عقد في سيدني ،مطلع هذا الاسبوع ، بدعوة من هيئة Lifelineمؤتمر خاص لمناقشة ظاهرة ارتفاع أعداد الذين يقدمون على الانتحار في استراليا ولبحث سبل الحد منها .
ودعا المؤتمر الى تشجيع ثقافة جديدة في المجتمع الاسترالي المدرسة تقوم على التعريف باشارات وتصرفات معينة قد تكون دليلاً لامكانية أن يقدم صاحبها على الانتحار.
وطالبت هيئة لايف لاين بتشجيع الاستراليين على طرح هذه الأسئلة البسيط ة: كيف حالك ؟ هل أنت موجوع ؟هل تفكر بالانتحار ؟
في البيت وفي المدرسة وفي مكان العمل ، على كل شخص تبدو عليه ملامح أزمة .
هناك تقارير تفيد أن ثمانية أستراليين يقدمون على الانتحار كل يوم وأن عام 2015 وحده شهد انتحار أكثر من 3000 أسترالي وكانت هذه النسبة هي الأعلى في استراليا منذ عشر سنوات . ويبرز في التقارير أن غالبية الذين أقدموا على الانتحار عام 2015 كانوا من الرجال بين الخامسة عشرة والرابعة والأربعين من العمر. والسبب الأكثر شيوعاً للانتحار هو الشعور بالعزلة أو الوحدة .
تحث منظمة LifeLine Australia الناس على التحدث والسؤال عن أحوال بعضهم البعض، خاصة الأصدقاء واالمعارف.
ومع حب الحياة والدعوة الى الفرح بالحياة بالرغم من كل الصعوبات والى الأمل والرجاء والتطلع الى مستقبل أفضل طرح برنامج Good Morning Australia موضوع آفة الإنتحار، مذكرا دوما بالمساعدة المتوفرة للجميع وبالخطوط الساخنة المتاحة أمام كل من هو بحاجة للإفساح عن قلبه وطلب المساعدة، هناك دائما من هو جاهز للإصغاء والتفهم. من هذه المنظمات ، نذكر منظمة Life Line 131114.
صبت آراء المستمعين في خانة واحدة وهي خانة الأمل وحب الحياة وتحدي الصعوبات وواجب مساندة بعضنا البعض والإنتباه الى أي مؤشرات تدل على الإنعزال والوحدة أو الكآبة، التي تعتبر من الأسباب الأساسية للشؤم والبؤس.
وأجمعت الآراء أيضا على أن المبادرة بالتحدث بمصداقية واهتمام شفاف مع الآخر قد يكون بداية العلاج، وان الحياة مليئة بالحجارة ولكن يجب أن نقف مجددا ولو تعثرنا في الطريق، وانه لا أحد يستحق أن تخسر حياتك من أجله . أما بالنسبة للأسباب المؤدية لليأس والإنتحار اعتبر المشاركون أن بعضها يعود للوضع المعيشي والحالة النفسية وأيضا كثرة توفر المتطلبات فلا يعود الإنسان ليسعى لهدف ما ويفقد معنى الحياة ومن الأسباب أيضا الخوف والتخويف.
ومن اللافت أيضا هو إجماع أغلبية الآراء على أهمية الإيمان الذي يبعث بالأمل والرجاء في النفوس، فمنهم من قال كما ورد على لسان أحد المشاركين: " لا تنظر الى الأبواب المغلقة بل الى المفتاح بيد الرب".
ووصف آخرون الانتحار ب:" المرض الروحي" الذي ينتج عنه أذية الإنسان لنفسه وشجعوا الناس على تقوية الروح وتفادي الفراغ الداخلي.
ويبقى التواصل الإنساني والتعاطف وتفهم الآخر وأخذ المبادرات الخيرة والإهتمام الصادق بالأحباء والأصدقاء خير وقاية وأفضل علاج ودواء.
استمعواهنا الى البث المباشر لاذاعتنا و لاذاعة BBC أيضا