لاحظ بعض المختصين بشؤون المرأة والعنف الأسري ارتفاعاً في عدد حالات العنف المنزلي مع بدايات جائحة كورونا في آذار/مارس الماضي. الأمر الذي أثار قلق السلطات واستدعى اضافة دعمٍ مادي لمساعدة الهيئات المعنية بمواجهة هذا الوباء المجتمعي.
تحدثت أس بي أس عربي24 مع وزيرة شؤون المرأة آن راستون التي أوضحت أن عرضاً جانبياً غير متوقع للعزل المنزلي والتباعد الإجتماعي، هو أن ضحايا العنف الأسري وجدوا أنفسهم محاصرين مع الجناة في منازلهم.
بعد 7 أشهر
والآن وبعد مرور أكثر من نصف عام، أصيب فيه عشرات الآلاف من الأستراليين بالفيروس المشؤوم وتوفي 905 حتى موعد نشر هذا المقال، أين أصبح ضحايا العنف الأسري؟
بحسب إحصائيات أعدتها وكالة إحصاء الجرائم في ولاية فيكتوريا، ارتفعت نسبة جرائم العنف الأسري بنسبة 6.7% خلال الأشهر الماضية مقارنةً بالعام الماضي.
بالإضافة إلى الإرتفاع الملحوظ في جرائم العنف المنزلي بشكلٍ عام، عاماً بعد عام منذ العام 2016، أدت جائحة كورونا إلى ما يسمى الآن بـ "جائحة الظل".
فبينما سجلت الولاية 5,671 حالة عنف أسري في حزيران/يونيو 2017، سجلت 7,511 حالة مماثلة في حزيران/يونيو 2020. والمقارنة بين أرقام 2020 والسنوات السابقة تشير إلى ارتفاع واضح في عدد الحالات.
Imageمقدموا الخدمات الإجتماعية في ورطة
وبحسب ما قالت فيروز خياط أخصائية شؤون العائلة في ولاية فيكتوريا، أوامر الإغلاق في ملبورن زادت من تحديات وصعوبات التعامل مع قضايا العنف الأسري.
فدعم ضحايا العنف على التعامل مع وضعهم في المنزل ومساعدتهم في الحفاظ على صحتهم النفسية والعاطفية صعب بما فيه الكفاية، تحت الظروف "العادية".
ولكن مع جائحة كورونا أصبح من المستحيل مقابلة الضحايا وجهاً لوجه والجلسات العلاجية عبر الإنترنت أو الهاتف تشوبها مشاكل تقنية وأحياناً اضطرابات في المنزل تمنع من الحصول على الجودة المرجوة.
وأكدت فيروز أنها لاحظت هي وزملائها في مجال العمل المجتمعي، ارتفاع نسبة العنف المنزلي والتحديات الجديدة المصاحبة له من انتشار الفيروس وإجراءات التباعد الإجتماعي.
كان العنف موجود سابقاً ولكن الآن أصبح الزوج والزوجة والأولاد حبيسي المنزل والضغط النفسي بسبب العزلة الإجتماعية أكبر مما يستطيع البعض تحمله
وقالت خياط "العنف المنزلي ظاهرة مجتمعية وجذورها موجودة ولكن أحياناً الظروف البيئية تشعل فتيلها"
تأثر عملنا بشكل كبير حيث أصبح العدد الأكبر من الموظفين يعملون من المنزل وإذا أردت تحويل الشخص المعنف إلى أخصائي أو خدمة أخرى، يجب أن تتم كل التحويلات عبر الإنترنت
دعم إضافي
وتقول فيروز إن العديد من الجهات المختصة والمنظمات التي تعمل بشكل مباشر مع ضحايا العنف الأسري، تلقى بالفعل دعماً إضافياً يقدر بملايين الدولارات.
ولكنها أشارت إلى أن المشكلة الرئيسية لا تكمن في توفر الخدمات وإنما في قدرة الضحايا على الوصول لها وسهولة الحصول على الدعم الذي يحتاجونه.
كثير من النساء المعنفات يقلن إن أزواجهن متسلطين ويتحكمن في استخدام الهاتف وحتى الكمبيوتر والإنترنت، مما يصعب عليهن الوصول إلى الخدمات المتاحة
أما الآن فالتحدي الأكبر هو مواكبة الضغط الكبير على خدمات الدعم المجتمعي التي يحتاجها الأستراليون وخاصةً الجاليات الإثنية في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.
نصائح مهمة
تتعرض النساء المعنفات للعديد من الضغوط النفسية وسوء معاملة يؤديان إلى فقدانهن الثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ أبسط الخطوات لطلب المساعدة.
كما أن الضغط المجتمعي أحياناً يمارس نوع من الـ "Victim Blaming" أو لوم الضحية على النساء. فإذا شكون أزواجهن وتم القبض عليهم يسمعن تعليقات من نوعية "خربت بيتها" أو "دمرت عائلتها بيدها" وغيرها من الأقوال التي تلوم الضحية على جريمة ليست من ذنبها.
وتقول فيروز أن حتى العاملين في مجالها غير معصومين من تلك الإتهامات الباطلة، كونهم من يساعدون الضحايا على الهرب أو الخروج من سجن العنف المنزلي.
من يعنف زوجته وأولاده هو من خرب بيته وليست الضحية
وقدمت فيروز نصائح للرجال المعنفين بالمقام الأول، مؤطدةص انهم بيدهم تغيير أنفسهم قبل أن تدمر عائلتهم أو يلحقون الأذى بشخص آخر مقرب منهم.
وبالنسبة للضحايا فنصحت بطلب المساعدة لأنها موجودة ومتاحة لهم. كل ما عليهم فعله هو اتخاذ الخطوة الأولى وسيحصلون على المساعدة.





