر بعد ذلك البروفسور عبيد الى أوروبا وعاش مؤقتا في بريطانيا،وانتقل الى انكليترا قبل أن يستقر في أستراليا.

أصدر البروفسور عبيد  في أوروبا اثنين وعشرين كتابا في مجال الدراسات السامية وقام بالعديد من الأبحاث والمحاضرات الجامعية وكتبه ما زالت متوفرة في مكاتب عديدة في ألمانيا وانجلترا ودول أوروبية أخرى والولايات المتحدة.

ويتقن البروفسور عبيد العربية والفرنسية والإنجليزية وغيرها وهو على اضطلاع بلغات عديدة تخوله إقامة الابحاث التاريخية واللغوية ولو لم يكن يتحدثها الا انه على المام واسع بها.
وقدم البروفسور عبيد  طلبا لوظيفة شاغرة في جامعة سيدني عام 1978 وبدأ العمل فيها كأول أستاذ ناطق بالعربية في قسم الدراسات السامية عام 1979.

 أربعة قرون ونيف من العمل الدؤؤب في أستراليا، تمكن خلالها البروفسور عبيد بالتعاون مع لجنة مصغرة من إدخال اللغة العربية الى المناهج الأكاديمية الأسترالية. وتضمنت اللجنة أساتذة من مختلف الخلفيات العربية اللبنانية والسورية والعراقية والمصرية وغيرها.

وتضمنت المناهج الأربعة المبتكرة، تعليم اللغة العربية من المراحل الأبتدائية الى المراحل المتقدمة والعالية. بدأ العمل بهذه المناهج في ولاية نيو ساوث ويلز بعد أن  كانت دراسة اللغة العربية محصورة ضمن نطاق المدارس الإثنية المعروفة في أستراليا بمدارس السبت ثم  توسع نطاقها ليطال عددا كبيرا من المدارس والجامعات في كبرى الولايات الأسترالية الأخرى مثل فيكتوريا وجنوب أستراليا وتازمانيا وغيرها. وكان عدد التلامذة الذين يدرسون العربية في أستراليا لا يتخطى العشرات منذ عقود قليلة أم الآن فقد بات بالآلاف.
وعن الأهمية التي أولتها جامعة سيدني للّغة العربية، أعاد البروفسور عبيد ذلك الى أمرين أساسيين، الأول يخص التبادل التجاري والعلاقات الإقتصادية بين أستراليا والشرق والثاني يتعلق بنمو الجالية العربية في أستراليا، وبشكل خاص خلال الثمانينات. وتحرص الحكومة الأسترالية على دعم التنوع الثقافي واللغات الإثنية وتعزيز التواصل الفعال "هناك حاجة لوسطاء لغويين ومترجمين للتواصل مع المحاكم ورجال القانون او الشرطة أو مع الأطباء وفي المستشفيات وكل الأصعدة العملية والحياتية"

كما شدد البروفسور عبيد على أهمية اللغة العربية بالنسبة للأهالي الذين يعتبرونها  أهم ركائز الحفاظ على التراث الثمين.

ولم تقتصر عطاءات البروفسور عبيد على أبناء الجالية العربية لا بل انه يشرف حاليا على عدد من الطلبة الأستراليين والأكاديميين من خلفيات ثقلفية متنوعة ومنهم من هو من السكان الأصليين في أستراليا.

وفي نهاية اللقاء قال البروفسور عبيد الذي ما زال ناشطا على الصعيد التعليمي والإجتماعي والحياتي بالرغم من أنه يبلغ من العمر اثنين وثمانين عاما، "علمتني الحياة أشياء كثيرة منها الإنفتاح والحوار ومحاولة فهم وجهة نظر الآخرين".

 

  


شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand