انتهت مرحلة المداولات على مشروع القانون الساعي لإلغاء تجريم الإجهاض في برلمان نيو ساوث ويلز، ودخل مرحلة دراسة التعديلات المقترحة خلال المداولات. وتعد ولاية نيو ساوث ويلز هي آخر الولايات التي تدرج الإجهاض باعتباره جناية ضمن قانون العقوبات في قانون يعود تاريخه إلى 119 عاماً. وحسب المسودة التي قدّمها النائب المستقل أليكس غرينتش فإن القانون حال إقراره سيشرع إجهاض الجنين الذي يصل عمره في الحد الأقصى إلى 22 أسبوعاً. كما سيسمح القانون بالإجهاض في أي مرحلة من الحمل بشرط الحصول على توقيع طبيبين مستقلين.
وقالت الطبيبة النسائية الدكتورة نسرين شماس إن حجم الجنين بعمر 22 أسبوع يقارب حجم حبة جوز الهند. ويصل طوله كما يقيسه الأطباء من الرأس إلى المؤخرة حوالي 20 سنتمتراً، كما يصل طول الساق إلى 4 سنتمترات ولا يتجاوز وزنه نصف كيلوغرام تقريباً.
وأضافت شماس: " في هذه المرحلة من الحمل، تكون أعضاء الجنين قد تشكلت بالكامل (..) يكون الشعر ظاهراً على رأسه وجسمه، فيما يعرف طبياً بالـ Lanugo hair وحتى أظافر اليدين والقدمين (..) هو طفل كامل."
وفي الوقت الذي يُجرى فيه الإجهاض في المراحل الأولى من الحمل حتى عشرة أسابيع بسهولة في العيادات الطبية، تعد عملية الإجهاض في مراحل متأخرة أكثر تعقيداً وتتطلب تجهيزات طبية وفريقاً مؤهلاً على مستوى الأطباء النسائيين والنفسيين وطاقم التمريض.
وشرحت الدكتورة شماس تسلسل الخطوات المتبعة مع المرأة الحامل التي ترغب بالإجهاض والتي تبدأ بوصف دواء لقتل الجنين في الرحم. وأضافت الطبيبة التي تحمل عضوية الجمعية الملكية الأسترالية لطب النساء: "الإجهاض في هذه المرحلة تقريباً كالولادة الطبيعية، لا بد من فتح عنق الرحم والجنين يكون ميتاً أصلاً بعد تعاطي الأم للأدوية أو يموت أثناء العملية."
يضطر الأطباء في حالات نادرة لحقن قلب الجنين بأدوية خاصة في حال ولد حياً رغم تعاطي المرأة للأدوية التي تؤدي لتقلصات شديدة في الرحم.
وقالت الدكتورة شماس إن أستراليا من الدول التي لا تقدم الإسعافات الأولية للأجنة المولودة بشكل مبكر ولكن مع ذلك فمن الممكن أن يعيش الجنين من ساعة إلى ثلاث ساعات دون إسعافات مع بقاء احتمال أن يموت أثناء الولادة قائماً. وأشارت الطبيبة إلى تعامل الجهاز الطبي في دول أخرى بطريقة مختلفة مع الأجنة التي لا تتجاوز أعمارها 22 أسبوعاً فالأطباء في الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً يسعفون الجنين في هذا العمر.
ومن واقع عملها، ذكرت الدكتورة شماس إشرافها على ولادة امرأة بعد 23 أسبوعاً وثلاثة أيام وتمكنت من تقديم الإسعاف للجنين وهو حي يرزق الآن. وأضافت: "صادفت بعض الحالات في مستشفى ليفربول التي ولد فيها أجنة في هذه المرحلة من الحمل (..) لا بد من التنويه أن هذه الحالات قليلة جداً ونادرة الحدوث."

متظاهرون ضد الإجهاض يتجمهرون خارج مبنى البرلمان في سيدني Source: AAP
ما بعد الإجهاض
قالت الدكتورة شماس أن عمليات الإجهاض التي تُجرى تحت إشراف أطباء مؤهلين في مراكز متخصصة ومجهزة بالأدوية والطواقم التمريضية المتخصصة، لا تؤدي إلى تعريض الحامل إلى خطر أي مضاعفات جسدية صحية. لكنها أشارت إلى ضرورة الانتباه للصحة النفسية لمن تقرر إجهاض جنينها: "الوضع النفسي يكون سيئاً ولا بد من إشراف طبيب نفسي على الحالة بمساندة ممرضة متخصصة وعاملة اجتماعية وبالطبع أخصائي طب نسائي متمرس في هذا المجال."
ونبهت شماس إلى ضرورة شرح مراحل عملية الإجهاض بالتفصيل والتي تمتد في بعض الأحيان إلى يومين أو ثلاثة. وأضافت: "في 95% من الحالات تتجاوب الحامل مع الأدوية ويسقط الجنين خلال 8 إلى 24 ساعة (..) تحتاج فئة من المرض إلى البقاء في المستشفى في بعض الأحيان."
ولا يقتصر الأثر النفسي لعملية الإجهاض على الحامل بل يلقي بظلاله على الطبيب المشرف على الحالة كذلك، ولذا فإن الأطباء الذين يقومون بهذه العملية بحاجة لدعم من زملائهم ويجب أن يبقوا على تواصل مع الطبيب النفسي. وقالت شماس أن "التعب النفسي" المرافق لهذه العمليات يجعل الكثير من أطباء الاختصاص يتجنبون إجراءها.
وحسب أرقام دائرة التخطيط العائلي، فإن واحدة من كل ثلاث نساء أستراليات تجري عملية إجهاض واحدة على الأقل في حياتها، وحوال 92% من عمليات الإجهاض تقع في الأسابيع الأربعة العشرة الأولى من عمر الجنين.
استمعوا إلى المقابلة مع الدكتورة نسرين شماس في التسجيل الصوتي المرفق بالصورة.






