على وقع الصخب والدمار والاحتراب في سوريا وامتداده لمناطق عدة، تشكلت لدى كثير من الناس صور مشوشة لما تتناقله وسائل الاعلام ومواقع التواصل الإجتماعي من صور عن واقع الشعب السوري وسط الدمار .
النقاط الرئيسية:
- الصور بذرة إبداع لمن عايش الواقع الصعب ويعكسه بصورة أمل
- كان المعرض في جامعة سيدني وتمنيت إقامته في ولايات عدة لكن الجائحة أوقفت كل شيء.
- أدهشتني ردة فعل الجمهور وأن المعرض قلب الصورة النمطية لديهم
كمهاجر وطأت قدمه أرض أسترالياا لتقط ماهر جاموس كمنتج وصانع أفلام فكرة أن يعكس صورة الواقع في سوريا من الداخل بعين أهلها في الحرب بما تعيشه من ألم وأمل.
وتحقيقا لمقولة جلال الدين الرومي: " أينما أنبتّ أزهِر"، خطرت فكرة إقامة معرض (صورة من سوريا) يجوب أستراليا، ليكون بذرة تنبت فتزهر في عدة أماكن ابتداء من مدينة سيدني.
يقول ماهر جاموس: "عندما هاجرت إلى أستراليا، وفي غمرة الأخبار القاسية التي كانت تصل لجميع العالم من داخل سوريا كان الناشطون يبثون صوراً ومقاطع مرئية على مواقع التواصل الإجتماعي شكلت صورة سوداوية عن الحياة في سوريا". وأضاف "لاشك، أن هذا الأمر واقع، لكن على الجانب الآخر كان هناك أناس مصرون على الحياة، فهناك عائلات بكاملها كانت رغم قساوة الظروف تتناسى أنها في حرب، لذلك كان من واجبي، أن أسلط الضوء على معاناة هذا الشعب، بالإضافة إلى الوقت الذي يمضيه آملاً بغد مشرق له ولأبنائه".
ومابين الإصرار والأمل، ينوه ماهر جاموس قائلا: "خطر في بالي سؤال، بعد رؤية هذه الصور عبر وسائل الإعلام و وسائل التواصل الاجتماعي، كيف أوصل صورة الواقع اليومي لهؤلاء الناس بكل ظروفهم ومن خلال عينهم وعدستهم؟".
وجاءت الفكرة! إقامة معرض (صورة من سوريا) في أستراليا.
وحول كيفية تجميع الصورمن سوريا وفرزها، قال ماهر جاموس: "أعلنت على مواقع التواصل الاجتماعي عن إقامة معرض للصور يعكس واقع سوريا بعدسة السوريين في الداخل يصورون مايرغبون بدون قيود أوتوجهات، بشرط عدم تضمنها أي عنف أو دماء، بل تنقل أفراح وأتراح الناس بصورة فنية تعكس صورة الإنسان السوري ليراها الجمهور في أستراليا...ولاقت الفكرة تجاوباً لدى المبدعين السوريين في الداخل وكأنهم يرددون في داخلهم بيت الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
وأضاف ماهر جاموس "وتدفقت الصور، فخلال أسبوعين وصلت مئات منها وتم تمديد المدة لرغبة عدد كبير بالمشاركة واستمرت عملية تجميع الصور لفترة أطول ليتم تجميع 500 صورة، وبدأنا عملية الفرز.
وبينما أخذت الفكرة تتبلور والصور تأتي، سألناه كيف كان الجهد عند البدء؟
أوضح المنتج وصانع الأفلام ماهر جاموس، أن المشروع هو جهد فردي بمساعدة بعض الأصدقاء،ومن الطبيعي كمهاجر جديد – في حينه – أن تواجهني الصعوبات، فكنت بحاجة لعلاقات للوصول لشريحة أكبر من الناس في أستراليا يكونون على معرفة ودراية بهذا الأمرعلى أرض الواقع ولاختيار المكان المناسب لإقامة المعرض، ولاشك أن هذا الأمر أخذ مني مجهودا كبيرا، لذلك لا أنكر فضل كثيرمن أفراد الجالية ومن والأصدقاء الداعمين على مساعدتهم لظهور هذا المشروع.
لكن ماكان يشغل بالي هو كيف ُأعطي الصورحقها من الألق لأوصل الرسالة الحقيقية للجمهور بطريقة لائقة، لذلك شرعت في طباعة الصور ووضعها في إطارات محددة بالتنسيق مع أهل الاختصاص في هذا الفن. وفعلا وصلنا لطريقة مميزة في الطباعة والعرض، تحقق الرسالة المرجوة من هذا المعرض.
وحول المكان الذي تم إقامة هذا المعرض قال:"إن الهدف كان أن يكون المعرض في سيدني في البداية، لذلك تواصلت مع أحد أساتذة جامعة سيدني، فأبلغني أن هناك فعالية دولية عن اللاجئين ستقام هناك، وعرضنا الفكرة على القائمين عليها ولاقت استحسانا وأقيم المعرض.

من صور المشاركين في المعرض من الداخل السوري Source: Supplied
من وحي الصور والتأثير الذي تركته على الجمهور الأسترالي قال:"وجدنا تفاعلا كبيراً، وأكثر ما أدهشني أن الصورة الذهنية لديهم كانت مختلفة قبل مشاهدة الصور، وأنها كانت مختلفة تماما عن الواقع، لذلك عكست هذه الصور واقعا جديداً لديهم مما هو في أذهانهنم من خلال الصور والأنباء التي تناقلتها وسائل الاعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي، وكأنهم بعد مشاهدة هذه الصور شعروا أن شيئا كان غائبا عنهم. وطلبوا مزيدا من المعلومات وأجوبة غير ماهو عالق في أذهانهم. والأجمل أن معظم الطلبات كانت حول وجود أفلام مصورة بالإضافة للصور الفوتوغرافية.
وحول عدم استمرار إقامة المعرض وهل ستحيا هذه الفكرة مرة أخرى قال:" كانت الخطة أن يتنقل المعرض في أكبر عدد من الجامعات والأماكن الثقافية والفنية في أستراليا، لكن ضمن الظروف الحالية التي يمر بها العالم جراء جائحة كورونا آمل أن لا تطول فترة التوقف، بالإضافة إلى ضرورة البحث عن الأماكن المناسبة ضمن الإجراءات الجديدة والتباعد بالإضافة لعملية نقل هذه الصور بين الولايات المختلفة، فهذا جهد يحتاج لفريق ودعم مع توافر الظروف الصحية المناسبة لحضور الجمهور.ويبقى الأمل معقودا لتحسن الظروف!".




