ما هي الأمراض النفسية التي تعفي أصحابها من المسؤولية الجنائية؟

a woman with her head in her hands

Source: Dominic Lipinski/PA

طبيب يتحدث عن الأمراض النفسية التي تجعل المصاب بها منفصلاً عن الواقع.


قال الطبيب النفسي د. محمود أبو عرب أن تشخيص المتهمين في قضايا جنائية بأمراض ذهانية قد يؤدي إلى تبرئتهم أمام المحاكم، وضرب مثالاً مرض انفصام الشخصية Schizophrenia والذي يؤدي إلى تعرض المريض لنوبات هلوسة تدفعه للتمسك بمعتقدات مبنية على الوهم ولا تمت للواقع بِصلة.

وأضاف: " يسمع المصاب بهذا المرض أشياءً لا يسمعها الآخرون ويرى كذلك أشياءً غير موجودة (..) كل حواسه تستقبل وتشعر بأشياء غير موجودة."

وتتضمن أعراض هذه الفئة من الأمراض النفسية صعوبات في التفاعل مع الوسط الاجتماعي وخللاً في أداء المهام اليومية وذهب أبو عرب إلى تبسيط المسألة بوصفها "انفصالاً عن الواقع".

وبرزت الحاجة للحديث عن العلاقة بين المسؤولية الجنائية والأمراض النفسية في ضوء تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي اعتبر فيها أن مرتكبي جرائم إطلاق النار العشوائي مرضى نفسيون وذلك بعدما أودت مؤخراً حادثتا إطلاق نار في الولايات المتحدة في عطلة نهاية الأسبوع الماضي بحياة 29 شخصاً خلال أقل من أربع وعشرين ساعة.
US President Donald Trump has declared violent video games and mental illness at blame for recent mass shootings.
Source: SIPA USA
ومن وجهة نظر طبية، رفض أبو عرب مضمون تصريحات ترامب وقال إن معظم من يقترفون أفعالاً جرمية يعانون من اضطرابات وأزمات نفسية ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أن شروط المرض النفسي تنطبق عليهم وأضاف: "هنالك مواصفات لا بد أن تتوافر في المريض ليتم تشخيصه بالذهان أو انفصام الشخصية أو الكآبة."

وفي أستراليا، برأت محكمة الشهر الماضي أباً قتل ابنه البالغ من العمر 5 سنوات بعدما تمكن محامو الدفاع من إثبات تشخصيه بانفصام عقلي في عام 2003. وعلّق أبو عرب بالقول أن استغلال الثغرات في النظام القضائي أمر وارد والمحامون يحاولون بشتى الطرق والأساليب إثبات حجة اعتلال الصحة النفسية للمتهم ولكن ذلك لا يتم بسهولة نظراً لتعقيد الإجراءات التي تعمد إليها المحكمة للتثبت من الصحة العقلية للمتهمين.
ولدى سؤاله عن الطرق الأنسب للتعامل مع الأمراض النفسية التي يشكل فيها المصاب خطراً على حياته وحياة من حوله، قال أبو عرب أنه على الرغم من توفر المؤسسات النفسية في أستراليا إلا أن المشكلة تكمن في عدم قدرة أفراد المجتمع على تحديد الأشخاص المصابين بأمراض نفسية بشكل يسمح بتلقيهم للعلاج المناسب في المستشفيات والمراكز المتخصصة.

وأضاف: "القانون الأسترالي ينص على ضرورة التحفظ على من يشكلون خطراً على أنفسهم وعلى المجتمع في المصحات النفسية."

وانتقد أبو عرب طريقة تعاطي المجتمع مع المرض النفسي ذاكراً المواقف الصعبة التي يجد الآباء أنفسهم فيها عالقين مع أبناء يعانون من أمراض نفسية خطيرة ويرفضون تلقي العلاج.

ويمكن لأي شخص طلب المساعدة من الشرطة في حال شعر بأن أحد أفراد العائلة غير مستقر نفسياً وقد يلحق ضرراً بنفسه أو من حوله بحسب ما أكد أبو عرب: "الشرطة تصطحب المريض إلى المستشفى وتجري له تقييماً وترفع توصيات إلى المحكمة ويقوم القاضي بعد ذلك بالمصادقة عليها أو رفضها."

وفي حال تبين حاجة الشخص إلى علاج، تعيده السلطات إلى المستشفى إلى أن تتحسن حالته ويطلق سراحه بعد ذلك.

ونصح أبو عرب كذلك باللجوء إلى مراكز الصحة النفسية المجتمعية Community Mental Health Australia  والتي تقدم خدمات الدعم النفسي في مختلف الولايات والمقاطعات الأسترالية.

استمعوا إلى مقابلة الدكتور محمود أبو عرب في التسجيل الصوتي المرفق بالصورة.

شارك

تحديثات بالبريد الإلكتروني من أس بي أس عربي

.سجل بريدك الإلكتروني الآن لتصلك الأخبار من أس بي أس عربي باللغة العربية

باشتراكك في هذه الخدمة، أنت توافق على شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بـ "SBS" بما في ذلك تلقي تحديثات عبر البريد الإلكتروني من SBS

Download our apps
SBS Audio
SBS On Demand

Listen to our podcasts
Independent news and stories connecting you to life in Australia and Arabic-speaking Australians.
Personal journeys of Arab-Australian migrants.
Get the latest with our exclusive in-language podcasts on your favourite podcast apps.

Watch on SBS
Arabic Collection

Arabic Collection

Watch SBS On Demand