خرجت دعوات اليوم لاعتماد نظام إجلاء طبي للأستراليين الموجودين في الهند مشابه بنظام الميديفاك، وقال أخصائيون في مجال علم الأوبئة إن محنة الأستراليين العالقين في الهند ليست قضية حدودية، بل حالة طوارئ صحية.
ويقول المحامي هاشم الحسيني "حق الحركة والسفر والعودة الآمنة هو حق دستوري للأستراليين، وهذا حقهم الطبيعي، وبالتالي لا يحق لأحد أن يمنع أي إنسان من حق العودة إلى بلده بغض النظر عن الظروف، ولا شك أن الظروف التي خلقها فيروس كورونا تطلبت وضع قيود معينة، لكن على أستراليا وضع ترتيبات تسمح بعودة الأستراليين العالقين في الخارج إذا قرروا العودة، كما وأن من واجبها أن تعالجهم وتقدم لهم الدعم حتى لو كانوا بالخارج".
يأتي هذا في الوقت الذي قالت فيه شركة كوانتاس إنها تحقق في ما إذا كانت الفحوصات السريعة التي أجريت داخل مطار دلهي يمكن أن تكون قد أخرجت نتائج إيجابية خاطئة، ومنعت أشخاصا ليسوا مصابين بكوفيد من العودة إلى بلادهم بعدما كانوا على استعداد للمغادرة.
جاء هذا بعد الكشف عن أن ثلاثة أشخاص على الأقل جاءت نتائج فحصهم إيجابية لكن بعد الخضوع لفحص ثانٍ، جاءت النتيجة سلبية لكن بعد فوات الأوان.
وقد منع 42 من 150 شخصا كان من المفترض أن يكونوا على متن الرحلة الأولى التي قدمت من الهند، من العودة بعدما أظهرت نتائج فحص كورونا أنهم مصابون بالفيروس. وقد تمت الفحوصات إما عبر فحص ال PCR في الأيام التي سبقت موعد الرحلة، إما بواسطة الفحص السريع في المطار. وقد تم منع 30 آخرين من السفر لأنهم اعتبروا من المخالطين لهم.
البروفسورة كاثرين بينيت رئيسة قسم علم الأوبئة في جامعة ديكن قالت لصحيفة الغارديان، إن الكثير من الاستراليين في الهند الذين قد يكونون من الكبار بالسن، أو لديهم حالات صحية أخرى، وإجلاؤهم إلى استراليا يعتبر حالة صحية طارئة وليس قضية حدود. ويجب أن يتم التعامل معها على أنها قضية إجلاء طبي.
ويقول المحامي هاشم الحسيني في حديث مع SBS Arabic24 "إن هناك إجراءات للعزل يمكن للدولة أن تتخذها لحماية المواطنين في البلاد، لكن كيف يمكن أن تمنع مواطنا من العودة إلى بلده فقط لمجرد الشك بأنه قد يكون مريضا؟"
وأضاف "بغض النظر عن أنها مسألة إنسانية، فهي مسألة قانونية، ومن الحقوق الضمنية التي يكفلها الدستور الأسترالي هي حق التعبير وحق الحركة، واي قوانين تمنع ذلك تكون مخالفة للدستور".
رئيس الوزراء سكوت موريسون قال يوم أمس الاحد إن السماح للمصابين بالفيروس بالعودة إلى أستراليا "ليس منطقيا". "عندما يأتي الأمر لحماية صحة وسلامة الأستراليين هنا، يجب أن نكون حذرين". وقال إنه لا يوافق على ما يقترحه البعض لضرورة إحضار المصابين إلى أستراليا.
وأضاف "كلنا نريد أن ندعم الناس على قدر ما نستطيع، لكن استيراد كوفيد للبلاد، ليس أمرا منطقيا".
واليوم تم الكشف عن أن أحد العائدين من الهند الذين وصلوا إلى دارون يوم السبت مصاب بكوفيد 19.
وقالت سلطات المقاطعة الشمالية أن المسافر الآن في الحجر الصحي في منشأة هاورد سبريغز في محيط دارون.
وكانت الرحلة التي وصلت يوم السبت هي الأولى منذ أن فرضت الحكومة الفدرالية حظرا على السفر من الهند، وشددت إجراءات الفحوصات قبل السفر، منذ عدة أسابيع.
وقالت السلطات الصحية في المقاطعة الشمالية إن الإجراءات ضرورية من أجل إبقاء الإصابات في مركز الحجر، في مستوى يمكن إدارته، وحذرت من أنهم يمكن أن يطلبوا إبطاء أو تعليق رحلات العودة، إلى ارتفعت الحالات إلى أكثر من الحد المحدد وهو 50 حالة.
استمعوا إلى اللقاء كاملا مع الأستاذ هاشم الحسيني في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.