هل يُمكن اعتبار الاقتصاد الأسترالي أفضل أداءً من الاقتصادات المتقدمة الأخرى؟
قال الخبير العقاري في أس بي اس عربي يوسف مرتضى "الاقتصاد الأسترالي يُظهر مرونة نسبية مقارنة بدول كبرى مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبعض دول أوروبا. فمعدل البطالة لا يزال عند مستويات منخفضة تبلغ حوالي 4%، والتضخم انخفض بشكل ملحوظ إلى حوالي 3.6%، مع توقعات أن ينخفض أكثر في النصف الثاني من عام 2025."
بالإضافة إلى ذلك، توقعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي لأستراليا بنسبة 1.8% في عام 2025، وهي نسبة أعلى من النمو المتوقع في اقتصادات كبرى مثل ألمانيا وفرنسا.
لكن لا يمكن تجاهل أن النمو في الربع الأول من عام 2025 كان أبطأ من المتوقع، حيث بلغ 0.2% فقط، وهو أبطأ ربع منذ أزمة كورونا، بسبب عدة عوامل منها الفيضانات والأعاصير.
لذا، يمكن القول إن أداء الاقتصاد الأسترالي أفضل نسبيًا من غيره، لكنه ليس مثاليًا، وما يزال يواجه تحديات داخلية وخارجية.
كيف أثرت الكوارث الطبيعية والتحديات العالمية على توقعات نمو الاقتصاد الأسترالي؟
أضاف يوسف مرتضى "شهدت أستراليا في بداية عام 2025 موجة من الفيضانات والأعاصير، خاصة في المناطق الزراعية والساحلية، مما أدى إلى خسائر في الإنتاج الزراعي، وتراجع في إنفاق الأسر، وانخفاض في حركة البناء والتشييد."
هذه العوامل مجتمعة ساهمت في تباطؤ النمو الاقتصادي في الربع الأول من العام، حيث بلغ فقط 0.2%.
رغم ذلك، تتوقع الحكومة والبنك المركزي تحسناً تدريجياً في النصف الثاني من العام، خصوصًا مع استمرار انخفاض التضخم وتوقعات خفض أسعار الفائدة لدعم الإنفاق والاستثمار. كما أن أستراليا لا تزال تحتفظ بثقة المؤسسات المالية الدولية، التي ترى أن السوق الأسترالي سيظل أكثر استقرارًا من نظيراته في كثير من الدول الأخرى، بفضل معدلات التوظيف الجيدة والإنفاق الحكومي المستمر.
كيف ستؤثر المخاطر المتزايدة لتغير المناخ على سوق العقارات الأسترالي؟
تغير المناخ أصبح يشكل تهديداً مباشراً لقيمة العقارات في أستراليا.
تقارير التأمينات العقارية الحديثة كشفت أن أكثر من 650 ألف منزل في أستراليا مصنّفة الآن ضمن “مناطق عالية الخطورة” بسبب التغيرات المناخية، مثل الفيضانات والحرائق وارتفاع منسوب البحر.
في بعض المدن مثل شيبارتون Shepparton في فيكتوريا، ما يقارب 88% من المنازل في وسط المدينة معرضة للخطر، مما يجعل شركات التأمين إما ترفع الأسعار بشكل كبير أو ترفض التأمين نهائيًا. هذا يُسبب أزمة لأصحاب المنازل والمستثمرين، حيث تتراجع قيمة العقار في السوق، وتصبح عملية البيع أو التمويل العقاري أكثر صعوبة.
في السنوات القادمة، من المتوقع أن يتم أخذ المخاطر المناخية كعامل أساسي في تقييم سعر العقار، وهذا يغيّر قواعد اللعبة بالكامل في السوق العقاري.
لماذا يزداد إقبال المشترين في أستراليا على المنازل الأصغر حجمًا والتصاميم الذكية؟
مع ارتفاع أسعار الفائدة وتكاليف المعيشة، أصبح المشترون أكثر حرصًا في قراراتهم، ولذلك يفضل الكثيرون شراء منازل أصغر، لكنها مصممة بذكاء لتستغل المساحة بكفاءة.
المنازل الأصغر توفر عليهم دفعة أولى أقل، أقساطًا شهرية أخف، وتكاليف صيانة منخفضة.
كذلك، هناك تزايد في الطلب على تصاميم متعددة الاستخدام، مثل تحويل غرفة المعيشة إلى مساحة عمل، أو دمج المساحات المفتوحة بشكل مرن.
هذه الاتجاهات ليست فقط مدفوعة بالميزانية، بل أيضًا بالتحول في أنماط الحياة، خصوصًا بعد الجائحة، حيث أصبحت الحاجة إلى مكتب منزلي أو مساحة عمل ضمن البيت أمرًا ضروريًا.
مما يلفت الانتباه أن هذه المنازل تُباع بسرعة، وأحيانًا بأسعار تنافسية، لأنها تلبي احتياجات شريحة واسعة من السكان، من الشباب إلى كبار السن.
كيف يؤثر الاهتمام بالاستدامة والميزات الصديقة للبيئة على قيمة المنازل في أستراليا؟
الوعي البيئي أصبح عاملًا مؤثرًا في سوق العقارات.
المشترون، خصوصًا من الجيل الجديد، أصبحوا يفضلون المنازل الموفرة للطاقة والمزودة بأنظمة بيئية مثل الألواح الشمسية، أنظمة إعادة استخدام المياه، والعزل الحراري الفعّال.
هذه الميزات لا تساهم فقط في خفض فواتير الكهرباء والمياه، بل أصبحت تزيد من قيمة العقار عند إعادة البيع، وتمنحه ميزة تنافسية في السوق. حتى شركات البناء بدأت تهتم بالحصول على شهادات بيئية للمباني مثل NatHERS وGreen Star، لأنها تُسهم في رفع القيمة التسويقية للعقار.
كذلك، تُشير بعض التقارير إلى أن المنازل المزودة بميزات الاستدامة تُباع أسرع بنسبة 20-30% من غيرها، وأحيانًا بهوامش ربح أعلى، مما يجعلها خيارًا مفضلاً للمستثمرين أيضًا.
ما هي خطوات شراء العقار لأول مرة في أستراليا؟ وماذا يحتاج المشتري المبتدئ أن يعرف؟
شراء العقار لأول مرة قد يبدو معقدًا، لكنه يصبح أوضح عند تقسيمه إلى خطوات رئيسية:
- تحديد الميزانية والقدرة الشرائية:أول خطوة هي معرفة كم يمكنك أن تشتري. وهذا يشمل حساب الدخل، المصاريف، والالتزامات الشهرية. يُنصح بمقابلة مستشار تمويل أو بنك لمعرفة المبلغ الذي يمكنك اقتراضه، ويُفضل أن تحصل على موافقة مبدئية على القرض (pre-approval).
- الاستفادة من حوافز الحكومة:الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات توفر برامج دعم للمشترين لأول مرة، مثل:
- إعفاء أو خصم على رسوم الطوابع (Stamp Duty)
- منحة المشتري الأول (First Home Owner Grant)
- دعم شراء منزل بنسبة إيداع أقل (First Home Guarantee)من المهم مراجعة الشروط على موقع حكومة الولاية التي تقيم بها.
- البحث واختيار العقار المناسب:حدد المنطقة التي تناسبك، وابحث عن عقار ضمن الميزانية. يمكن أن يكون شقة، منزل مستقل، أو عقار جديد على المخطط. من المفيد الاستعانة بوكيل مشتري أو مستشار عقاري.
- التفتيش والفحوصات القانونية:قبل توقيع العقد، تأكد من فحص العقار هندسيًا (Building & Pest Inspection) ومراجعة العقد مع محامٍ أو موثق (Conveyancer) للتأكد من عدم وجود شروط أو التزامات غير متوقعة.
- تأمين التمويل وتوقيع العقد:بعد الموافقة النهائية على القرض من البنك، يتم توقيع العقد ودفع العربون (عادة 10%). يتم تحديد تاريخ التسوية (Settlement) حيث يتم تحويل الملكية رسميًا.
- استلام المفاتيح والانتقال:في يوم التسوية Settlement، يتم نقل الملكية رسميًا وتستلم المفاتيح. ينصح أيضًا بالتأمين على العقار ابتداءً من يوم التوقيع.
نصيحة مهمة: من الأفضل التخطيط جيدًا وعدم التسرع، والاعتماد على مستشارين موثوقين طوال العملية لتفادي الأخطاء المكلفة، خاصةً أن هذه الخطوة تكون عادة أكبر استثمار في حياة المشتري.
المزيد في التدوين الصوتي اعلاه
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "أستراليا اليوم" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى السادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق Radio SBS المتاح مجاناً على أبل وأندرويد.
للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على الرابط التالي.