رفع الحد الأدنى للأجور: القشة التي قصمت ظهر البعير لأصحاب الأعمال الصغيرة في أستراليا

Wael 1.JPG

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في أوساط أصحاب المصالح التجارية الصغيرة، قررت لجنة العمل العادل الأسترالية رفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 3.5%، وهي زيادة تفوق معدل التضخم الحالي البالغ 2.4%. ورغم أن هذا القرار سيحسن من دخل نحو 2.6 مليون عامل يتقاضون الحد الأدنى من الأجور، إلا أن التبعات الاقتصادية على أصحاب الأعمال، لا سيما الصغيرة منها، تبدو ثقيلة.


للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست،اضغطوا على الرابط التالي.

ابتداءً من 1 يوليو 2025، سيرتفع الحد الأدنى للأجر من 24.10 دولاراً في الساعة إلى 24.94 دولاراً، مما يعني زيادة سنوية في الرواتب تصل إلى نحو 1,742 دولاراً للعامل بدوام كامل. ورغم أن هذه الخطوة تهدف إلى استعادة جزء من القوة الشرائية التي خسرها العاملون خلال فترات التضخم السابقة، إلا أن أصحاب الأعمال الصغيرة يُبدون قلقاً بالغاً من آثارها المحتملة.

وقال مجلس الأعمال الصغيرة في أسترالي) إن هذه الزيادة ستضاعف من أعباء التشغيل التي يعاني منها قطاع الأعمال، حيث أن كل زيادة في الأجور تتبعها زيادات تلقائية في التكاليف المرتبطة، مثل تعويضات العمال، والضرائب على الرواتب، والزيادة المقررة في ضمان التقاعد بدءًا من يوليو.

وفي هذا السياق، تحدث الشيف وائل خليف، صاحب مطعم "ميسوني" في سيدني إلى أس بي أس عربي، قائلاً: "نحن بالطبع كأصحاب مصالح تجارية سنتأثر سلباً بقرار رفع الحد الأدنى للأجور، ولكن العامل أيضًا سيتأثر، وكذلك المستهلك. أصحاب الأعمال يعانون أصلاً على أكثر من صعيد، فالأجور مرتفعة، والضرائب مرتفعة، وتكلفة المواد الأولية في ازدياد".
وأضاف خليف: "هناك إحصائيات كثيرة تقول إن نسبة المصالح التجارية التي ستغلق أبوابها إلى ارتفاع. أصحاب الأعمال سيضطرون للعمل ساعات إضافية لتغطية أجور العمال. وسننتظر من شهرين إلى ثلاثة قبل تعديل الأسعار، لكن الواقع أن المصالح التجارية خسرت 30% من عوائدها السنوية مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة، وليس هناك أي تسهيلات من الحكومة، والمسؤوليات كلها ملقاة على عاتق صاحب العمل".
الواقع أن هذه الخطوة تأتي في وقت يعاني فيه الاقتصاد الصغير من تراجع كبير في الإنتاجية، وهو ما دفع كثيرين إلى التساؤل إن كان رفع الأجور دون إصلاح منظومة العمل سيُنتج بالفعل تحسناً في معيشة المواطنين أم سيؤدي إلى نتائج عكسية. ويكاد الشيف وائل أن يجزم بأن "70% من أصحاب المطاعم يعانون من الكلف التشغيلية، وزيادة الحد الأدنى للأجور الآن القشة التي قسمت ظهر البعير".

والتحدي الحقيقي اليوم لا يكمن فقط في زيادة الأجور، بل في الحاجة إلى إصلاح شامل في بيئة العمل لتصبح أقل تعقيداً وأكثر دعماً لأصحاب الأعمال الصغيرة. هؤلاء هم العمود الفقري للاقتصاد الأسترالي، وإن لم يحصلوا على الدعم الكافي، فقد تتسارع وتيرة الإغلاق وتقل فرص التوظيف والنمو.

هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على أبل و أندرويد  وعلى SBS On Demand.

أكملوا الحوار على حساباتنا على فيسبوك و انستغرام.

شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand
رفع الحد الأدنى للأجور: القشة التي قصمت ظهر البعير لأصحاب الأعمال الصغيرة في أستراليا | SBS Arabic