تعودتم على سماع صوته كل خميس على أثير إذاعة أس بي أس عربي24. من تحليلًٍ لآخر التطورات السياسية في نيويورك إلى أحدث الأخبار من البيت الأبيض في واشنطن. إنه مراسلنا من الولايات المتحدة الأمريكية الصحفي المخضرم والمحلل السياسي محمد سطوحي.
ولكن وراء هذا الوجه الجدي المهني، وجهاً آخر. سمح لنا سطوحي برفع الستار عن الصوت الموثوق به ودخول الاستوديو الخاص، ليكشف لنا عن كيانه وشخصيته.
أحد أفضل الخبراء عن تاريخ محمد علي كلاي
ربما يكون سطوحي متابعاً لكرة القدم وبعض الرياضات الأخرى ولكن رياضته المفضلة منذ الصغر، الملاكمة وهوسه، الملاكم الأسطوري محمد علي كلاي.
إذ يعتقد سطوحي أن محمد علي هو الملاكم الأعظم في التاريخ ومقارنة فريزر به كما يفعل الكثيرون، غير عادلة. فعلى حد تعبيره، محمد علي كان وسيظل هذا الاسم الأسطوري بدون فريزر ولكن فريزر بدون محمد علي كان سيبقى مجرد ملاكم مر مرور الكرام حتى هزمه فورمان بالضربة القاضية في الجولة الثانية الشهيرة.
ويعمل سطوحي حالياً على تأليف كتاب عن محمد علي: حياته وسيرته الرياضية. ولا تنتهي خبرة سطوحي برياضة الملاكمة عند محمد على. بل إنه متابع نهم لكل المباريات الكبرى في الرياضة وتنبأ بفوز مايويذر الأمريكي على باكياو الفلبيني في مباراتهما التاريخية بالعام 2015.

Muhammad Ali vs. Ernie Terrell, Houston Astrodome, Houston, TX, 1967. Source: Flickr/Cliff
هجرته للولايات المتحدة في 1991
قبل العام 1991 كان سطوحي يعمل مذيعاً في اذاعة الشرق الأوسط بالقاهرة، أثناء نشوب حرب الخليج وغزو الرئيس العراقي السابق صدام حسين للكويت.
أعلنت في ذلك الوقت اذاعة "صوت أمريكا"، عن حاجتهم لتوظيف مذيع اضافي لدعم القسم العربي. بعد التقديم واجراء الامتحانات اللازمة فوجئ سطوحي بوقع الاختيار عليه. ويقول سطوحي مازحاً إن "مصائب قومٍ عند قومٍ فوائدٌ" وإنه لربما "يعود الفضل إلى صدام حسين في هجرتي إلى الولايات المتحدة".
وبالرغم من اقامته في الولايات المتحدة لما يقارب 30 عاماً، يعود سطوحي لمصر كثيراً حرصاً على عودة أولاده الأربعة إلى جذورهم، بهدف أن يتعرفوا على ثقافتهم الأم وأهلهم وأقاربهم وأيضاً لممارسة اللغة العربية التي يسهل فقدانها إذا ولد الإنسان في بلد لا يتحدثها.
وعندما سئل سطوحي عن هوية أولاده الثقافية بحكم نشأتهم في الولايات المتحدة، قال إنهم "طبعاً أمريكان"، ولكن كون الشخص أمريكياً في حد ذاته فكرة.
أمريكا هي فكرة ومجتمع قائم على التعددية وتأتي الناس من مختلف أنحاء العالم لتنصهر مع بعض في بوتقة واحدة في هذا المجتمع الأمريكي. أنا شخصياً أحببت هذه الفكرة قبل كل شئ.
اضطهاد العرب بعد أحداث 11 أيلول\سبتمبر 2001
عانى الكثير من العرب الأمريكان وغيرهم من الجنسيات المسلمة من الاضطهاد والتمييز العنصري خصوصاً بعد أحداث 11 من أيلول/ سبتمبر ولا يزال دامغاً على المجتمع الأمريكي حتى الآن. ولكن بالرغم من تلك الروح العدائية، لا يزال سطوحي يؤمن بالتعددية الثقافية الأمريكية.
لا يمكن أن تكون أميركي حقيقي، إذا لم تكن قادراً على استيعاب الثقافات الأخرى والناس بمختلف جنسياتهم وتتفاعل معهم ويكون هناك مشاعر مشتركة فيما بينهم
يستذكر سطوحي تغطيته لاحدى المحال التجارية بعد أحداث 11 من سبتمبر، حيث قام مجهولون بتدمير الواجهة الزجاجية للمحل لأنه يعرض كتباً اسلامية. اثناء اجراءه لحوار مع صاحب المحل، ظهرت مجموعة من المتظاهرين تعلو أصواتها "USA, USA". عندما بدأت المظاهرة بالتوجه صوب المحل، توقع سطوحي الأسواء، وترقب وقوع اشتباك أو أعمال شغب، ولكن المفاجأة كانت في تعاطف المتظاهرين مع صاحب المحل المتضرر وتضامنهم معه كمسلم، لكي لا يشعر بأنه مضطهد من المجتمع بأكمله.
كما حكى عن سطوحي عن ظهور قسيس عند أمام الواجهة المكسورة، حاملاً مصحفاً قديماً، أراد إعطائه كهدية لصاحب المحل، عوضاً عن المصحف المسروق.
الحياد في مجال الصحافة
تحدثنا أيضاً مع سطوحي عن الحياد في مجال الصحافة وهي من أصعب التحديات التي يواجهها أصحاب المهنة في مسيرتهم. وبهذا الصدد قال سطوحي إنه أمر "يحتاج إلى الكثير من التدريب، وتدريب النفس والقدرة على ملاحظة نفسك وسلوكك وكيفية تعبيرك، بحيث لا تسمح لآرائك الشخصية أو انحيازات السياسية تغلب عليك من الناحية المهنية، وليس عيب للصحفي أن يكون له تحيز ذاته ولكن عندما يمسك الميكروفون عليه أن يكون رقيباً على نفسه بحيث لا يفرض نفسه وآرائه على المتلقي."
ويقول سطوحي، أنه إذا كان هناك حقيقة وقضية عادلة فعلاً فسيمكنها الدفاع عن نفسها بدون داعي لتحيز المذيع.

Egyptian-American journalist and political commentator Mohamed Sotouhi. Source: YouTube
ليس دوري كمذيع أن أباصيلك الكورة، تدخل جون
دوري كمذيع أن أطرح القضايا واناقشها بموضوعية وإذا كنت لديك قضية عادلة فيجب أن تكون قادراً على الدفاع عنها، ولا تنتظر مني أن أساعدك في ذلك"
كُتّابِهِ المفضلين
بالنسبة للمؤلفين العرب، يفضل سطوحي، أحمد بهاء الدين ونجيب محفوظ كروائي. أما بالنسبة للكتاب الأجانب فيفضل الكاتب الاقتصادي الشهير بول كروجمان من النيويورك تايمز والحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2008.
للمزيد يرجى الاستماع للملف الصوتي أعلاه.


